منذ 2007 أصبح الإنقسام الفلسطيني أمرا واقعا، حركة فتح اليسارية تسيطر على الضفة الغربية وسعيدة بذلك، وحركة حماس الإسلامية تسيطر على غزة وتتلقى تمويلا من قطر بإرادة ورغبة من إسرائيل.
لا يريد أي من الطرفين تغيير الوضع الراهن، وكما يقول مراقبون، كل واحد منهم متمسك بالسلطة ولا يرغب في التخلي عنها للآخر، وببساطة هذه مشكلة العرب مع الديمقراطية التي يرفضونها.
كل واحد منهما يلقي بالمسؤولية في قضية الإنقسام الفلسطيني، أما في القضية الفلسطينية يحب هؤلاء اتهام الدول العربية بالتخلي عنهم، وتروج وسائل الإعلام المقربة منهما لفكرة أن القضية باعها القادة العرب.
نتنياهو: المال لحماس جزء من استراتيجية لإبقاء الفلسطينيين منقسمين.
بالعودة إلى 2019، دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن سماح بلاده بتحويل الأموال القطرية بصورة منتظمة إلى قطاع غزة، وأن ذلك إنما يشكل جزءا من استراتيجية تهدف للإبقاء على الانقسام بين حركتي فتح وحماس (المصدر)
وقال أيضًا إن أولئك الذين يعارضون الدولة الفلسطينية يجب أن يدعموا تحويل الأموال إلى غزة، لأنه يساعد في الحفاظ على الفصل بين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحماس في غزة.
تعد هذه التصريحات صادمة لمن يعتقد أن قادة فلسطين يجاهدون في الواقع لأجل قضيتهم، ولا يعرف ان جزءا أساسيا من اللعبة يتعلق بمصالحهم واستعادتهم من هذا الوضع.
إقرأ أيضا:بحث شامل عن تأثير العاصفة الشمسية على الإنسانحدث الإنقسام بين حركتي فتح وحماس في عام 2007، عندما سيطرت حماس على قطاع غزة وفتح استمرت في السيطرة على الضفة الغربية.
وفي السنوات الأخيرة تمنح قطر بشكل منتظم الأموال لقطاع غزة حيث يحصل أيضا جزء مهم من المواطنين على منحة قيمتها 100 دولار شهريا.
ومن جهة أخرى تشمه إسرائيل لآلاف من الفلسطينيين من غزة بالعمل في السوق الإسرائيلية، ويبدو أن الجميع متفقون على قواعد هذه اللعبة.
قطر تمول حملات نتنياهو الانتخابية وتمول حماس
نشرت صحيفة blast الفرنسية تحقيقا مطولا نشرت فيه بالصور الوثائق القطرية التي تثبت أن الدوحة مولت الحملات الانتخابية لحزب الليكود اليميني الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو.
وتظهر الوثائق الحصرية التي حصل عليها بلاست، أن قطر أرادت، في مناسبتين، التدخل في العملية الانتخابية في إسرائيل لتمويل حملات بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء من 2009 إلى 2020، وفي الوقت نفسه، قامت إمارة الغاز بتمويل حركة حماس، التنظيم الاسلامي في غزة.
تكشف هذه الوثائق أن العلاقات القطرية الإسرائيلية نشيطة للغاية، وعميقة، ربما أكثر من الدول التي أعلنت التطبيع على الملأ.
الدولة الخليجية تمول الأطراف الأكثر تطرفا وظهر هذا في دعمها لجماعة الإخوان المسلمون في مصر وسوريا وتونس ودولا أخرى بالمنطقة ودعمها مشروع الإسلام السياسي.
على الجهة الأخرى تمول أيضا زعيم إسرائيلي متطرف أنشأ مؤخرا أكثر حكومة متطرفة في إسرائيل ويهدد بوجوده على رأس هذه الدولة ليس فقط المنطقة بحرب إقليمية، وأيضا الديمقراطية الإسرائيلية والعلمانية في بلد يفصل الدين عن السلطة.
إقرأ أيضا:رسوم البطاقة الخضراء الأمريكية وتكلفة الجرين كاردالإنقسام الفلسطيني أكبر ضربة للقضية الفلسطينية
منذ 2007 فقد الموقف الفلسطيني قوته وأصبح وضع هذا الجانب ضعيفا في مواجهة إسرائيل التي تقدم نفسها على أنها دولة مستقرة وديمقراطية وتستحق الأرض.
الانقسام الفلسطيني هو تعبير يشير إلى الانقسام السياسي والتنظيمي بين حركتي فتح وحماس، وهما أكبر حركتين فلسطينيتين.
تاريخيًا، حدث الانقسام في عام 2007 عندما سيطرت حماس، التي تنتمي إلى الجناح الإسلامي، على قطاع غزة بعد صراع مع فتح، التي تنتمي إلى الجناح الوطني، والتي استمرت في السيطرة على الضفة الغربية.
الانقسام الفلسطيني أدى إلى وجود حكومتين متنافستين في المناطق الفلسطينية، حيث يتحكم فتح في الضفة الغربية، بينما يتحكم حماس في قطاع غزة، ومنذ ذلك الحين، تعقدت محاولات المصالحة والوحدة الفلسطينية بين الجانبين.
إقرأ أيضا:أهمية عام 2024 لكل واحد منا وملفاته الكبرىيعد الإنقسام عائقًا رئيسيًا أمام تحقيق الوحدة الفلسطينية وتشكيل حكومة فلسطينية موحدة، ويؤثر على الجهود الفلسطينية للتفاوض مع إسرائيل وتحقيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
إقرأ أيضا:
لماذا تمول قطر حملات بنيامين نتنياهو الانتخابية في إسرائيل؟
من الذي فاز في حرب اكتوبر 1973؟ إسرائيل أم العرب؟
هل طوفان الأقصى مؤامرة ومسرحية جديدة من إسرائيل؟
الجانب المظلم من ديمقراطية إسرائيل
منح الجنسية الإسرائيلية للفلسطينيين وضم الضفة الغربية ثم غزة
ما الذي يتحكم في تحركات سعر الدولار اليوم بالشيكل؟
هل روسيا تهدد إسرائيل وهل تدعم حماس؟
ثمن طوفان الأقصى هي سيناء الفلسطينية وغزة الإسرائيلية
هل إسرائيل دولة مشروعة أم كيان غاصب؟