علوم

ممارسة ومشاهدة كرة القدم حرام في الإسلام للنساء والرجال

عادت علاقة الإسلام وكرة القدم إلى الواجهة بعد الجدل الدائر هذا العام مع مشاركة المنتخب النسائي المغربي وهو أول منتخب عربي نسائي يشارك في هذه البطولة.

ويقول عدد من رجال الدين ممن ينشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن متابعة هذه المباريات وتشجيع اللاعبات هو أمر مخالف للشريعة الإسلامية، كما انتقد عدد منهم حجاب اللاعبة المغربية نهيلة بنزينة، لدرجة أن هذا أشعل هجوما هائلا عليها، حيث وصفوا زيها بأنه ليس حجابا إسلاميا شرعيا.

وبشكل عام فإن علاقة كرة القدم مع الدين الإسلامي الذي يسيطر عليه الكهنوت ورجال الدين ظلت سيئة منذ أن وصلت اللعبة إلى العالم الإسلامي.

تحريم مشاهدة النساء لكرة القدم

عندما وصلت هذه اللعبة إلى العالم الإسلامي وتم تنظيمها وأنشأت الحكومات المنتخبات المحلية، سريعا ما انتشرت اللعبة وأصبح لها عشاق إلى أن أصبحت اللعبة من أفضل الألعاب شعبية.

لكن هذا لا يعني أن الوسط المحافظ كان متسامحا معها، في البداية كانت لدى رجال الدين مشكلتين مع كرة القدم الرجالية، الأولى هي طقم اللعبة الذي يلبسه الرجال والذي يظهر أرجلهم وأفخاذهم، ومن المعلوم أن السلفيين دائما ما يدافعون عن اللباس الفضفاض والمستور.

المشكلة الثانية هي أن تلك المباريات يتم بثها في التلفزيون والعائلات تشاهدها ومن ضمن أفراد العائلات النساء المتزوجات والفتيات، وقد اعتبر رجال الدين مشاهدة اللاعبين فتنة لهن كما هو الحال عند مشاهدة الرجال للنساء.

إقرأ أيضا:اضراب هوليوود لمواجهة الذكاء الإصطناعي ومنصات البث

وعلى موقع الإمام ابن باز، وجدنا احدى الفتاوى التي يتم استخدامها لمنع النساء من مشاهدة مباريات كرة القدم، ويقول فيها الإمام: ” ينبغي لها تجنب هذا الشيء؛ لأنها قد تفتن بأحد منهم؛ ولأن النظر في الأصل ممنوع قال تعالى: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور:31] فهذا النظر إلى اللاعبين مكشوفي الأفخاذ قد يفضي بها إلى فتنة”.

ذهب عدد من رجال الدين إلى انتقاد المرأة التي تحب الفرق الكروية وتتابع كرة القدم الرجالية والتشكيك في دينها وعقيدتها وحتى أيضا في أنوثتها بالقول أنها تتشبه بالرجال.

وتقول إحدى الفتاوى الأخرى: “لا يجوز مشاهدة المباريات، حيث إن اللاعبين رجال متجردون غالبًا عن اللباس الساتر، وقد يبدو بعض الفخذ، وقد تتمثل العورة وراء اللباس، وذلك فتنة للنساء، ولو كان القصد التسلية ففي الإمكان التسلي بالذكر والقرآن وكتب الحديث والفقه والأحكام” حسب موقع الشيخ ابن جبرين.

تحريم كرة القدم اجمالا في الإسلام

قبل سنوات خرج الشيخ “عبد المنعم الشحات”، المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية بمصر، بالقول أن “كرة القدم حرام شرعاً وأنها لعبة دخيلة على المسلمين ومستقاة من الغرب”، وأضاف أن الرياضات الوحيدة التي أباحها الإسلام هي “الرماية والسباحة وركوب الخيل”.

ورغم أنه لا يتفق معه بقية رجال الدين في تشدده هذا ويؤكدون أن الأصل هو الإباحة، إلا أنهم يتفقون معه على أن تكون بضوابط ومنها ستر الأفخاذ وهو ما لا يتوفر في الكرة الرجالية حيث السراويل قصيرة.

