تأسيس الأمم المتحدة وحكومة عالمية واحدة واعتماد لغة وكتابة واحدة دوليا وانشاء عملة عالمية واحدة وتحقيق مجتمع عالمي موحد هي من أعظم الأفكار التي يؤمن بها المواطنين العالميين وأنصار العولمة.
لكن هذه الأفكار دعا إليها النبي بهاء الله، مؤسس الديانة البهائية، والذي جاء برسالة دينية يقول أنها مكملة لما جاءت به الأديان السابقة مثل المسيحية واليهودية والإسلام.
الرسالة الجديدة التي جاء بها النبي الإيراني بهاء الله، حسين علي النوري، لا تزال في صلب اهتمامات البهائيين، ولكنها ليست محصورة على ديانتهم فهناك علمانيين وملحدين يؤمنون بضرورة تجاوز الصراعات القومية والوطنية والدينية.
من هو النبي الذي دعا إلى وجدة الجنس البشري؟
بهاء الله هو مؤسس الديانة البهائية، وُلد في 12 نوفمبر 1817 في طهران، إيران، اسمه الأصلي هو حسين علي النوري، وهو ينتمي لعائلة نبيلة وثريّة.
في عام 1844، أصبح من أتباع الباب، الذي أسس حركة البابية، وبدأ في نشر تعاليمه الخاصة التي تركزت على وحدة الجنس البشري ووحدانية الله.
واجه بهاء الله العديد من التحديات خلال حياته، بما في ذلك السجن والنفي بسبب تعاليمه التي كانت تعتبر تهديدًا للسلطات الدينية والسياسية.
تم سجنه في سياه جال (النقرة السوداء) عام 1852 بعد اتهامه بمحاولة اغتيال الشاه، ثم نُفي إلى العراق حيث أعلن عن رسالته في عام 1863.
إقرأ أيضا:لهذه الأسباب وقف حرب غزة غير ممكن الآنتوفي بهاء الله في 29 مايو 1892 ودُفن في عكا، حيث يُعتبر مرقده مكانًا مقدسًا للبهائيين، وتُعتبر تعاليمه بمثابة دعوة لتحقيق السلام العالمي والتفاهم بين الثقافات والأديان المختلفة.
واليوم تعد مبادرة الدين الإبراهيمي لتوحيد اليهود والمسيحيين والمسلمين وبقية الأديان التي تؤمن بالنبي ابراهيم تطبيقا لما جاء به حضرة بهاء الله.
وحدة الجنس البشري في البهائية
تؤمن البهائية على عكس الديانات التي سبقتها بالمساواة بين الرجل والمرأة، كما تؤمن بالأنبياء السابقين مثل محمد وعيسى وموسى وما إلى ذلك وهي امتداد للأديان الإبراهيمية.
مبدأ وحدة الجنس البشري هو أحد المبادئ الأساسية في الدين البهائي، ويعتبر محورًا تدور حوله جميع تعاليم بهاء الله، يركز هذا المبدأ على أن جميع البشر هم من أصل واحد، وأن الاختلافات الظاهرية بينهم، مثل اللون والعرق والجنس، هي اختلافات لا تفصل بينهم بل تعزز من تنوعهم كعائلة إنسانية واحدة.
تؤكد التعاليم البهائية على أن وحدة الجنس البشري ليست مجرد فكرة مثالية، بل هي ضرورة ملحة لبناء مجتمع سلمي وعادل، يُعتبر تحقيق هذه الوحدة شرطًا أساسيًا لتحقيق السلام العالمي، حيث يتم نبذ التعصبات العرقية والدينية والاجتماعية.
على الرغم من التأكيد على الوحدة، فإن البهائية تحتفي بالتنوع الثقافي والفكري، يُعتبر هذا التنوع مصدر قوة وثراء للمجتمع، حيث يشبه بهاء الله هذا التنوع بتنوع الأعضاء والخلايا في جسم الإنسان، حيث تتكامل الأجزاء المختلفة لتشكل كيانًا واحدًا صحيًا
إقرأ أيضا:من هو صديق اسرائيل؟ دونالد ترامب أم جو بايدن؟بناءً على التعاليم البهائية، فإن وحدة الجنس البشري تمثل رؤية شاملة تتجاوز الفروقات السطحية وتؤكد على كرامة كل إنسان، هذه الوحدة تتطلب جهودًا جماعية للتغلب على التحديات التي تواجه البشرية وتحقيق عالم يسوده السلام والتفاهم.
تفاؤل الدين البهائي بمستقبل البشرية
قد يكون الدين البهائي فريدًا من بين الأديان المعاصرة والحركات الإجتماعية فيما يتعلق بتفاؤله الشديد حول مستقبل الجنس البشري.
لقد وضع هذا الدين ثقة بين أتباعه بأن القدرات الإيجابية الموروثة في الروح الإنساني قادرة على التغلب على جميع العقبات التي تعترض توحيد شعوب العالم في مجتمع تسوده العدالة والسلام.
آمن النبي بهاء الله بأن البشرية في النهاية ستختار طريق التعايش والتفاهم وستتحد في مواجهة التحديات، عصر الحروب العسكرية سينتهي واحتلال الدول لبعضها البعض سيكون من الماضي.
يؤمن البهائيون بأن العالم يسير نحو فترة من السلام والاستقرار، حيث ستتجاوز البشرية التحديات الحالية من خلال تطبيق المبادئ البهائية، كما يعتقدون أن التعاليم التي أُعلنت ستساعد في تجاوز التعصبات والنزاعات، مما يمهد الطريق لعصر جديد من الوحدة والتفاهم العالمي.
الجامعة البهائية العالمية
الجامعة البهائية العالمية هي الهيئة الإدارية الروحية للدين البهائي، الذي أسسه بهاء الله في القرن التاسع عشر، يتمركز هذا الدين حول مبادئ الوحدة الإنسانية، والتسامح، والتعاون بين الأديان.
إقرأ أيضا:حرب روسيا ضد مصالح الصين في أفريقيا في السودان وأفريقيا الوسطىتأسست الجامعة البهائية في فترة الحكم العثماني في فلسطين، بعد نفي بهاء الله إلى عكا عام 1868. يشمل المركز البهائي العالمي عدة مواقع مقدسة، منها ضريح الباب وحدائق البهائيين على جبل الكرمل في حيفا، وضريح بهاء الله قرب عكا، وبيت العدل الأعظم الذي يمثل الهيئة الإدارية العليا للبهائيين
تشارك الجامعة البهائية العالمية بنشاط في الشؤون الدولية، حيث تعتبر منظمة غير حكومية ولها دور فعال في الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، تهدف إلى تعزيز السلام والتفاهم بين الشعوب من خلال نشر تعاليمها والمشاركة في الجهود الإنسانية
لدى الجامعة البهائية العالمية مكاتب في الأمم المتحدة في كل من نيويورك وجنيف، وتمثيل في لجان الأمم المتحدة الإقليميّة ومكاتب أخرى في أديس أبابا، وبانكوك، ونيروبي، وروما، وسانتياغو، وفيينا. وفي السنوات الأخيرة تمّ تأسيس مكتب للبيئة ومكتب للنهوض بالمرأة كجزء من مكتبها في الأمم المتّحدة.
تعد هذه الجامعة تطبيقا فعليا لتعاليم النبي بهاء الله والذي يؤمن به أكثر من 7 مليون انسان حول العالم وأغلبهم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.