علوم

12 شهرا من الدعاء لأهل غزة ولا جواب من الله

12 شهرا والمسلمون حول العالم يرددون الدعاء لأهل غزة بالنصر، وقد استغلوا أوقات الإستجابة مثل الجمعة والليل والفجر ورمضان وليلة القدر ويوم عرفة وعيد الأضحى وكل مناسبة ممكنة دون أن يحرك الله ساكنا.

لقد كان عاما صعبا لأهل القطاع الفلسطيني والمسلمين المتعاطفين معهم خصوصا من الناحية الدينية وليس فقط الإنسانية، إذ تعاطف معهم أيضا الملحدين والمثليين واليساريين وحتى ثلة من اليهود.

هذا الصمت الإلهي يستحق التأمل، إنه بوابتنا جميعا لإعادة النظر في حقيقة الأديان الإبراهيمية واكتشاف بشرية الأديان عموما.

الأدلة كثيرة وهي تحاصر المسلم وأتباع الأديان الأخرى وهي التي تشير إلى أنهم يتبعون الوهم، وقد تمت برمجتهم على الإيمان بإله لم يراسلهم ولم يكلمهم ولم يقف إلى جانبهم في الأوقات الصعبة.

وبينما يقول القرآن أن الله أقرب إلينا من حبل الوريد، إلا أنه أمام هذا الخذلان اخترع رجال الدين الكثير من المبررات لتبرير هذا الصمت الإلهي المؤلم.

ومن هذه المبررات نجد شروط استجابة الدعاء التي تم تأليف عشرات الكتب والمؤلفات فيها، ويتبين بعد التعمق فيها أن الجبل يمكن ان يستجيب ولا يحرك الله ساكنا بسبب تلك المتطلبات الكثيرة.

لقد خذل الله طيلة الـ 12 شهرا ماضية السلفيين بفرقهم المتعددة وخصومهم الأشاعرة والشيعة وحتى القرآنيين والمتصوفة والمعتزلة، وهو ما يعني أن كافة الفرق الإسلامية والمذاهب هي على العقيدة الخاطئة، لذا لا تتعب نفسك وتعتقد أنك إذا غيرت المذهب واتبعت مدرسة أخرى في العقيدة سيجيب الله دعائك.

إقرأ أيضا:ازدهار القاعدة وداعش بفضل انسحاب فرنسا من مالي وانقلاب النيجر

ويذهب آخرين خصوصا من السلفيين لاتهام حماس بأنها من جماعة الإخوان المسلمون التي تتبع عقيدة فاسدة، لذا لن ينصرهم الله، والحقيقة أن غزة ليست كلها اخوان ففيها المسلمين من شتى المدارس الفقهية.

أما من يقول أن النصر يحتاج إلى القوة والقدرة والحيلة والإستعداد، فما هو دور الله إن كان النصر بالقوة العسكرية والتكنولوجيا والعلم؟ ألا يؤكد هذا كلام العلمانيين والملحدين الذين يتحدثون على أن من يملك العلم ويتصرف بعقلانية هو من ينتصر في النهاية؟

كما أنه في الوقت الذي يمكن أن يوسوس فيه الشيطان للإنسان بسهولة يضطر الله في هذه الأديان إلى إرسال الرسل وكأنه لا يملك التواصل المباشر معنا.

إن الباحث عن الحقيقة المستكشف للنفس البشرية سيدرك في نهاية المطاف أن فكرة الإله والعقاب والجزاء والملائكة ما هي إلا اختراعات بشرية لأن الإنسان كائن يبحث عن المعنى ويخشى فراغ العدمية.

يفضل الناس الإيمان بالوهم على مواجهة الحقيقة، الوهم يعطيهم الشعور بالأمان والطمأنينة الزائفة وأن هناك عقاب سيلحق بالمجرمين بعد موتهم وجنة تنتظر المظلومين، أما الحقيقة فهي أن الله لم يتصل بنا مباشرة ولم نشهد الوحي الذي نزل على الأنبياء.

