جيف بيزوس استطاع أن يتخطى أزمة انهيار فقاعة دوت كوم 2000 – 2002
ظهرت فقاعة الدوت كوم بداية من 1995 وانفجرت في بداية الألفية الحالية ما أدى إلى سقوط الكثير من الشركات التقنية العاملة على الإنترنت وهي التي استمرت خلال الفترة الممتدة ما بين 10 مارس 2000 حيث كانت قيمة ناسداك محددة على 5132.52 نقطة ومن ثم خلال الإنهيار تراجع إلى 1114.11 نقطة بحلول 9 أكتوبر 2002 ليخسر بذلك 78% من قيمته التي ولدتها فقاعات الشركات الناشئة.
واحدة من هذه الشركات هي Pets.com المتخصص في بيع الحيوانات والذي يعاني من غياب النموذج الربحي له وسط رهانات كبيرة عليه، حيث كان القائمون على الموقع يرغبون فقط في أخد حصة سوقية جيدة من 24 مليار دولار ينفقها الأمريكيون على الحيوانات الأليفة، فيما لا تربح الشركة إلا القليل ودخلت إلى البورصة وخلال سنوات قليلة أعلن الموقع افلاسه خلال عام 2000 بعد أن تأسس فقط عام 1998!
هذا كان حال الكثير من الشركات التقنية وشركات الإنترنت التي تعتمد على مواقع الويب بشكل اساسي في عملياتها التجارية، لكن أغلبها كانت تقدم خدمات جيدة وتسوق بشكل ممتاز ولم يكن لديها نموذج ربحي واضح من البداية لذا كانت تعمل من خلال أموال المستثمرين.
اليوم بعد مرور 16 عاما على هذه الأزمة نجد أن هناك 5 شركات مشهورة وناجح أكدت للعلم منذ تلك الأزمة أنها قوية ولديها نموذج ربحي جيد وأن عدم انهيارها في أزمة فقاعة دوت كوم كان عدلا.
إقرأ أيضا:هل يمكن استعادة أموال ضحايا تطبيق هوج بول Hoggpool؟
تأسس الموقع عام 1994 من طرف جيف بيزوس، وقد بدأ ببيع الكتب والأشرطة المختلفة ومن ثم عمل على اضافة المزيد من الأقسام إلى أن تمكن من تغطية مختلف المنتجات والمجالات التجارية وآخرها مجال السيارات.
في خضم انهيار فقاعة دوت كوم كانت شركة أمازون واحدة من الشركات المعرضة للإنهيار، فقد دخلت هي الأخرى سريعا البورصة من خلال الاكتتاب 15 ماي 1997 ووصل سعر السهم إلى 107 دولار خلال 10 ديسمبر 1999 لينهار إلى 6 دولارات فقط خلال جلسة 28 سبتمبر 2001.
كادت أن تتعرض الشركة حقيقة للإفلاس لولا أنها استطاعت الصمود وتنويع مداخيلها وتطوير العائدات ليتجاوز سعر السهم الآن 760 دولار.
تأسس الموقع عام 1995 من طرف Pierre Omidyar ليكون بمثابة متجر وسيط بين البائعين على الإنترنت وجمهوره المتنامي بمرور السنوات.
ودخل الموقع إلى البورصة عام 1998 بعد أن تخطت المعاملات الشهرية له أكثر من 2 مليون معاملة شهريا، ليتم طرح أسهمه بسعر 18 دولار.
ووصل سعر السهم إلى 31 دولار خلال 24 مارس 2000 ومن ثم دخل في معاناة انهيار فقاعة دوت كوم لتتراجع قيمة السعر إلى 8 دولارات خلال جلسة 16 مارس 2001.
والآن سعر السهم حوالي 30 دولار رغم أنه العام الماضي كان محددا على أكثر من 60 دولار، وعلى الأقل استطاعت أن تتجاوز محنة الفقاعة الشهيرة.
إقرأ أيضا:نظرية المؤامرة مرادف الأكاذيب والغباء والمسخرة
شركة حجز الفنادق ورحلات السياحة عبر الإنترنت وقد تأسست عام 1998 وقد دخلت إلى البورصة NASDAQ كما هو الحال مع أمازون وايباي خلال اواخر التسعينيات وبالضبط 1999 حيث كان سعر السهم محددا على 500 دولار في الأول من أبريل 1999 قبل أن يرتفع إلى 974 دولار بحلول 30 أبريل من نفس العام.
وخلال بداية الألفية وانفجار الفقاعة تعرض لسلسلة من الخسائر القوية في البورصة أطاحت بسعر سهمه إلى 15 دولار بحلول 17 نوفمبر 2000، وقد تعرض مرة أخرى إلى ضربة موجعة عشية تفجيرات 11 سبتمبر 2001 وكانت هذه الفترة الأسوأ في تاريخ الشركة.
والآن تعافت هذه الشركة وأضحت أيضا من أقوى الشركات في البورصة والتي لاحظت أن قيمتها تواصل الارتفاع ليصل سعر سهمها الآن إلى 1520 دولار!
عبارة عن موقع إلكتروني لبيع بطاقات الأعياد وكتب الذكريات أيضا حيث يمكنك عمل كتيب للذكريات في الموقع ويتم شحنه لك، وقد تم إطلاق الموقع عام 1999.
من حسن الحظ أن القائمين عليها لم يتسرعوا في طرحها للإكتتاب ومع اندلاع الأزمة وقيام المستثمرين ببيع أسهمهم في شركات الإنترنت فقد واجهوا مشاكل كبيرة في اقناع المستثمرين بالحصول على أموالهم لاستخدامها في تشغيل الموقع الذي يتوافد عليه المزيد من الزوار يوما بعد يوم.
إقرأ أيضا:آبل سيري تبنت جوجل وتخلت عن بينج لأنه فاشل و عن مايكروسوفت لأنها مخادعةدخلت هذه الشركة إلى البورصة عام 2006 وكان سعر سهمها في البداية محددا على 15.55 دولار قبل أن ينهار في الأزمة المالية لسنة 2008 إلى 6.25 دولار بانتهاء جلسة 23 يناير 2009، والآن سعر السهم محدد على أكثر من 51 دولارا للسهم.
تأسس الموقع عام 1998 وهو يقدم خدمة الكوبونات والخصومات الخاصة بالمنتجات التي تباع على مختلف المتاجر العالمية على الإنترنت.
ومع انفجار فقاعة الدوت كوم واجه القائمين على الموقع مشكلة في الحصول على تمويل واستثمارات لرفض المستثمرين في تلك الفترة انفاق الأموال على شركات الإنترنت التي يقال حينها أنها مبنية على الوهم، وان التجارة الإلكترونية لن تستمر على الأرجح!
دخلت الشركة إلى البورصة منذ عامين فقط وكان سعر سهمها أول مرة 30 دولار ولأنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة فقد خسرت اكثر من نصف قيمتها السوقية ووصل سعر السهم في جلسة اليوم إلى 11.78 دولار للسهم.
نهاية المقال:
بالنظر إلى تاريخ هذه الشركات الخمسة فقد واجهت بعد أشهر من سنوات قليلة جدا من ولادتها أسوأ أزمة مرت على الشركات التقنية ومؤسسات الإنترنت، لقد تألمت وخسرت وصمدت واستعادت قيمتها السوقية وثقة المستثمرين بها.
والآن تلوح في الأفق مجددا أزمة فقاعة الشركات التقنية بعض هذه الأسماء معرضة لها، وهي تخسر مؤخرا المزيد من قيمتها السوقية.