قادت الشركة بقوة إلى نهايتها
20 عاما تختصر حياة شركة ياهو منها 8 سنوات من الأزمة المريرة و التي وضعت الشركة الآن و بقيادة السيدة ماريسا ماير أمام خيارات صعبة كلها مؤلمة.
فشلت هذه السيدة التي جاءت من جوجل بعد تفاؤل كبير من المتابعين و المهتمين على قدرتها لإنقاذ الشركة و يبدو فعلا أنها لم تساهم في التقليص من حجم الكارثة بل زادت من خطورتها و لم يعد ممكنا لشركة ياهو أن تستمر على هذا المنوال.
مجلس الإدارة يريد نتائج أفضل و يقف وراءه المستثمرين الذين يضغطون باستمرار من أجل ايقاف نزيف القيمة السوقية للشركة و التي تقلصت في عام واحد بنسبة 30% و النزيف مستمر.
و رغم أن السيدة ماريسا ماير جاءت إلى الشركة منذ 2012 إلا أنها تتحمل الآن الجزء الأكبر من مسؤولية الأزمة و ما وصلت إليه الآن خصوصا و أنها لم تفي بوعودها السابقة و ما جعلها تفشل في هذه المهمة هي الأخطاء التي سنتطرق إليها في هذا المقال.
- سياسة إعادة الإقلاع ليست كافية لوحدها
منذ قدومها إلى ياهو أقنعت ماريسا ماير المستثمرين على أن اعتماد سياسة إعادة الإقلاع كفيلة بالخروج من الأزمة.
و تعتمد هذه السياسة على التخلص من الخدمات التي لا تعود على الشركة بالأرباح و هي تثقل الشركة بالمصاريف و التكاليف التشغيلية.
إقرأ أيضا:من سيشتري تويتر ؟ جوجل أو مايكروسوفت و لما لا فيس بوك؟و من هذه الخدمات التي تم إغلاقها نذكر GeoPlanet و PlaceSpotter و Pipes التي تهم المطورين و بالطبع عامة الناس لا يعرفون هذه الخدمات و حتى مجمل المطورين، إلى جانب إغلاق Yahoo Movies و إيقاف Yahoo Autos في عدد من الأسواق الرئيسية بما فيها فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، إسبانيا و أيضا إيطاليا.
و لم تكتفي بهذا بل أقدمت أيضا على إغلاق Yahoo Music في كندا و فرنسا و أوقفت خدمة Yahoo TV في عدد من الدول منها بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إسبانيا، إيطاليا، كندا.
كل هذا و خدمات أخرى غير معروفة و غير ناجحة تخلصت منها ياهو في عهد هذه السيدة، و قد استغرقت وقتا طويلا في القيام بهذه الخطوات.
- بالمقابل التطوير و الإبتكار محدود
بينما تتخلص ياهو من الخدمات التي تنهك قدراتك و جهودها لم تعمل جاهدة على تطوير منتجاتها الرئيسية بوثيرة سريعة و مستمرة كما هو الأمر لدى شركات ناجحة على الويب و منها جوجل و فيس بوك و أسماء أقل منها حجما مثل سناب شات.
تطبيقاتها و خدماتها لا تحصل على التحديثات دائما و هي متأخرة عن المنافسين في السوق و غالبا ما تقتبس المزايا من منافسيها.
كشخص يكتب الأخبار التقنية ألاحظ أن وثيرة التطويرات و التحديثات التي تقدم عليها ياهو بطيئة جدا، فيس بوك و جوجل و شركات أخرى تتطور بسرعة لذا أصبحت حديث العالم بشكل مستمر من خلال التطويرات التي تقدم عليها دون توقف لكن من يتحدث عن ياهو؟ الحديث عن جديدها قليل و تختفي أخبارها لوقت قبل أن تعود و تظهر ثم تعاود النوم.
