يواصل المغرب صاحب أقوى جهاز استخبارات في العالم العربي، تعزيز قدراته من خلال صفقة شراء قمرين للتجسس الإسرائيلي Ofek-13 بمليار دولار أمريكي.
الصفقة تأتي كواجدة من ثمار التطبيع الإسرائيلي المغربي خلال أواخر 2020، ضمن اتفاقيات إبراهيم التي بدأت خلال أغسطس من نفس العام.
صفقة المليار دولار بين المغرب وشركة إسرائيلية
وقع المغرب صفقة بقيمة مليار دولار مع شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) للحصول على قمر صناعي للتجسس الاستخباراتي إسرائيلي الصنع.
وتندرج هذه الصفقة في إطار التعاون الاقتصادي والعسكري المتنامي بين إسرائيل والمغرب منذ تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 2020 كجزء من اتفاقيات أبراهام.
وسيحل القمر الصناعي الجديد، المسمى أوفيك 13، محل الأقمار الصناعية الفرنسية والألمانية الحالية للمغرب وسيوفر قدرات مراقبة متقدمة للبلاد.
وبحسب ما ورد تم الانتهاء من الصفقة العام الماضي ومن المتوقع تنفيذها خلال السنوات الخمس المقبلة.
وبينما واجه الاتفاق بعض المعارضة من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين في المغرب، دافعت الحكومة المغربية عن تطبيعها مع إسرائيل.
وتقول الحكومة أنها تساعد في الدفاع عن القضية الفلسطينية وتأمين المساعدات الإنسانية لغزة وتدافع عن وقف اطلاق النار.
وتضمنت العلاقة الدفاعية بين إسرائيل والمغرب أيضًا مناقشات حول احتمال حصول المغرب على دبابات ميركافا إسرائيلية الصنع.
إقرأ أيضا:معاناة العزاب ومشاكلهم في مجتمعاتنابشكل عام، تُظهر صفقة الأقمار الصناعية هذه البالغة قيمتها مليار دولار تعميق التعاون الأمني والتكنولوجي بين إسرائيل والمغرب، على الرغم من التوترات المستمرة في المنطقة.
ماذا سيقدم قمر التجسس الإسرائيلي Ofek-13 للمغرب؟
إن الحصول على أقمار تجسس إسرائيلية الصنع سيعزز بشكل كبير قدرات المراقبة العسكرية والاستخباراتية للمغرب.
ستزود الصفقة التي تبلغ قيمتها مليار دولار مع شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية (IAI) المغرب بقمر التجسس المتقدم Ofek 13، والذي سيحل محل الأقمار الصناعية الحالية الفرنسية والألمانية الصنع في البلاد.
ومن المتوقع أن يوفر القمر الصناعي Ofek 13 قدرات مراقبة واستطلاع أكثر تطورا مقارنة بأنظمة الأقمار الصناعية الحالية في المغرب.
يعد هذا القمر الصناعي الجديد جزءًا من التعاون الدفاعي والأمني المتنامي بين إسرائيل والمغرب منذ تطبيع العلاقات بين البلدين في عام 2020 كجزء من اتفاقيات إبراهيم.
ويتضمن الاتفاق أيضًا مناقشات حول إمكانية حصول المغرب على دبابات ميركافا إسرائيلية الصنع.
وبينما واجهت صفقة القمر الصناعي بعض المعارضة من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين في المغرب، دافعت الحكومة عنها باعتبارها تساعد في الدفاع عن القضية الفلسطينية وتأمين المساعدات الإنسانية لغزة.
ومع ذلك، يقول النقاد إن الصفقة لا تراعي معاناة الفلسطينيين على أيدي الجيش الإسرائيلي، الذي يستخدم الأسلحة والتكنولوجيا التي تنتجها شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية.
إقرأ أيضا:لماذا فشلت الثورات العربية وانتصر بشار الأسد؟بشكل عام، يعد الحصول على قمر التجسس الإسرائيلي المتقدم بمثابة دفعة كبيرة لقدرات المراقبة العسكرية وجمع المعلومات الاستخبارية للمغرب، على الرغم من التوترات السياسية المحيطة بالاتفاق.
