من وقت لآخر يطرح القارئ العربي سؤالا مهما هل روسيا ظالمة أم مظلومة؟ هل يجب الوقوف إلى جانبها أم يجب دعم أوكرانيا في هذه الحرب؟
عادة ما يندفع العرب المناهضين للولايات المتحدة للقول بأن أي دولة تقف ضد أمريكيا يجب دعمها، لا يهم إن كانت دولة ملحدة وتقمع الحقوق الدينية للأقليات المسلمة مثل الصين، ولا هم إن قامت بغزو بلد مستقل ودمرته مثل روسيا في أوكرانيا.
يضيف هؤلاء أنه ليس من حق أوكرانيا السعي للإنضمام إلى الناتو، ويجب أن تظل تحث رحمة روسيا وكأنها دولة غير مستقلة ولا نزال هنا قبل أغسطس 1991.
يتطلع أغلبية الشعب الأوكراني إلى الديمقراطية والإنفتاح والتقدم والإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي إضافة إلى الناتو أيضا، هذه ارادتهم وتعجبهم القيم الغربية، فيما تقدم روسيا نموذجا استبداديا واقتصادا قائما على بيع الغاز والنفط ومراقبة القطاع الخاص وقمع المعارضين.
شكل انقلاب فاغنر على روسيا بقيادة يفغيني بريغوجين مؤخرا علامة كبرى وواضحة على أن روسيا ظالمة ومتورطة في حرب عبثية.
لكنه صعد الرجل هجومه الإعلامي الأسبوع الماضي بالقول إن الحرب ضد أوكرانيا غير مبررة على الإطلاق، وقال إن أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي لن يهاجموا روسيا أبدًا، لكن هذا كان العذر الذي اختلقته النخب الروسية الذين أرادوا الغزو حتى يتمكنوا من نهب أوكرانيا لتحقيق مكاسبهم الخاصة.
إقرأ أيضا:مؤامرة الفيفا ضد المغرب وفرنسا كي يفوز ميسي بكأس العالم 2022ونعم، بريغوجين جمع ثروة بنفسه من خلال النهب نيابة عن روسيا وشن الحرب في أوكرانيا عامي 2014 و 2022 وكذلك في سوريا ومالي وليبيا ومناطق أخرى في أفريقيا، الآن أراد إسقاط النخب لوقف حرب فاسدة.
قال بريغوجين: “لم تكن الحرب ضرورية لإعادة المواطنين الروس إلى أحضاننا، ولا لتجريد أوكرانيا من السلاح أو تشويه سمعتها”، في إشارة إلى التبريرات الأولية للسيد بوتين للحرب، “كانت الحرب ضرورية حتى يمكن لمجموعة من الحيوانات ببساطة أن تبتهج في المجد”.
بسبب تلك التصريحات الأخرى بالإضافة إلى التعبئة ضد الجيش الروسي، اتهمه بوتين بـ “الخيانة” وتطارده القوات المسلحة الروسية، إن كيفية حدوث ذلك أقل أهمية من الأهمية التاريخية لهذا “التمرد المفتوح” ضد موسكو.
من جهة أخرى استقبلته الحشود الروسية بابتهاج، لم ترصد الكاميرات أي مواطن روسي يهاجم كتائب فاغنر التي كادت أن تصل إلى موسكو لولا الاتفاق الذي توصلت إليه بوساطة بيلاروسيا، بالعكس عمل عدد من التجار على تقديم ما يحتاجه هؤلاء المقاتلين من مؤن سواء بتخفيضات خاصة أو حتى مجانا.
هذا يكشف لنا أن الرأي العام الداخلي في روسيا غير مقتنع بتبريرات فلاديمير بوتين والنخبة الروسية، هم يعرفون أن هؤلاء يرسلون أبناء روسيا إلى المحرقة الأوكرانية للقتال والموت هناك، لدرجة انه يتم تجنيد المزيد منهم من السجون.
إقرأ أيضا:القرآنيون: أسئلة وأجوبة حول أهل القرآنيعد بريغوجين من المنتقدين الذين كان بوتين يحميهم لأنه ألقى باللوم على إخفاقات الحرب على الجيش الروسي والنخب الجشعة، لكنه الآن يقول إن الحرب نفسها هي “كذبة” وحولت الصراع على السلطة وراء الكواليس داخل الكرملين إلى عناوين الصحف الدولية.
إقرأ أيضا:العلاقات الجزائرية الأوكرانية المتدهورةلقد اعترف ببساطة صديق بوتين وطباخه وواحد من رجال الأعمال المحيطين به بأن هذه الحرب عبثية وقائمة على أسباب واهية وغير صحيحة على الإطلاق ما يعني أن روسيا ظالمة في هذه القضية.
إقرأ أيضا:
هل كان تمرد فاغنر على بوتين مجرد مسرحية روسية؟
روسيا ليست قوة عظمى بل جمهورية الموز
نهاية تمرد فاغنر: انتصر بريغوجين على جيش بوتين
انقلاب بلغاريا على روسيا لصالح الناتو بعد تمرد فاغنر
مخاوف بوتين من تكرار الحرب الأهلية 1917 بسبب تمرد فاغنر
رسميا انقلاب فاغنر على روسيا الأخطر منذ انقلاب أغسطس 1991
ليلة انقلاب فاغنر على روسيا وانقلاب عسكري وشيك
هل يقود بوتين جيشه إلى حرب روسيا وفنلندا كما فعل ستالين؟
انضمام فنلندا إلى الناتو رسميا مكسب للغرب بفضل روسيا
لهذه الأسباب السعودية تدعم أوكرانيا وتصفع روسيا