الخصوصية على واتساب في مهب الريح
من قال لك أن واتساب تطبيق دردشة صديق للخصوصية؟ وأنه يشفر الرسائل ولا يطلع عليها غيرك؟ انسى كل هذا الهراء واستيقظ من سباتك العميق فرسائلك ومعلوماتك ومحادثاتك بحوزة الحكومات ويمكنها الحصول عليها في أي وقت دون علمك.
عندما استحوذ فيس بوك على واتساب بقيمة 21 مليار دولار، صلى الكثيرون صلاة الجنازة وقرروا التوقف عنه، هؤلاء لديهم فوبيا الشبكة الإجتماعية المشبوهة ذات السمعة السيئة هذه الأيام.
ربما قبل استحواذ الشركة الأمريكية عليه كانت الرسائل والمحادثات تخزن بعيدا عن أنظار الحكومات، لكن بعد أن حصل العملاق الأزرق على الموافقة بدأ يعبث بالبيانات، لتقف أوروبا في وجه مارك زوكربيرغ وتطلب منه التوقف مشاركة البيانات بين الخدمتين، لكن هذا مؤكد أنه يحصل بشكل سري.
في النهاية بيانات واتساب هي ملك للشركة ويمكن أن تبيعها سرا ودون علم أحد، وبعيدا عن أنظار الإعلام الغاضب من هذه الشركات التي تتاجر بالحياة الرقمية للناس.
قلت سابقا أن الخصوصية على الإنترنت هي مجرد وهم، وكل يوم يتأكد لي أنني لم أكن مخطئا، لكن ما زلت أعتقد أنه بإمكان الشركات السيطرة على البيانات واحترام المستخدمين واستخدامها لأغراض مقبولة.
-
مؤسسة الحدود الإلكترونية تفضح واتساب
مؤسسة الحدود الإلكترونية والتي تعد منظمة دولية غير ربحية، مهمتها في هذا الوجود هو الدفاع عن الحياة الرقمية للناس والتحذير من الخدمات التي تشكل خطرا عليهم، قالت في أحدث تقرير منها أن واتساب تطبيق دردشة غير صديق للخصوصية.
إقرأ أيضا:منصة مي وي MeWe بديل فيس بوك الأكثر خصوصيةوأضافت أنه متعاون جدا مع الحكومات ويطلعها على الرسائل والبيانات والأسوأ أن هذا يحصل دون إخطار المستخدمين المستهدفين.
ومن اللازم إخطار المستخدمين الذين طلبت الحكومات في البلدان بيانات عنهم بذلك كنوع من الشفافية، لكن للأسف التطبيق الشهير لا يفعل ذلك.
سياسات واتساب تتضمن الكثير من الثغرات القانونية والتي تترك الباب أمام الشركة لاستخدامها في بيع البيانات وإطلاع الحكومات عليها والولوج إلى المحادثات دون علم المستخدمين.
لذا تطالب هذه المؤسسة التطبيق المعني بإعادة النظر في سياساته وتبني سياسات واضحة وشفافة.
-
ليست مفاجأة بالنسبة لمن صدموا باستحواذ فيس بوك عليه
عندما دفع فيس بوك مبلغ 21 مليار دولار للإستحواذ على هذا التطبيق هلل القطيع والغالبية من المستخدمين، لكن فئة مهمة منهم وكذلك المراقبين اعتبروا ذلك بأنه بداية نهاية الخصوصية والشفافية بالنسبة لتطبيق واتساب.
لا يمكن أن تدفع شركة معينة هذا المبلغ دون أن تعمل في ما بعد على الإستفادة القصوى من الصفقة وتحقيق أضعاف هذا المبلغ.
ورغم وعود الشركة بأنها لن تعرض الإعلانات ولن تبيع البيانات إلا أن هذا أصبح ممكنا جدا في ظل التقارير الواردة من الهند والتي تؤكد لنا أن الشركة تختبر حلولا للشركات والمؤسسات ستساعدهم في استخدام التطبيق للإتصال بالمستخدمين المستهدفين، كما أن مشاركة البيانات بين واتساب وفيس بوك والذي يبدو أنه لأغراض مكافحة المحتوى المزعج، يمكن أن يستخدم في تحسين إعلانات فيس بوك، إضافة إلى ما سبق يمكن بيع البيانات للحكومات بشكل سريع وتحث الطاولة.
إقرأ أيضا:حقيقة زر Dislike على فيس بوك: مختلف كليا عن المتوقع
نهاية المقال:
عندما تطلب حكومة بلدك محادثاتك من واتساب فإن هذا الأخير يستجيب سريا لهذا الطلب ويرسل لهم المحادثات ولا نعرف إن كان هناك مقابل مادي من هذه العملية أم لا، والمشكلة أن هذا يتم دون أن تعرف ودون أن يخبرك التطبيق بأن الحكومة حصلت على محادثاتك أو تطلب الحصول عليها.