إنترنت

منذ 10 سنوات استثمر بيل جيتس في شركة فيس بوك لتصبح كابوس مايكروسوفت

يفترض أن تتجاوز فيس بوك نظيرتها مايكروسوفت قريبا إلا إذا حدث شيء

يعد بيل جيتس واحدا من أنجح رجال الأعمال عندما يتعلق الأمر بالاستثمار في المجالات المستقبلية، وقد راهن على إنترنت الأشياء وتوقع الكثير من الأشياء منها الشكل الحالي للشبكات الإجتماعية، ويمكنك أن تقرأ كتاب Business @ the Speed of Thought: Using a Digital Nervous System الذي أصدره عام 1999 لترى أن توقعاته كلها تقريبا والأخرى تتحول لتصبح واقعا.

عام 2007 وبعد 3 سنوات من ظهور فيس بوك كان بيل جيتس واحدا من الأشخاص الذين راهنوا على أن الشبكة الإجتماعية التي تضم حينها 50 مليون مستخدم نشيط ستجتاح العالم وستحصد المئات من الملايين من المستخدمين.

لهذا أقدم على استثمار 240 مليون دولار في الشركة من خلال شراء أسهمها، في الوقت الذي كانت تقدر فيه قيمة فيس بوك ببضعة مليارات من الدولارات مقابل القيمة السوقية لدى مايكروسوفت والتي تجاوزت 300 مليار دولار.

تراجعت قيمة كلتا الشركتين بعد أكتوبر 2007 مع اندلاع الأزمة المالية العالمية لسنة 2008 والتي كلفت مايكروسوفت في البورصة حوالي 150 مليار دولار حيث فقدت نصف قيمتها تقريبا قبل أن تبدأ في التعافي وكذلك بالنسبة لفيس بوك.

 

  • كلتا الشركتين نجحتا في اكتساب قيمة سوقية أكبر لكن نمو فيس بوك هو الأسرع

بعد الاستثمار التاريخي لمؤسس مايكروسوفت بشركة فيس بوك ومن ثم تراجع القيمة السوقية للشركتين في ظل الأزمة المالية لسنة 2008 ارتفعت القيمة السوقية لكل منهما بشكل كبير.

إقرأ أيضا:أمازون عربي بديل سوق دوت كوم

وصلت القيمة السوقية لعملاقة البرمجيات الأمريكية مايكروسوفت إلى 600 مليار دولار بالوقت الحالي مقابل 508 مليار دولار بالنسبة لشركة فيس بوك أي أن الفارق بينهما لم يعد يتجاوز 100 مليار دولار.

ازدادت القيمة السوقية للشركة الأمريكية 30 مرة مقابل ما كانت عليه عام 2007 قبل استثمار بيل جيتس الذي كان بمثابة امضاء على أنها ستحقق نجاحا ساحقا.

في المقابل وصل عدد مستخدمي الشبكة الاجتماعية الأكبر في العالم إلى ملياري مستخدم أي بارتفاع قدره 40 مرة مما كان عليه عدد مستخدمي الموقع خلال تلك الفترة.

نمو فيس بوك هو الأسرع والشركة الأمريكية أصبحت منافسا مباشرا لصاحبة ويندوز في البورصة حيث تهددها بتجاوزها قريبا.

 

  • مايكروسوفت حاولت السيطرة على فيس بوك دون فائدة

من الأكيد أن الشركة الأمريكية التي قدمت عرض الاستحواذ على ياهو من قبل واستثمرت في آبل خلال أواخر القرن الماضي، حاولت الاستحواذ على فيس بوك وفشلت في ذلك كما فشلت جوجل وشركات أخرى.

مارك زوكربيرغ رحب باستثمار بيل جيتس في شركته لكنه رفض أن يكون جزءا من مشروع مايكروسوفت في قطاع التواصل الإجتماعي والدردشة الفورية.

مايكروسوفت كان لديها هدف بالاستحواذ على فيس بوك وكذلك ياهو من خلال تقديم عروض بين عامي 2007 و 2008 وهو السيطرة على الشبكات الاجتماعية ومحركات البحث، لو حدث هذا فعلا لكانت القيمة السوقية لها قد تخطت تريليون دولار مبتعدة على الأقل بحوالي 200 مليار دولار عن آبل ومتفوقة على جوجل.

إقرأ أيضا:صلاح بول عوض ليفربول في ظل التطبيل المصري بالأخبار المزيفة

 

  • علاقة ودية بينهما تتحول إلى علاقة منافسة شرسة

اعتمدت فيس بوك على مايكروسوفت في الكثير من الجوانب حتى وقت قريب منها ترجمة بينج التي لا تزال تستخدمها، كذلك خرائط بينج، بينما تخلصت من الاعتماد على مكالمات سكايب في ماسنجر، ويعتمد مساعدها الشخصي M في ماسنجر على بينج.

وترى فيس بوك كما آبل و أمازون أن جوجل هي المنافس الأول لهم لذا من اللازم محاصرته ومقاطعته وعدم الاعتماد عليه وهذا واضح عندما تلاحظ تعاون هذه الشركات فيما بينها وانفتاحها على مايكروسوفت دون جوجل.

إقرأ أيضا:موقف جوجل من المحتوى الذي تولده أدوات الذكاء الإصطناعي (AI)

غير أن فيس بوك قرر إطلاق ميزة الوظائف للصفحات العامة لينافس لينكدإن التي استحوذت عليها مايكروسوفت، هذه الأخيرة كانت خطوتها مضادة لتعاونها مع عملاقة الشبكات الاجتماعية.

ولا ننسى المواجهة المباشرة بين سكايب من مايكروسوفت ضد فيس بوك ماسنجر مع واتساب من فيس بوك في قطاع الدردشة.

 

نهاية المقال:

توقع بيل جيتس ما وصل إليه العالم اليوم وهو ما ستدركه عند قراءة كتابه الذي طرحه عام 1999 واستثمر في شركة فيس بوك عام 2007 كرهان منه على نجاح هذه الشركة التي تربطها علاقة جيدة مع مايكروسوفت لكن هذه الاخيرة فشلت في الاستحواذ عليها مبكرا، ويبدو أن الرائع بيل جيتس لم يتوقع أن تصبح عملاقة الشبكات الاجتماعية وحشا يهدد شركته في البورصة.

السابق
باقي القسمة هو العدد المتبقي بعد إيجاد ناتج القسمة
التالي
كريم الخميرة السحري لفرد الشعر وتنعيمه