علوم

هل انتحر الإمام الحسين بن علي أم خذله الله؟

لا تزال قصة مقتل الإمام الحسين بن علي حاضرة في وجدان الأمة، وآثارها هي ما يسمى اليوم الصراع السني الشيعي، وتلك أعظم وأخطر فتنة مرت على المسلمين.

وفي قراءة مختلفة لهذه القصة أرى أن هناك جانبين سلبيين يجب التأمل فيهما، هل انتحر الإمام الحسين بن علي أم خذله الله؟

قصة مقتل الإمام الحسين بن علي

تتفق الروايات التاريخية أن قصة مقتل الحسين، والمعروفة أيضًا بمأساة كربلاء، تعود إلى العام 680 ميلاديًا، والحسين بن علي بن أبي طالب، هو الحفيد الثاني للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو شخصية مهمة في التاريخ الإسلامي، وقد تم قتله في معركة كربلاء في العراق.

تحكي القصة أن الحسين بن علي كان قد رفض البيعة ليزيد بن معاوية، الخليفة الأموي الجديد، واعتبر أن حكمه غير شرعي. وفي محاولة لإصلاح الأمور واستعادة العدل والحق، قرر الحسين السفر إلى العراق برفقة عائلته وبعض من أصدقائه وأنصاره.

وصل الحسين ومجموعته إلى مدينة كربلاء في يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من شهر محرم في التقويم الهجري، وهناك واجهوا قوات يزيد المتمردة التي كانت تحكم المدينة، وعلى الرغم من أن الحسين ورفاقه كانوا في الأقلية العدديّة ومحاصرون، إلا أنهم رفضوا الإستسلام واستمروا في الدفاع عن الحق والعدل.

في يوم العاشر من محرم، وقعت معركة كربلاء، وتعرض الحسين وأتباعه لهجوم شرس من قبل قوات يزيد، ومع أن الحسين ورفاقه قاتلوا بشجاعة كبيرة، إلا أنهم كانوا في تحصين ضعيف وعانوا من العطش والجوع بسبب الحصار الذي فرض عليهم، وفي النهاية قتل الحسين ورفاقه جميعًا، وتم أسر نساءهم وأطفالهم.

إقرأ أيضا:كيف ستطور أدوات الذكاء الإصطناعي مثل ChatGPT التعليم؟

حماقة عسكرية ارتكبها الإمام الحسين بن علي

وفقًا للتقارير التاريخية، كان عدد جنود الحسين بن علي في معركة كربلاء ما بين 72 إلى 80 رجلاً، هؤلاء الأشخاص كانوا يتألفون من أفراد عائلة الحسين وأتباعه المخلصين، وقد تضمنت هذه القوة الصغيرة من الأنصار والأهل والأصدقاء الذين رافقوا الحسين في رحلته إلى كربلاء.

من الجدير بالذكر أن رقم الجنود قد يختلف بين المصادر التاريخية، ولكن يتفق معظمها على أن عدد الجنود كان في هذا النطاق الضيق.

هذا العدد الصغير من الجنود كان ضد قوة عسكرية أكبر بكثير تابعة للخليفة يزيد بن معاوية، والتي كانت تفوقهم بكثير في العدد والتجهيزات العسكرية، حيث عدد جنود الجيش الأموي في معركة كربلاء كان يتراوح بين 30000 إلى 40000 رجل، وكانت هذه القوة العسكرية ضخمة وتفوقت بشكل كبير على القوة الصغيرة التي كانت يقودها حفيد النبي محمد.

بمنطق الجيوش والحروب العسكرية مواجهة جيش ضخم بجيش صغير جدا هي حماقة بل وانتحار أيضا، ومخاطرة بالنساء والأطفال الذين كانوا معه.

هل خذل الله الإمام الحسين بن علي؟

ليس واضحا لماذا أصر الإمام الحسين بن علي على الحرب ولم يتوصل إلى هدنة أو اتفاق أو يتراجع عن سفره حتى يؤمن جيشا ضخما ليواجه خصمه أو يبايع يزيد ويحفظ الدماء.

إقرأ أيضا:بث مباشر: تتبع الصاروخ الصيني على الخريطة ومكان سقوطه

ربما تمسك بقوله تعالى (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ)، ولكن يبقى التخطيط العسكري والمنطق والأخذ بالأسباب مهما للغاية في هذه الحياة، وإلا فإن الإندفاع ومواجهة العدو بقوة صغيرة جدا في مقابل جيش عظيم هو بمثابة انتحار عسكري.

إقرأ أيضا:من الإستهانة بمرض جدري القرود إلى وباء جديد

ربما أراد الإمام الحسين بن علي ان يرسل الله الملائكة ويمده بها لنصرته، وإذا كان هذا مأموله فقد خذله الله وترك يزيد بن معاوية ينتصر ويلحق الأذى بآل البيت.

لطالما راهن المتدينون على النصر والدعم الإلهي وكانت الهزائم من نصيبهم، في ظل تواكلهم، وهو ما رأيناه أيضا من عبد الله بن الزبير في مواجهة الأموي عبد الملك بن مروان.

ولا تزال قصة مقتل الإمام الحسين بن علي تبكي أجيالا متتالية من المسلمين، وهي تأتي ضمن الفتنة الإسلامية الثانية، نتيجة أخرى للصراع على الحكم بين الصحابة.

إقرأ أيضا:

اضطراب المهدي المنتظر المتفشي في المجتمعات الإسلامية

خرافة عودة المسيح وقدوم عيسى في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

انتشر الإسلام بحد السيف وكذلك المسيحية

شهر رمضان الحقيقي في أغسطس أو سبتمبر دائما

زواج القاصرات مشروع في الإسلام جريمة عقليا ومنطقيا

السابق
2000 شخص يعرفون كلمة مرور حسابك على فيس بوك
التالي
متى تسحب مكرمة الجيش من الطالب