إقرأ أيضا:مصالح قطر في خطر بسبب حماس ودعم الإرهاب

يتكون طقم اللاعبين في كرة القدم عادةً من قميص وشورت وجوارب، وهو زي متفق عليه وموحد، وما يختلف هي الألوان وهوية كل فريق.

ويعتبر الشورت القصير أكثر راحة للاعبين أثناء اللعب، حيث يتيح حرية الحركة والتمدد للساقين، كما يسهل حركة الركل والتحرك على الملعب.

بالإضافة إلى ذلك، يساعد الشورت القصير على التهوية وتخفيف الحرارة والرطوبة من الجسم، وبالتالي يمنع الحكة أو التعرق الزائد الذي يمكن أن يؤثر على راحة اللاعبين وأدائهم.

ويمكن أيضًا استخدام الشورت القصير كجزء من تقاليد كرة القدم، حيث يعتبر جزءًا من الزي التقليدي للاعبين منذ القرن التاسع عشر، واستمر استخدامه حتى الآن.

تحريم مشاهدة مباريات الكرة النسائية

اعتبر الداعية المغربي حمزة الخالدي أن مشاهدة مباريات المنتخب المغربي النسوي معصية، والفرح بفوزهن هو فرح بالمعصية ومحاربة لله تعالى، بسبب نوع الملابس التي ترتديها اللاعبات، وجاء ذلك في مقطع فيديو له مرفق:

واعتبر الكثير من المحافظين الكرة النسوية منكر، ودعوا إلى مقاطعة مشاهدتها وتجنب تشجيع تلك المنتخبات وكأن الكرة حكر على الرجال دون النساء.

اليوم لم نعد نسمع عن الفتاوى ضد كرة القدم رجالية ويجب البحث عنها لتجد أن الكثير منها كثيرة ونشرت منذ سنوات، وهو ما يعني أن المحافظين ورجال لم تعد لديهم مشكلة مع كرة القدم الرجالية، لكن النسائية التي تعد حديثة تتعرض لهجوم لا يختلف عن هجوم رجال الدين بالأمس البعيد على المستديرة الساحرة.

إقرأ أيضا:حجب أشعة الشمس لمعالجة التغير المناخي

تحريم مباريات كرة القدم للنساء

يبيح رجال الدين للمرأة ممارسة الرياضة ولكن في بيتها وعلى قدر استطاعتها وحاجتها، لكن المشاركة في البطولات واحتراف اللعبة غير مباح على الإطلاق.

وترتبط المرأة عادة بوظيفتها في الفكر الإسلامي وهو الزواج والإنجاب وتربية وتنشئة الأطفال، لذا فإن واحد من أسباب تحريم خوض غمار احتراف الرياضة وكسب المال منها بالنسبة للنساء مثل لاعبات كرة القدم الأجنبيات هو هذا السبب.

ثم تأتي الأسباب الأخرى مثل أن ممارسة الرياضة أمام الإعلام والملايين من الناس غير جائز للمرأة المسلمة حتى وان كانت محجبة لأن الحجاب الشرعي مختلف عن تغطية الرأس فقط.

كما أنه من المحرمات تشبُّه المرأة بالرجل في اللباس وكذلك التشبه بالكفار، لذا فإن خوض المرأة المسلمة لغمار الرياضة الإحترافية يجعلها فاجرة في نظر المسلمين المحافظين.

إقرأ أيضا:

ما هي الصحوة الإسلامية الحركة التي تحتضر حاليا؟

رهاب المثلية الجنسية في العالم الإسلامي إرث الإستعمار الغربي

كيف ساهم رجال الدين والإسلام السياسي في ازدهار الإلحاد؟

عن الإسلام الذي ينشره أندرو تيت بين المراهقين والشباب

تركيا دولة علمانية يرفض شعبها الدستور الإسلامي

موقف الإسلام والمسيحية واليهودية من الذكاء الإصطناعي

أعداء الديمقراطية والعلمانية في الهند وإسرائيل والعالم العربي والإسلامي

السابق
شاهد المسلسلات والأفلام مجانا على شاهد فور يو
التالي
فيما يستخدم دواء نيكسيوم