إقرأ أيضا:خسرت 160 ألف دولار في مباراة السعودية ضد الأرجنتين
- تضييع الوقت في تطوير الإعلانات و ليس جودة نتائج البحث
نعم لاحظت هذا العام الكثير من التعديلات للإعلانات التي تظهر على صفحات نتائج بحث ياهو، الشركة تريد الرفع من أرباحها بقوة و سريعا لتصبح معظم التطويرات التي تحدث على نتائج بحث ياهو تتعلق في الأساس بكيفية إظهار الإعلانات و الرفع من قيمتها و زيادة نسبة الضغطات عليها.
بينما للأسف المزايا التي تضيفها لتطوير نتائج البحث لا تذكر أمام جهود ياهو لتعزيز أرباحها من الإعلانات و هذا خطأ كبير.
نحن نعلم جيدا أنه لزيادة الأرباح عليك أن تطور من جودة الخدمة و المحتوى باستمرار لتجذب المزيد من المستخدمين و يتحقق النجاح.
- الإنسحاب من الويب العربي ما بين 2013 و 2014
من النتائج المدمر لسياسة إعادة الإقلاع التي جاءت بها ماريسا ماير هي التخلص من مدونات مكتوب سنة 2013 و من ثم التخلص من منتديات مكتوب العام الماضي، رغم أن عشرات المدونات و المنتديات منها تحظى بزيارات كبيرة و مشهورة للغاية.
و فيما يعد الويب العربي واعدا و تستثمر جوجل في زيادة حصتها من هذه السوق إلا أن انسحاب ياهو يكشف عن جهل الشركة بهذه السوق و بالفرصة التي تخلت عنها.
إقرأ أيضا:فصل يوتيوب عن جوجل وتقسيم شركة ألفابت خلال 2020هي إكتفت باستخدام العلامة التجارية مكتوب كبوابة اخبارية لجمع الأخبار من المواقع العربية و إعادة عرضها للمستخدمين حسب التصنيفات.
- متأخرة كثيرا في قطاع الموبايل
لم تعمل ماريسا ماير على تدارك تأخر ياهو عن المنافسين في قطاع الموبايل بقوة رغم أن عهدها شهد إطلاق تطبيقات الأخبار الخاصة بها و تطبيق الطقس مع تطبيق الأعمال على مختلف منصات المحمول.
شراء منصة تمبلر و أيضا تحسين فليكر كلها خطوات مهمة من أجل تعزيز تواجد ياهو على الموبايل، لكن هذا لم يكن كافيا بالنسبة للشركة من أجل العودة بقوة و ذلك من خلال التركيز على قطاع MAVENS الذي يجمع بين تطبيقات الموبايل و الفيديو و الإعلانات و الشبكات الإجتماعية.
تطبيقاتها رغم ذلك ليست من بين الأكثر انتشارا كما أنها لم تعمل على إيجاد مكانة لتطبيقاتها على هواتف و لوحيات المصنعين الذين يضعون بها تطبيقات مسبقا و هذا سيء أيضا.
- فشلت في السيطرة على القطاعات التي تنافس بها
لم تستطع ياهو الإنتصار بشكل مطلق في قطاع من القطاعات التي تتنافس فيه، فهي ليست الأفضل و لا حتى الأكثر شعبية في المحتوى الإخباري و لا البريد الإلكتروني و لا حتى محرك البحث أو خدمات تخزين و مشاركة الصور، كل منتجاتها و خدماتها تعاني في الواقع.
توسع الشركة على الويب جعلها في منافسة مع الجميع لكن ليس لديها هوية واضحة و قوية، فمثلا عندما نتحدث عن فيس بوك نجد أنها شركة تركز على الشبكات الإجتماعية و التواصل و كل خدماتها توفر هذا الأمر، أما ياهو فنحن لا نعرف أين سنصنفها و ما الغاية من خدماتها أصلا !!!
النهاية:
هذه هي الأخطاء القاتلة التي دمرت ياهو أخيرا بعد 8 سنوات من المعاناة في السوق، سيشهد التاريخ على أن ماريسا ماير قادت الشركة بقوة إلى نهايتها و خيبت آمال الملايين من الناس حول العالم ممن راهنوا على قدرتها في إصلاح مسار الشركة.