فيس بوك ترك بصمة سلبية في مصر بالرغم من ايجابيات الشبكات الإجتماعية
لا يخفى على من يعرفني جيدا أنني بالقدر الذي أحب به بلدي وأتمنى أن يكون الأفضل، تجمعني ببقية الدول العربية علاقة حب قوية لا تؤثر عليها تصرفات الساسة ولا همجية الأفراد.
جمهورية مصر العربية هي واحدة من الدول التي يحزنني حالها الذي يسوء أخلاقيا عاما بعد عام وبوضوح كبير على فيس بوك، حتى أصبحت بلدا يضرب بها المثل في نشر الجهل والكراهية والتخلف والانهيار النفسي، والحديث عن أي ايجابيات اقتصادية هناك عادة ما يقابله اتهام بالتطبيل للسلطة والظلم واختراع القصص الكاذبة.
هذه الشبكة الإجتماعية التي تواجه اتهامات في أوروبا وأمريكا وبقية العالم بتسهيل تداول الأخبار المزيفة والأفكار السلبية وخطاب الكراهية، لعبت دورا حاسما ورئيسيا في ضرب ثقة الفرد المصري ببلده وبقدرته على تجاوز الأزمات وجعلته مهزوما مهزوزا فاقدا للإرادة، تقوده صفحات السخرية والأخبار المزيفة إلى تصديق المزيد من القصص الكاذبة والتي تحوله إلى شخص سلبي يبحث فقط عن الهروب من بلده أو يتحول إلى قنبلة موقوتة قابلة لتنفيذ أي انتقام ضد بلده ومجتمعه.
ولا يتعلق الأمر بالسياسة أو انها مشكلة انقسام في المجتمع المصري بين مؤيد للسلطة ومعارض لها، إنها ظاهرة فيسبوكية خطيرة تهدد الدول العربية الأخرى قاطبة، حيث من يسخر اكثر من بلده ويبالغ في وصف سلبياتها ويبتكر طرقا جديدا لفعل ذلك ولو بنشر الأخبار المزيفة هو بطل قومي يمجده متابعوه ويصفونه بالشجاع المغوار.
إقرأ أيضا:لعبة spin a dreidel أو بلبل الحانوكا اليهودي
-
صفحات السخرية على فيس بوك والأخبار المزيفة
نعترف بأن السخرية هي واحدة من أشكال التعبير والمعارضة السلمية، لكن للأسف استخدمت بصورة سيئة للغاية، فهي لا تكتفي بتسليط الضوء على العيوب ونقاط الضعف التي تعاني منها الدول المحلية، بل تحولت إلى منابر لتمرير الأخبار المزيفة وخطاب الكراهية.
مؤخرا وصلني عبر بريد الصفحة على فيس بوك رسالة تتضمن صورة لأحد المنشورات التي نشرتها احدى صفحات السخرية المصرية على فيس بوك والتي تروج لخبر فرض الضرائب على المعاملات التجارية على الإنترنت.
والحقيقة أنه خبر مزيف فقد قمت بالبحث عنه ولم أجد الصحف والمواقع المعتمدة ووكالات الأنباء تتداوله، بينما هناك تشكيك كبير من صحته لدى عدد من عقلاء متابعي الصفحة.
نفس المنشور تم تداوله على عدد من المجموعات وبين حسابات لها متابعين كثر ما جعله ينتشر بقوة، وصدقه للآسف الآلاف من مستخدمي الشبكة الإجتماعية.
-
ظاهرة مصرية بامتياز
مما لا شك فيه فإن مصر هي رائدة الانفتاح على صفحات السخرية السياسية والمجتمعية وانتقاد الذات، ثم تطور الأمر إلى حالة يائسة من نشر المنشورات من السخرية حتى من الأشخاص والخوض في حياتهم الشخصية وتداول المعلومات الخاطئة.
إقرأ أيضا:الذكاء الإصطناعي سيتخلص من رجال الدينلكن هذه الظاهرة المصرية سريعا ما اقتبسها مستخدمي فيس بوك من الدول الأخرى لتظهر الآلاف من صفحات السخرية في الدول الأخرى ومنها المغرب “بلدي” تعتمد خطاب الكراهية لغة لها والسب والشتم والألفاظ القبيحة في التذمر من الواقع المرير.
إقرأ أيضا:رابط ستريم لابس تسجيل دخول الرسمي
-
نجاح كبير في تشويه سمعة مصر للأسف
السخرية التي يتم تداولها على فيس بوك من كل ما هو مصري، نجح في تحويل مصر إلى مرادف للغباء والفشل والتخلف والأزمة الإقتصادية وأكل لحوم الحمير وكل ما هو سيء.
حتى أصبحت صورة هذا البلد في خارجها سيئة للغاية، فعندما أتحدث بإعجاب عن ميزة معينة في هذا البلد أو شعبه أجد من يسخر من كلامي ويعتقد أنني أكذب عليه وعلى نفسي.
هذه الوضعية للأسف لم تساعد البلد المترامي الأطراف في الخروج من أزمته الإقتصادية ولا في تحسن التعليم ولا في تسريع الإصلاحات، بل أغرقت الشباب في دوامة من السلبية ودفعتهم للجوء إلى الإستسلام والهزيمة النفسية.