ما هي المزايا العسكرية المحددة التي ستوفرها أقمار التجسس الجديدة للمغرب؟
سيؤدي حصول المغرب على قمرين صناعيين للتجسس الإسرائيليين المتقدمين من طراز Ofek-13 إلى تعزيز القدرات العسكرية للبلاد بشكل كبير في العديد من المجالات الرئيسية:
تحسين المراقبة وجمع المعلومات الاستخبارية:
وتشتهر الأقمار الصناعية Ofek-13 بقدراتها التصويرية عالية الدقة، والتي يمكنها اكتشاف المعالم الفيزيائية بدقة تصل إلى نصف متر.
وستمكن تكنولوجيا المراقبة المتقدمة هذه المغرب من مراقبة التحركات العسكرية والهجرة غير الشرعية والتهريب والجريمة والإرهاب بشكل أكثر فعالية.
تعزيز قدرات الاستخبارات الاستراتيجية:
يمكن للأقمار الصناعية أن تعمل في جميع الظروف الجوية وظروف الرؤية، مما يوفر قدرات مستمرة لجمع المعلومات الاستخبارية.
وهذا سيساعد المغرب على فهم التهديدات المحتملة والاستجابة لها بشكل أفضل، بما في ذلك التهديدات القادمة من الدول المجاورة مثل الجزائر.
زيادة التفوق العسكري على الجزائر:
وستمكن الأقمار الصناعية الجديدة المغرب من تحديد مواقع الجيش الجزائري وميليشيات البوليساريو بشكل أكثر دقة، مما قد يمنح المغرب ميزة استراتيجية في منطقة الصحراء الغربية، حيث تتصاعد التوترات مع الجزائر.
إقرأ أيضا:هزيمة روسيا بوتين في انتخابات فرنسا وبريطانيا وانتصار أوكرانياتحسين الدفاع والأمن:
ستدعم قدرات المراقبة المتقدمة جهود المغرب لمكافحة الهجرة غير الشرعية والتهريب والإرهاب، وهي مخاوف أمنية كبيرة للبلاد.
التقدم التكنولوجي:
ويعكس اقتناء هذه الأقمار الصناعية التزام المغرب بالابتكار التكنولوجي ورغبته في أن يصبح رائدا في قطاع الفضاء الإفريقي، ومن شأن هذا الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة أن يعزز أيضا النمو الاقتصادي والتنمية الصناعية في المغرب.
بشكل عام، ستعمل أقمار التجسس “أوفيك-13” على تعزيز قدرات المراقبة العسكرية والاستخباراتية للمغرب بشكل كبير، مما يوفر ميزة استراتيجية في جهوده الدفاعية والأمنية الإقليمية.
متى سيحصل المغرب على قمر التجسس الإسرائيلي Ofek-13؟
من المتوقع أن يتم تسليم القمرين الاصطناعيين Ofek-13 في غضون خمس سنوات تقريبا، ليحل محل القمرين الإصطناعيين من طراز “إيرباص” اللذين يستخدمهما المغرب حاليا.
ومن خلال قدراتهما المتطورة سيكون بإمكان المغرب التجسس والمراقبة الكاملة لأراضيه والحدود وأيضا الحصول على البيانات الضخمة وتحليلها واتخاذ أفضل القرارات في مواجهة التهديدات الخارجية.
وليس هذا هو التعاون الوحيد في مجال الاستخبارات حيث تشير العديد من التقارير أن المغرب يشتري برامج للتجسس إسرائيلية متطورة.
إقرأ أيضا:
لماذا أراد الملك الحسن الثاني انضمام اسرائيل للجامعة العربية؟
مكاسب صناعة الطائرات بدون طيار الإسرائيلية في المغرب
لماذا تكره الجزائر جارتها المغرب وتحاول تقسيمها بأي ثمن؟
تداعيات حرب غزة على الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
أهمية الجسر البري السعودي الإسرائيلي في التجارة العالمية
السياسة الخارجية الإماراتية اتجاه إسرائيل ايران روسيا أمريكا الصين