دخل السودان مرحلة حرجة للغاية، مع تحول الثورة السلمية إلى ثورة دموية حيث هناك أخبار على أن القوات الأمنية تقتل المدنيين وهناك حالات اغتصاب كثيرة للنساء.
مددت السلطات السودانية حجب الإنترنت إلى الأسبوع الثاني، مما أجبر المواطنين في الخرطوم على إيجاد طرق جديدة للتواصل مع إعادة تنظيم حركة الإحتجاجات الدموية المستمرة هناك.
-
شركات الإتصالات في السودان متورطة
في الأسبوع الماضي، بعد أن اقتحم جنود حكوميون اعتصام المحتجين في وسط الخرطوم وخلفوا أكثر من 100 قتيل، أغلق مشغلو الشبكات السودانية سوداتل وزين و MTN الوصول إلى الإنترنت عبر الهاتف النقال للعملاء.
إلى جانب ذلك تم قطع خدمات الإنترنت للخطوط الثابتة لمعظم المكاتب والمنازل، ما دفع البلاد إلى العزلة عن العالم.
يعد انقطاع الإنترنت هو الأحدث في سلسلة من الاضطرابات المثيرة للجدل في خدمات الإنترنت في إفريقيا هذا العام، حيث تميل الحكومات الاستبدادية بشكل متزايد إلى قطع الإنترنت وعزل البلاد التي تشهد الإحتجاجات عن العالم لقمعها بعيدا عن أعين المجتمع الدولي.
ولا نعرف إن كان قرار شركات الإتصالات السودانية متواطئا مع الحكومة أم أنه مفروض على تلك الشركات ويجب أن تقوم بالمطلوب منها بدون أي نقاش.
-
ما الذي يقوله النظام السوداني؟
قال متحدث باسم القادة العسكريين السودانيين إن الإنترنت قد تم حجبه “لفترة محدودة” لكنه لم يقدم أي مبرر. ورفض أحد مشغلي شبكات الهاتف المحمول الدولية في السودان التعليق، متدرعًا بالقلق على أمن موظفيه إذا ناقش الاضطراب علنًا.
إقرأ أيضا:الربح من الإنترنت ممكن مع مسابقة مليونير العربقال متحدث باسم سوداتل المملوكة للدولة إنه ليس لديه معلومات عن أي تعليمات من الحكومة لإغلاق الخدمات.
في ثورة السودان الناشئة، التي بدأت في ديسمبر الماضي بمظاهرات ضد حكم الرئيس السابق عمر البشير الذي دام 30 عامًا، كان الوصول إلى الإنترنت أساسيًا مثل الاعتصام خارج وزارة الدفاع في الخرطوم التي جذبت الانتباه الدولي.
لكن النظام في البلاد يرى أنه من الأفضل حجب الإنترنت حتى القضاء على الإضطرابات والفوضى، لكنها طريقة غير مضمونة، إذ أن الجرائم العسكرية ستجد طريقها في النهاية إلى منصات الويب.
-
أهمية الإنترنت للإحتجاجات في السودان
تم استخدام المنصات بما في ذلك فيس بوك و واتساب و تويتر على نطاق واسع لتنظيم الاحتجاجات بمئات الآلاف من الصور ومقاطع الفيديو التي تمت مشاركتها عبر الإنترنت على الرغم من الاضطرابات المنتظمة في الوصول إليها.
لكن ميليشيا حكومية تُعرف باسم “قوات الدعم السريع” أوقفت الاعتصام بالقوة الوحشية في الأسبوع الماضي في خطوة تزامنت مع اضطرابات في الشبكة أعقبها إغلاق كامل للاتصال بالإنترنت عبر الهاتف المحمول.
ويحتاج الناشطين إلى الإنترنت لتوثيق الأحداث ونشرها على منصات التواصل الإجتماعي وارسالها للمواقع الإخبارية والصحف، لعل وعسى أن تضغط أطراف دولية على طرفي الصراع لحل المشكلات دون اراقة الدماء.
إقرأ أيضا:اربح 500 دولار عبر تقديم دروس البرمجة باللغة العربية-
اعاقة للإقتصاد السوداني
يعد حجب الإنترنت في السودان ضربة قوية لاقتصاد البلاد أيضا، في ظل وجود الكثير من الشباب الذين يعملون عن بعد ويساهمون في حصول البلاد على العملة الصعبة.
إقرأ أيضا:5 حقائق مثيرة من أرباح وعائدات فيس بوك نهاية 2017لا توجد احصائيات للخسائر لكن المواقع السودانية توقفت عن تحديث محتوياتها إلا المواقع التي لديها مدونين خارج البلاد ومدراء يعملون على إدارتها في انتظار إتصال بقية الطاقم السوداني.
ومن المعلوم أن الأزمة الإقتصادية التي يعاني منها السودان والأوضاع السيئة كانت من بين أبرز الأسباب التي دفعت السودانيين للإحتجاج ضد الرئيس واسقاطه من الحكم.
وكما هو الأمر في أي ثورة بالمنطقة، من السهل أن ينزلق الجميع للقتل والتخريب والتصرف بأنانية ووحشية وانتهاك الحرمات.
نهاية المقال:
نطالب السلطات السودانية برفع الحجب عن الإنترنت والتصرف بمسؤولية، ليس من الحكمة قطع الإتصال وعزل البلاد عن العالم، هذه تصرفات استبدادية تسيئ إلى صورة واقتصاد السودان الجريح.