علوم

هذه آخر حرب بين فلسطين واسرائيل في التاريخ وهذه نهايتها

عندما هاجمت حركة حماس المدنيين والسياح في الأراضي الإسرائيلية يوم 7 أكتوبر، لم تتوقع أن ترد إسرائيل بغضب وبهجوم هائل وتجتاح قطاع غزة بريا.

كانت حسابات يحيى السنوار وقادة حماس خاطئة تماما، إذ اعتقدوا أن ما سيحدث هو جولة جديدة من رشقات الصواريخ التي تستهدف المدن الإسرائيلية والغارات التي تستهدف مختلف الأحياء في قطاع غزة يعقبها هدنة واتفاقية جديدة بين الطرفين بوساطة قطرية مصرية.

لكن ما حدث فاجأ حتى الشعوب العربية التي هللت لمناظر أسر السياح والمواطنين والقتل والهجوم الدموي على المواطنين والسياح في إسرائيل، إذ بدأ الهجوم واختارت تل أبيب الإنتقام.

كانت الدولة العبرية المحاطة بالأعداء من كل الجهات، قد صنعت معادلة ردع وكذلك السلام مع الأردن ومصر، لكن هجوم 7 أكتوبر أربك حساباتها ووضع الدولة العبرية في خطر وجودي.

لذا سارعت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والإتحاد الأوروبي لدعمها، قبل أن تتراجع إيطاليا وتبتعد اسبانيا وايرلندا والنرويج، بعد أن تفاجأت هي الأخرى بأن هذه ليست جولة جديدة من القتال يستمر لأسابيع وينتهي.

أعلنت إسرائيل صراحة بأن هدفها هو القضاء على حركة حماس كما فعلت مع منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عام 1982، والتي انتهت بتدمير المنظمة في لبنان وطرد بقية قادتها إلى تونس.

ويبدو أن هذا ما سيحدث في القطاع الفلسطيني الذي تستمر فيه الحرب وتستهدف بقية معقل حركة حماس، وهي رفح التي يدور فيها الصراع الأخير بين الجانبين.

إقرأ أيضا:رسالة ماسونية إلى الشعوب العربية حول الديمقراطية والثورات الفاشلة

سيطرت إسرائيل على معبر رفح وكذلك أعلنت سيطرتها على محور فيلادلفيا عمليا، وهي تعمل على تدمير الأنفاق والتي وجدتها تحث القطاع والتي تربطه بسيناء المصرية.

وتتحدث الحكومة الإسرائيلية على إمكانية استمرار الحرب لسبعة أشهر إضافية، وأن القضاء على حركة حماس سيستغرق وقتا، ولم تقترح بعد تل أبيب خروج قادة الحركة من القطاع مقابل إيقاف الحرب.

حاليا ما تركز عليه إسرائيل هو استعادة الأسرى لدى حماس، لكنها أظهرت لأول مرة في التاريخ أنها مستعدة للتضحية بهم، مقابل القضاء على الحركة الفلسطينية.

ويحدث هذا في وقت يتصاعد فيه التنديد الدولي، وتبتعد دول أوروبية عديدة عن إسرائيل، وكذلك التنديد العربي الذي لا يترجم إلى أي تحركات عسكرية، وهو ما يؤكد أن عقيدة الجيوش العربية تغيرت وأصبحت جيوشا دفاعية.

كما أن المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي وثلاثة من قادة حماس وعلى رأسهم يحيى السنوار.

لكن لن يمتثل أي من الطرفين لأوامر المحكمة وسيواصلان الحرب الوجودية، حيث تريد حماس الإفلات بفعلتها وتستمر في حكم غزة، فيما يستغل نتنياهو الحرب للقضاء على حماس والهروب من الإطاحة به ومحاكمته.

في هذا الوقت تتعرض دولة قطر للضغوط كي تتخلى عن حماس، ويواجه الإخوان المسلمون مزيدا من الإنتقادات، كما أن الصحافة الإستقصائية العالمية افضح يوما بعد يوما تمويلهم للتشدد الإسلامي في أوروبا والعالم.

إقرأ أيضا:توقعات 2022 للعالم بخصوص فيروس كورونا والفيروس القادم

ومن غير المستبعد أن تستمر الحرب الحالية إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي قد تشهد عودة الرئيس دونالد ترامب، المعروف بدعمه الكبير لإسرائيل، والذي اعترف سابقا بأن القدس عاصمة للدولة العبرية.

أما في حال بقاء الرئيس بايدن على رأس السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية فلن يتغير الكثير، وستسعى واشنطن إلى دعم إسرائيل حتى القضاء على حماس ومن ثم فرض السلام بين فلسطين وإسرائيل واستئناف التطبيع.

وتؤدي كل الطرق إلى السلام الفلسطيني الإسرائيلي، ويبدو أن حل الدولتين لا يزال قائما خصوصا بعد دعم ايرلندا والنرويج واسبانيا لقيام الدولة الفلسطينية، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا لا ترفض هذه الفكرة.

نهاية الحرب بين إسرائيل وحماس، وعودة الأخيرة للسيطرة على القطاع وحكمه وتلقي الأموال من قطر عبر إسرائيل، لن يحدث، هذا أصبح من الماضي.

هذه الحرب هي فرصة الفلسطينيين لتوحيد صفهم للمرة الأخيرة، من أجل بناء دولة تقودها حكومة واحدة تحكم القطاع والضفة والقدس الشرقية، وإذا ضيعوا الفرصة فلا مفر من حل الدولة الواحدة، حيث سيعيش الفلسطينيون والإسرائيليون معا في دولة واحدة.

إقرأ أيضا:لماذا الأذكياء والأكثر علما ووعيا أقل سعادة؟

المؤكد أن المجتمع الدولي ودول الشرق الأوسط بقيادة السعودية والإمارات ومصر والأردن ستحرص على أن تكون هذه هي آخر حرب بين فلسطين واسرائيل في التاريخ، لأن الحروب ليست في مصلحتها بل وتهدد أمنها.

إقرأ أيضا:

العلمانية هي الحل لصراع فلسطين وإسرائيل

حرب غزة ليست الأسوأ في التاريخ الإسلامي

اسبانيا تعترف بفلسطين: لماذا الآن وهل مدريد صادقة؟

كوسوفو الإسلامية: القدس عاصمة اسرائيل ولا نعترف بفلسطين

هل قطر مطبعة مع إسرائيل؟ أسرار العلاقات الإسرائيلية القطرية

مقاطعة المشاهير: قائمة الفنانين الذين يطالبون بإيقاف حرب غزة

مقترح دولة واحدة لإسرائيل وفلسطين أو حل الدولة الواحدة

السابق
رابط مشاهدة مباراة ريال مدريد ضد مانشستر سيتي في أبطال أوروبا
التالي
كل ما نعرفه عن تسريبات فيس بوك الجديدة 2021