وكل شخص يقول بوجود النبي موسى ونزول الوحي على فلان ما هو إلا شاهد (ما شافش حاجة)، إنه شاهد زور يؤكد على صحة أحداث وتطورات لم يكن أبدا جزءا منها.

إقرأ أيضا:العلاقات الهندية الأمريكية: تحالف لمواجهة الصين

كان الله في الكتب المقدسة يحرك الجبال ويتصرف على نحو واضح لأجل المؤمنين والمشككين وليري الكافرين الدليل والبرهان، والآن لم يعد يفعل ذلك، هل الأولين أكثر قيمة منا؟ هل حزننا ودموعنا ودماء المظلومين رخيصة عنده لهذا الحد؟

أم أن تلك القصص مجرد خرافات وقصص لم يكن لها وجود في الأصل واخترعها أصحاب تلك الديانات ورجال الدين؟

إن الأسئلة لا تحتاج إلى أجوبة من الكتب المقدسة فهذا ما هو إلا ارتكابا لمغالطة الإستدلال الدائري التي تعد من المغالطات المنطقية الشائعة والتي تجعلنا ندور في حلقة مفرغة، نحن بحاجة إلى برهان واضح ومن خارج سردية قال الله وقال فلان.

لهذا السبب أتوقع أن ينتشر الشك أكثر بين الشباب ويترك الكثير منهم الدين، ربما إلى الإلحاد أو إلى الفلسفات الشرقية مثل البوذية التي تركز على الاستنارة ولا يعترف أصحابها بوجود إله لأنه ببساطة لا يوجد دليل على وجوده.

وهناك فرق كبير بين الإله الذي يطلب من عبيده الإلتزام بأوامره وتجنب نواهيه، والخالق الذي أوجد هذا الكون وقد نكون جزءا منه وهو لا يتكلم مع الجماعات بل مع الأفراد فقط ولم يرسل نبيا قط.

هناك فلسفات ومعتقدات كثيرة تحتاج إلى الدراسة والتوقف عندها والأهم أن نفكر بأنفسنا خارج المعتقدات الموروثة فقد انفضح زيفها في عصر التكنولوجيا.

إقرأ أيضا:مقدمة إلى سلسلة كتب محادثات مع الله

وقد تكون الفلسفة العدمية في النهاية هي الأصح، وهي تبرز اللامعنى خلف كل شيء، وتعتبر قيمنا وأخلاقنا ومعتقداتنا وعلومنا وديننا صناعة بشرية محضة ولا وجود للحقيقة.

في النهاية يجب أن نعيش هذه الحياة حقا ونتعلم ونتطور ونسعى للخير، حتى وإن لم يكن هناك إلها، ولا توجد حياة بعد الموت، وقد تكون هناك حيوات عديدة كما هو الحال في عقيدة التناسخ وبينما يفنى الجسد إلا أن أرواحنا تعود من جديد في جسد كائن حي وهذه قصتنا منذ مليارات السنوات.

الغباء هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة، ومنذ 12 شهرا والمسلمون يرددون الدعاء بلا نتيجة، والأسوأ من ذلك أنهم منذ أزيد من 76 عاما وهم يطلبون هلاك دولة إسرائيل فيما الدولة العبرية العلمانية تتقدم ودولهم ينخرها الجهل والفتن والحروب الأهلية.

إقرأ أيضا:

لماذا فكرة أعداء الله مهينة وتفضح بشرية الدين؟

دليل عدم وجود الله باستخدام مبدأ الحرية عند أوشو

الزواج شكل من أشكال العبودية بشهادة الإسلام

حبس شريف جابر لن يوقف قطار الإلحاد واللادينية

الإلحاد ممنوع في الماسونية والملحد غير مرحب به

خرافة الإلحاد من أجل الشهوات التي يرددها رجال الدين

ما لا يخبرونك به في درس الإلحاد بين الوهم والحقيقة

ما الفرق بين العدمية والإلحاد؟

السابق
كورسات اندرو تيت لكسب المال من القوادة والاتجار بالبشر
التالي
فوائد الشوفان مع الحليب الكثيرة للجسم والقيمة الغذائية للشوفان مع الحليب