ترفض الصين التحالف مع روسيا رسميا، وهو أمر تؤكده صحيفة “فزغلياد” الروسية التي حاولت إيجاد تفسير للموقف الصيني المحبط منذ تخلي الصين الشيوعية على الإتحاد السوفياتي من قبل وتركه يغرق وحيدا.
مرة أخرى هل تفعلها الصين وتترك الإتحاد الروسي يغرق في أوكرانيا وينكسر؟ بكين لا تفكر في نفسها ولا تريد ربط مصيرها بمصير دولة متهورة أقدمت على غزو أوكرانيا وفشلت في ذلك.
بل تقدم الصين نفسها راعية السلام حيث تريد استغلال علاقتها المميزة مع موسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنها هي الأخرى غارقة في الصراعات ببحر الصين مع دول كثيرة وعلاقتها متوترة مع الهند.
يقول الكاتب الروسي غيفورغ ميرزايان، أن سياسة التحالفات هي سياسة تحترفها الولايات المتحدة وستستخدمها ضد الصين كما تستخدمها حاليا ضد روسيا، لكن الصينيون يعرفون أنها إذا تورطت في اللعبة الأمريكية وتحالفت مع دول عديدة لن تصل إلى مبتغاها.
سياسة التحالفات على مدار التاريخ شكلت وقودا للحرب العسكرية، كان هذا واضحا قبل الحربين العالميتين، والدخول إلى حرب عسكرية يعني خسارة المكتسبات الاقتصادية.
ثاني سبب وراء رفض الصين التحالف مع روسيا هو أن التحالف يستدعي ارسال الجنود والمشاركة الحربية، وهذا يعني أن بكين ستكون متورطة في الحرب الأوكرانية بشكل مباشر في الوقت الذي تواجه فيه تهديدات متزايدة من دول كثيرة في جنوب شرق آسيا.
إقرأ أيضا:الشركة التي تمنح استراحة العادة السرية لموظفيها (الإستمناء في العمل)من جهة أخرى إذا دخلت الصين الحرب ضد الهند، لن ترسل روسيا جنودها للقتال في الهند لأسباب أهمها، أن نيودلهي على علاقة جيدة مع موسكو.
كما أن فيتنام وهي عدو آخر للصين ومن الممكن أن تحدث بينهما حرب جديدة، هي على علاقة جيدة مع روسيا وبالتالي لن تعلن عليها موسكو الحرب.
تستدعي عادة التحالفات الحقيقية أن يكون لكافة الدول الموجودة بهذه التكتلات اتخاذ الموقف نفسه في أي حرب أو نزاع عسكري، والحقيقة أن علاقات الصين وروسيا وموقفهما غير متناسق.
روسيا تنظر إلى أوكرانيا على أنها عدوتها وخلفها أوروبا والناتو، بينما لا تعتبر الصين أوكرانيا دولة عدوة لها وليس بينهما أي نزاع مباشر، في المقابل تعتبر الصين الهند وفيتنام ودول أخرى في جنوب شرق آسيا دول عدوة لها بينما روسيا تتمتع بعلاقة جيدة معها.
تلتزم رسميًا بسياسة عدم الانضمام إلى التحالفات العسكرية السياسية، وهذا هو السبب الثالث، وتعد كوريا الشمالية استثناء، حيث تتواجد على حدودها ويشكل الخطر عليها خطرا على أمنها القومي.
في عام 1950، تم إبرام معاهدة بين الاتحاد السوفياتي الصيني للصداقة والتحالف والمساعدة المتبادلة، بعد ذلك كان الاتحاد السوفياتي وجمهورية الصين الشعبية حليفين عسكريين رسميًا وفعليًا.
ومع ذلك في الستينيات كان هناك انقسام، في عام 1968 كان هناك صراع الحدود السوفيتية الصينية، في السبعينيات وأوائل الثمانينيات كانت العلاقات عدائية بشكل علني، وكان هناك خلاف أيضا حول فيتنام التي اجتاحتها الصين، منذ ذلك الوقت تعلمت بكين أن سياسة التحالفات مضرة ومخيبة للآمال.
إقرأ أيضا:رؤية الإمارات لقطاع غزة بدون حماس وفلسطين بدون عباسوترتبط الصين مع روسيا بعلاقات جيدة للغاية في الوقت الحالي، وهناك تنافس خفي بينهما حول الزعامة في البريكس، ولن يرغب أي منهما في أن يكون تابعا للآخر.
تعد الصين ثالث أكبر قوة عسكرية في العالم وثاني أكبر اقتصاد في العالم، بينما تعد روسيا ثاني أكبر قوة عسكرية في العالم وضمن مجموعة العشرين اقتصاديا، وعادة ما تركز الصين على القوة الاقتصادية فيما تؤمن موسكو بأن القوة العسكرية أهم.
إقرأ أيضا:
أرقام: الشعوب تفضل الولايات المتحدة الأمريكية على روسيا والصين
حرب روسيا ضد مصالح مصر في السودان وليبيا
دور روسيا في حرب السودان وعلاقتها مع حميدتي
روسيا هي أكثر بلد يروج لنظرية المليار الذهبي
سيناريو نهاية حرب روسيا وأوكرانيا