علوم

من طوفان الأقصى إلى السلام بين إسرائيل وفلسطين

يعد السلام الإسرائيلي الفلسطيني هدفا للعقلاء في الشرق الأوسط والعالم، لكن طوفان الأقصى وقبلها انتهاكات المستوطنين الإسرائيليين يعد اتجاها لفرض الرأي المتطرف في هذا الصراع.

لم يعد ممكنا العودة إلى ما قبل طوفان الأقصى، وكما قال العديد من المسؤولين الفلسطينيين، فما حدث هو بمثابة انفجار بعد سلسلة من الممارسات الإسرائيلية المتطرفة ضد الفلسطينيين في القدس والضفة وحتى ضد غزة.

ما حدث بالفعل أظهر غضب الشارع الفلسطيني وأكد على أن تطبيع المزيد من الدول العربية والإسلامية مع إسرائيل لا ينبغي أن يحدث بدون حل حقيقي لهذا الصراع.

طوفان الأقصى قد يغير رأي المتطرفين في إسرائيل

تتمتع إسرائيل بجيش قوي ومخابرات قوية ورغم ذلك فهي مثل أي دولة في العالم لديها ثغرات يمكنها خرقها، والأهم أن الفلسطينيون يعيشون بمحاذاتها، وهم أيضا متمسكون بوجودهم، ولا يمكن ابادتهم أو فرض ما يريده المتطرفين الإسرائيليين على وجه التحديد.

المزيد من أنشطة الإستيطان غير مقبولة، وسيكون على إسرائيل إيقاف تلك الأنشطة، والضغط على اليمين المتطرف من أجل تفادي أي تصعيد مستقبلي مع فلسطين.

يمكن أن تدفع عملية طوفان الأقصى كل المتطرفين في إسرائيل إلى إعادة حساباتهم، والإقتناع أخيرا بأن حل الدولتين هو أفضل الحلول لسلامة الشعبين.

اليوم إسرائيل كما هو الحال بالنسبة لغزة ليست في مأمن من الهجمات العسكرية، ويمكن لأي من الطرفين مباغتة الآخر وشن الهجوم عليه، وهذا يزيد من الضغط على الجانبين وسيدفعهما إلى طاولة الحوار.

إقرأ أيضا:كارما ذبح الحيوانات والأضاحي ومصير الأرواح القاتلة

انسحاب إسرائيل من غزة ومن ثم حصارها

الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو صراع طويل الأمد يتعلق بالصراع السياسي والترابي بين الفلسطينيين والإسرائيليين في منطقة فلسطين التاريخية.

يمكن تتبع جذور هذا الصراع إلى أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، عندما بدأت حركة الصهيونية في التفكير في إنشاء وطن قومي يهودي في فلسطين.

تزايدت الاحتكاكات والتوترات بين الفلسطينيين والمهاجرين اليهود بمرور الوقت، وتصاعد الصراع خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين (1920-1948).

وفي عام 1947، أصدرت الأمم المتحدة قرارًا يدعو إلى تقسيم فلسطين إلى دولتين: دولة يهودية ودولة فلسطينية، وقد أدى هذا القرار إلى حرب أهلية في فلسطين واندلاع حرب عربية إسرائيلية في عام 1948.

منذ ذلك الحين، شهد الصراع تطورات متعددة، بما في ذلك حروب عديدة بين إسرائيل والدول العربية المجاورة، والاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في عام 1967، وتأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية والمفاوضات السلمية في السنوات التالية.

في عام 1948، خلال حرب الاستقلال الإسرائيلية، تمت السيطرة على غزة من قبل القوات المصرية، وبعد حرب عام 1967 وانتصار إسرائيل في حرب الأيام الستة، تم احتلال غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية من قبل إسرائيل.

في عام 2005، قامت إسرائيل بانسحاب جميع قواتها والمستوطنين الإسرائيليين من قطاع غزة، ولكنها استمرت في فرض حصار على القطاع الذي يشترك فيها مع مصر، وفي عام 2006، فازت حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية وسيطرت على غزة.

إقرأ أيضا:احتجاجات إسرائيل انتصار للديمقراطية ونهاية الحكومة المتطرفة

في السنوات التالية، شهدت غزة تصاعدًا في التوتر مع إسرائيل. في عام 2008، قامت إسرائيل بشن عملية “الرصاص المصبوب” التي استهدفت قطاع غزة، وأسفرت عن أضرار جسيمة وخسائر بشرية كبيرة.

ومنذ ذلك الحين، تكررت المواجهات والصراعات بين إسرائيل وحماس في غزة، بما في ذلك العمليات العسكرية الإسرائيلية المتكررة مثل “حافظة السلام” في عام 2014 و”الحرائق البالونية” في عام 2018، والمواجهات الدامية في السنوات الأخيرة.

ويعد حصار غزة من أكثر القضايا التي جعلت السلام الفلسطيني الإسرائيلي يتوقف، كما أن حماس هي منظمة إرهابية في نظر المجتمع الدولي.

طوفان الأقصى وانهاء الحصار والسلام الفلسطيني الإسرائيلي

الموجة الجديدة من المواجهات الدموية بين الطرفين مختلفة حيث الفلسطينيون هم من بادروا هذه المرة بالهجوم، وقد تحرك الجيش الإسرائيلي للرد بقوة، فيما الخسائر فادحة في صفوف الطرفين.

إذا صح أن المقاومة الفلسطينية قد اعتقلت ضباطا وجنودا مهمين للغاية في تلك العملية، فهذه ورقة مهمة للغاية في مفاوضات بعد نهاية هذه الحرب.

بالنسبة للدول في المنطقة وحتى الولايات المتحدة الأمريكية يمكنها أن تمارس الضغط على الطرفين لحل المشكلة هذه المرة من جذورها عوض عقد هدنة مؤقتة.

يقول مراقبون إسرائيليون أنه ليس من مصلحة إسرائيل استمرار الصراع الحالي، ويجب حل الدولتين لأن استمرار الوضع الحالي يهدد الأمن القومي الإسرائيلي.

إقرأ أيضا:اليمين القومي الشعبوي عدو العروبة وخصم الإسلام

هناك عدة أحزاب إسرائيلية تدافع عن حل الدولتين كوسيلة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهناك العقلاء من كلا الجانبين وهم يرغبون في السلام بين البلدين، وقد حان الوقت لدعم تلك الأطراف عوض دعم الشعبوية المتطرفة.

إقرأ أيضا:

العلمانية هي الحل لصراع فلسطين وإسرائيل

طوفان الأقصى: ضربة إيرانية لجهود السعودية والإمارات

خرافة عودة المسيح وقدوم عيسى في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

أهداف الولايات المتحدة من مشروع الممر الإقتصادي الجديد

شعب غزة يؤيد التطبيع مع إسرائيل بعد المملكة العربية السعودية

تفاصيل مفاوضات التطبيع بين السعودية وإسرائيل المسربة

أهمية اعتراف دولة إسرائيل بمغربية الصحراء وتأثيره الدولي

السابق
سوق أسوبي: شراء وبيع الألعاب والموسيقى بواسطة Asobi Coin وحماية الناشرين من القرصنة
التالي
من هو صالح الصقري لاعب الاتحاد السابق ويكيبيديا