تعد فرنسا من أكبر الدول في العالم التي توفر الوظائف في المغرب وتفيد اقتصاد المملكة التي تحولت إلى مصنع أوروبا الذي ينافس الصين والدول البعيدة.
لقد أحدثت الشركات الفرنسية تأثيرًا كبيرًا على سوق العمل المغربي، حيث تعمل أكثر من 1300 شركة تابعة في البلاد.
وتشمل هذه الشركات شركات كبرى مثل ألستوم، وإنجي، وتوتال إنيرجيز، وبويج، وسافران، ورينو، وبي إس إيه، وهناك المزيد من الأسماء الكبرى حتى في مجال الخدمات وليس فقط الصناعة.
إن وجود الشركات الفرنسية لا يساهم فقط في التوظيف المباشر، بل يعزز أيضًا النمو الاقتصادي والتنمية في مختلف القطاعات، بما في ذلك الطاقة المتجددة والبنية الأساسية والتكنولوجيا.
ومن المتوقع أن تتوسع هذه الشراكة بشكل أكبر في ضوء الشراكة المغربية الفرنسية المعززة التي أعلن عنها في زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب.
وتعد فرنسا أكبر مستثمر أجنبي في المغرب، بإجمالي مخزون استثماري يبلغ حوالي 8.7 مليار دولار اعتبارًا من عام 2022.
وقد أنشأت شركات فرنسية مثل رينو وشركات فرنسية كثيرة مصانع كبرى لها داخل المغرب، مما يساهم في قطاعات مختلفة بما في ذلك السيارات والفضاء.
بالإضافة إلى ذلك، تم توقيع اتفاقيات حديثة لتعزيز التعاون في مجالات مثل البنية التحتية والطاقة المتجددة، مما يعزز دور فرنسا كشريك اقتصادي أساسي للمغرب.
إقرأ أيضا:كذبة ورقة عملة البريكس الموحدةوتتنافس الشركات الفرنسية على التصنيع في المملكة بفضل التكلفة الأرخص مقارنة مع التصنيع محليا في فرنسا، كما أن المملكة هي محطة تصنيع للمنتجات التي يتم تصديرها إلى الأسواق الأفريقية جنوب الصحراء.
وتعد شركة رينو لاعباً رئيسياً في قطاع السيارات بالمغرب، حيث تدير مصنعاً في طنجة ينتج حوالي 300 ألف سيارة سنوياً، مع خطط لزيادة الإنتاج إلى 400 ألف وحدة، وقد رسخت هذه المنشأة مكانة المغرب كمركز رئيسي لتصنيع السيارات في أفريقيا.
لقد كانت صناعة السيارات مصدرًا مهمًا للعمالة، حيث ساهمت في خلق حوالي 29% من الوظائف الصناعية في البلاد، وفي الفترة ما بين عامي 2014 و2017 وحدهما، خلقت أكثر من 83 ألف وظيفة جديدة.
وتعتمد الصناعة المغربية على الشركات الفرنسية والأوروبية التي تتنافس على إقامة خطوط انتاج في المملكة من أجل تصدير السيارات منها سواء إلى أوروبا أو الأسواق الأفريقية والشرق الأوسط.
ويتواجد في المغرب أكثر من 1000 شركة فرنسية في مجالات مختلفة توظف 150 ألف مغربي ما يجعل فرنسا في مقدمة الدول التي توفر العمل للمغاربة بالمغرب وتكافح البطالة.
لقد خلقت شركة رينو لوحدها حوالي 14 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة من خلال عملياتها وسلسلة التوريد في المغرب، وتسعى الشركة إلى زيادة هذا العدد إلى 50 ألف وظيفة كجزء من استراتيجيتها البيئية الأوسع في البلاد.
إقرأ أيضا:ما هو تأثير سعر الفائدة الأمريكية على الذهب بالتفصيل؟تركز منظومة رينو على الحصول على أكثر من 50% من أجزائها محليًا، وهو ما لا يعزز الموردين المحليين فحسب، بل يعزز أيضًا فرص العمل داخل صناعة السيارات المغربية
وهناك شركات فرنسية في مجال خدمة العملاء والتي توظف المغاربة الذين يتقنون اللغة الفرنسية لخدمة العملاء الموجودين في فرنسا والأسواق الناطقة باللغة الفرنسية.
إقرأ أيضا:هل يتفوق سهم موتورولا سولوشنز على أداء S&P 500؟يوفر الموقع الجغرافي للمغرب سهولة الوصول إلى الأسواق الأوروبية والأفريقية، مما يجعله مركزا جذابا للتصنيع الموجه للتصدير.
يسهل هذا الموقع الاستراتيجي التجارة مع أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مما يعزز الكفاءة اللوجستية للشركات الفرنسية.
من جهة أخرى نفذت الحكومة المغربية العديد من الإصلاحات الاقتصادية وقدمت الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية، وتشمل هذه الإعفاءات الضريبية، والإعانات، وإنشاء مناطق التجارة الحرة التي تعزز بيئة الأعمال للشركات الأجنبية.
وتستفيد الشركات الفرنسية من الحماية القانونية المتزايدة لاستثماراتها، مما يعزز الشعور بالأمان ويشجع على المزيد من الإستثمار في البلاد.