أعلنت الرئاسة البيلاروسية أن بريغوجين وافق على وقف تقدم قوات فاغنر نحو موسكو مقابل اتفاق على ما يبدو مع الحكومة الروسية، وقد لعبت بيلاروسيا دور الوسيط بين الطرفين.
بنى بريغوجين فاغنر كقوة قوية على مدار سنوات من التدخلات في جميع أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط ومؤخرًا أوكرانيا.
لطالما استخدمت موسكو شركة المرتزقة فاغنر الروسية من أجل سرقة ثروات السودان وأفريقيا الوسطى وذهب وألماس دولة مالي ونقط سوريا، وفي أوكرانيا من أجل احتلال دولة مستقلة.
الرجل المتمرد حاليا ضد موسكو هو مدان سابق وبائع نقانق، سيئ السمعة لقسوته وعنفه ووحشيته، توصل إلى حل مع موسكو بعد أن كام قريبا من المشنقة أو مجد اسقاط النظام الروسي.
كانت سوريا هي المكان الأول الذي أثبت رجال بريغوجين أنفسهم فيه كقوة قتالية هائلة، ولعبوا دورًا بارزًا، وإن لم يتم الاعتراف به في كثير من الأحيان في دعم موسكو لبشار الأسد.
لقد وضعوا نمطا من شأنه أن يحدث مرة أخرى في أوكرانيا، حيث يعملون مع الإفلات من العقاب، متهمين بارتكاب العديد من جرائم الحرب مع تكبد خسائر فادحة، تحت قيادة قادة لا يخشون التضحية برجالهم.
قاتلت قوات فاغنر لاحقًا عبر أفريقيا، في مهام كانت لصالح المصالح الروسية، بما في ذلك مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والسودان.
إقرأ أيضا:خلاف الصهيونية واليهود حول الرئيس الأفضل في الإنتخابات الأمريكية 2024سُمح له بتجنيد العديد من السجناء في السجون العام الماضي، مما أدى إلى زيادة عدد جنوده إلى حوالي 50 ألف رجل، وفقًا لمحللي المخابرات الغربية.
تقدمت القوات بقيادة زعيم المرتزقة فاغنر في اتجاه موسكو يوم السبت، قبل أن تتوقف عن الزحف وهي بالقرب من العاصمة الروسية بحوالي 200 كيلومتر.
وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد أمر الجيش بقمع “التمرد” بقيادة بريغوجين، ووصف فاغنر بمجموعة من الخونة، وان تمردهم طعنة في ظهر روسيا.
وحتى مع انتهاء الأزمة الحالية وحفاظ الرئيس بوتين على منصبه، فإن الصفقة التي لم تتضح بعد بنودها، قد تشمل اقالة وزير الدفاع وهو خصم رئيس فاغنر، وهي خسارة لقيادة الجيش الروسي الذي خضع لمجموعة من المرتزقة، ومن جهة أخرى قد يذهب بريغوجين إلى أفريقيا للإشراف على عمليات شركته في الدول التي يتواجد بها والإبتعاد عن الساحة الأوكرانية والروسية.
من غير المستبعد أن تعود فاغنر للمشاركة في الأعمال القتالية بأوكرانيا، لكن الثقة بين الطرفين أصبحت منكسرة، وهناك الكثير من القادة في الجيش الروسي ممن لا يريدون التعامل مرة أخرى مع هذه الشركة.
لذا يقال حاليا أن مقاتلي فاغنر تحديدا بأوكرانيا قد يعرض عليهم الإنضمام إلى الجيش الروسي للقتال والحصول على الرواتب، فيما بقية المقاتلين الموجودين بالدول الأخرى سيستمرون في العمل لصالح فاغنر.
إقرأ أيضا:أسباب أزمة العطش وندرة المياه التي تجتاح دول العالممهما يكن الإتفاق الذي توصل إليه الطرفان، لقد ظهرت اليوم روسيا بشكل واضح على أنها دولة هشة داخليا، مثل عدد من جمهوريات الموز التي تشهد الإنقلابات والأعمال العسكرية الداخلية.
قال مكتب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو يوم السبت إنه توسط في صفقة مع زعيم المرتزقة الروسي المتمرد يفغيني بريغوجين الذي وافق على تهدئة الموقف.
وقال بريغوجين يوم السبت إنه أمر مقاتليه، الذين كانوا يتقدمون صوب موسكو، بالاستدارة والعودة إلى قواعدهم لتجنب إراقة الدماء.
وحتى الآن لم ينشر أي جانب بنود الاتفاق، وما هي الضمانات التي حصل عليها الطرفين، ومستقبل الشركة التي تعمل نيابة عن روسيا في عدد من الدول الأخرى.
إقرأ أيضا:الإنتخابات التركية 2023: الحرب الأهلية والفوضى مرشح قويمن جهة أخرى سيكون انسحاب فاغنر بناء على هذه الصفقة من أوكرانيا للتركيز على أعمالها في أفريقيا ضربة لروسيا، وحتى مع انضمام عدد من مقاتليها إلى الجيش الروسي قد يكون هؤلاء مصدر قلق أو مشاكل في صفوف الجيش الروسي فهم في النهاية مرتزقة يبيعون خدماتهم بالمال.
إقرأ أيضا:
انقلاب بلغاريا على روسيا لصالح الناتو بعد تمرد فاغنر
مخاوف بوتين من تكرار الحرب الأهلية 1917 بسبب تمرد فاغنر
رسميا انقلاب فاغنر على روسيا الأخطر منذ انقلاب أغسطس 1991
ليلة انقلاب فاغنر على روسيا وانقلاب عسكري وشيك
هل يقود بوتين جيشه إلى حرب روسيا وفنلندا كما فعل ستالين؟
انضمام فنلندا إلى الناتو رسميا مكسب للغرب بفضل روسيا
لهذه الأسباب السعودية تدعم أوكرانيا وتصفع روسيا