انهيار الخصوصية والحماية على فيس بوك
عام 2018 ليس جيدا بالنسبة لشركة فيس بوك، فقد خسرت الشركة الأمريكية كثيرا في البورصة وهرب منها مسؤولين كبار قدموا استقالتهم، وهجر منها المزيد من الموظفين إلى شركات مستقرة، بينما مارك زوكربيرغ وإدارته يعيشون أزمة حقيقية تهدد الشركة برمتها.
خلال العام الجاري سلطت وسائل الإعلام الضوء على مساهمة فيس بوك في تقويض الديمقراطية بالولايات المتحدة، أو استخدام خدماته مثل واتساب في قتل الأبرياء وتنفيذ الإعدامات خارج نطاق السلطات القضائية، ولا عن الفوضى التي يدعمها في العالم بدءا من الولايات المتحدة نحو بورما.
لكن الملف الخطير الذي يهدد المنصة هي مصير بيانات المستخدمين، وكيف تستخدمها الشركة التي تبيعها للمعلنين والشركات بطرق ليست طبيعية، كما أنها توفر للمطورين كل البيانات عن المستخدمين لبناء تطبيقات تعمل بداخل المنصة وتبقي المستخدمين على فيس بوك للمزيد من الوقت.
خلال العام الجاري سلطت وسائل الإعلام الضوء على هذا الجانب بقوة، واعترفت الشركة بثلاثة اختراقات عظيمة هزت ثقة الملايين من المستخدمين بها.
-
فضيحة كامبريدج أناليتيكا
الشركة البريطانية المتخصصة في جمع البيانات واستخدامها لأغراض سياسية، استغلت تطبيقا صممته ونشرته على فيس بوك في جمع بيانات ومعلومات عن 87 مليون مستخدم وأصدقائهم.
كانت فضيحة كامبريدج أناليتيكا فضيحة سياسية كبرى في أوائل عام 2018 عندما تم الكشف عن أن كامبريدج أناليتيكا قد حصد البيانات الشخصية لملايين من الأشخاص على الفيس بوك دون موافقتهم واستخدمها لأغراض سياسية، وقد وُصفت بأنها لحظة فاصلة في فهم الجمهور للبيانات الشخصية وتسببت في حدوث هبوط كبير في سعر سهم فيس بوك لتظهر دعوات إلى تشديد تنظيم استخدام شركات التكنولوجيا للبيانات.
إقرأ أيضا:عربيا ChatGPT فاشل في الفلسفة اللاإنجابية ويعتبرها عجزا جنسياتم الإبلاغ عن الحصاد غير المشروع للبيانات الشخصية من قبل كامبريدج أناليتيكا لأول مرة في ديسمبر 2015 من قبل هاري ديفيز، وهو صحفي في صحيفة الغارديان، وذكر أن Cambridge Analytica كان يعمل لصالح السناتور الأمريكي Ted Cruz باستخدام بيانات تم حصدها من ملايين حسابات فيس بوك بدون موافقتهم.
رفضت فيس بوك الإعتراف بعلمها بالقصة، لكنها في النهاية اعترفت أن منصتها استخدمت على نحو سيء وأن شركة كامبريدج أناليتيكا استغلت ثقتها على نحو سيء، وساعدت دونالد ترامب في الوصول إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة.
تم استدعاء مارك زوكربيرغ إلى الكونغرس خلال ربيع عام 2018، وخلال جلستين له وعد بالعمل على تعزيز الخصوصية وتجنب تكرار الأمر.
-
اختراق فيس بوك شهر سبتمبر 2018
لم يتخلص العالم بعد من صدمة كامبريدج أناليتيكا، حتى تم اختراق فيس بوك من مجموعة قراصنة مجهولين، أقدموا على استغلال ثغرة أمنية في المنصة والوصول إلى بيانات أكثر من 30 مليون مستخدم.
تم اختراق ما يقرب من 50 مليون حساب على فيس بوك بسبب هجوم سمح للقراصنة تم من خلاله استغلال ثغرة أمنية في ميزة “view as” التي توفر للمستخدمين رؤية كيف تظهر ملفاتهم الشخصية للأصدقاء أو أشخاص محددين أو للعامة من غير الأصدقاء.
إقرأ أيضا:تحالف فيس بوك جوجل آبل لإيقاف زحف دونالد ترامب إلى رئاسة أمريكاقامت الشركة بإعادة تعيين الرموز المميزة وتسجيل الخروج للملايين من المستخدمين، واعترفت بأن الأضرار كبيرة وأن هناك فئة صغيرة من المستخدمين تم الوصول إلى الرسائل الخاصة بهم.
بعد فترة من الإختراق الشهير، ظهرت مجموعات في روسيا تبيع المحادثات الخاصة بالمستخدمين خصوصا الروس بمقابل مادي.
أصبح مؤكدا أن الرسائل الخاصة لم تعد كذلك وأن المستخدمين الذين استخدموا ميزة “view as” منذ يوليوز 2017 تضرروا بطريقة أو أخرى.
-
ثغرة أمنية تسبب تسريب بيانات 6.8 مليون مستخدم على الأقل
لقد كشف فيس بوك عن خلل قد كشف الصور الخاصة لما يصل إلى 6.8 مليون مستخدم لتطبيقات الطرف الثالث.
سمح هذا الخطأ بما يقرب من 1500 تطبيق تم منحها إذنًا للدخول إلى صور المستخدمين، كما شاهدت أيضًا صورًا خاصة لم يتم مشاركتها مطلقًا على مخططها الزمني.
تتضمن هذا الصور التي تمت مشاركتها في مجموعات البيع والشراء و قصص فيس بوك، وكذلك الصور التي بدأ المستخدمون في تحميلها ولكن “اختاروا عدم نشرها”.
إقرأ أيضا:آلان تورنغ أب الحواسيب وقاهر هتلر وفخر المثلية الجنسيةوعلى نحو مثير للقلق، قال فيس بوك إن الثغرة الأمنية كانت نشطة لمدة 12 يومًا، بين 13 سبتمبر و 25 سبتمبر، عندما تم اكتشافها وإصلاحها.
كشفت الشركة الآن عن الخطأ بعد أكثر من ثلاثة أشهر، قائلة إنها تنتظر القيام بذلك إلى أن تتحرى عن التطبيقات والمستخدمين الذين تأثروا بالمشكلة.
من المفترض أن تتعرض فيس بوك لعقوبة مالية كونها تكتمت عن هذه المشكلة، فقد تتعرض لغرامة تصل إلى 20 مليون جنيه إسترليني، أو 4 في المائة من إيراداته السنوية ، كما هو موضح في اللوائح العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي.
نهاية المقال:
الإختراق الأخير الذي أعلنت عنه فيس بوك منذ ساعات يضاف إلى الفضائح العديدة التي تعرض لها هذا العام والتي تؤكد لنا انهيار الحماية والخصوصية على فيس بوك.