عندما تأسس موقع كورا Quora عام 2009 على يد موظفين سابقين في شركة فيسبوك، كان يقدم أجوبة عالية الجودة من خلال تواجد المحترفين والمتخصصين فيه.
كان لدى Quora فرضية بسيطة: سيكون مكانًا لمشاركة المعرفة والخبرة، حيث يمكن للعقول الفضولية طرح أسئلة حول أي موضوع يمكن تخيله والحصول على إجابات مدروسة ومستنيرة من مجتمع المنصة المثقف.
بدايات كورا Quora الجيدة
وبحلول عام 2014، بلغت قيمتها 900 مليون دولار، لقد بني نجاحها على فكرة أن المنصات لا ينبغي أن تربطنا بالمعلومات فحسب، بل بالأشخاص الذين يحملون تلك المعلومات في رؤوسهم.
في Quora، يمكنك أن تفعل أكثر من مجرد التعرف على فيزياء الكم أو تاريخ الحروب، يمكنك دراستها من خلال الملاحظات الشخصية وردود الخبراء الحقيقيين.
كانت نية Quora المعلنة هي إنشاء نموذج مثالي متطور للإنترنت، حيث يجتمع الناس بشكل إيثاري ويشاركون في تحفيز الخطاب وتبادل المعرفة.
ويشارك الخبراء تجاربهم الحقيقية وليس فقط معلومات متاحة للعامة في منصات الويكي والموسوعات، وقد تفوقا المنصة على إجابات جوجل والتي بدأت عام 2009 وتم اغلاقها عام 2015.
الذكاء الإصطناعي يهدد جودة Quora
في حين أنه في السابق، كانت أفضل الإجابات تظهر من خلال نظام قوي من تصويتات المستخدمين الإيجابية، وهو نهج تستخدمه أيضا Reddit إلا أن هذا تغير، حيث الآن لعبت الخوارزميات دورًا كبيرًا في تحديد المحتوى الذي يتم عرضه والترويج له.
إقرأ أيضا:الأزمة تصفع LinkedIn و تعمق جراح تويتر و تهز فيس بوك: ما الذي حدث؟ و لماذا؟لا تزال الاستجابات المفيدة والمصممة بشكل جيد تتم مكافأتها بوضعها في الأعلى، لكن الذكاء الاصطناعي بدأ في إظهار بعض المراوغات، حيث بدأت الإجابات ذات وجهات النظر الأكثر تطرفًا تحظى باهتمام كبير.
اكتشف المستخدمون أن بإمكانهم التلاعب بالنظام من خلال الكتابة بمزيد من المشاعر والحماس، حتى لو كان الجوهر الأساسي إذا جاز التعبير غير موجود.
ومع تقدم Quora في التحسينات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، أصبحت الأمور غريبة، أدرك المستخدمون عديمو الضمير المسوقون الرقميون وقراصنة النمو الذين يتربصون في ظلال كل منصة إمكانية استغلال الذكاء الاصطناعي.
يمكنهم خداع النظام للترويج بشكل كبير لمحتواهم من خلال تعبئة إجاباتهم بكلمات رئيسية للتصدر بها في نتائج بحث جوجل وادعاءات مبالغ فيها.
علاوة على ذلك، تعلموا أن الذكاء الاصطناعي يكافح للتمييز بين النص الذي كتبه الإنسان والمحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الآلة مما يعني أنه يمكن للمستخدم إدخال سؤال في نموذج لغة، ولصق الإخراج في Quora حرفيًا، ومشاهدة الخوارزمية تمطره بالتصويتات الإيجابية والاهتمام.
بين عشية وضحاها تقريبًا، بدأ الموقع يغرق في مستنقع من النصوص غير المرغوب فيها وغير المتماسكة التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
في الوقت نفسه، بدأ بعض المساهمين المحبوبين في Quora، والأكاديميين والخبراء الذين كان ينبغي منحهم الأولوية باعتبارهم شريان الحياة في الإبتعاد.
إقرأ أيضا:فيس بوك تتراجع عن قمع الأخبار وتأمل أن تتصالح مع الناشرينالدين ونظريات المؤامرة يؤثر سلبا على كورا Quora العربي
عربيا المشكلة هي أن المحترفون والخبراء في مجالات النقاش على المنصة هم قلة، مقارنة مع غالبية المشاركين الذي يحشرون الدين في مختلف المواضيع.
في مواضيع العائلة والعلاقات والجنس والتاريخ والسياسة وحتى الإقتصاد والتكنولوجيا نجد حشرا للدين بقوة في التعليقات التي تحصد للأسف غالبية التصويتات.
يتعرض الليبراليون وأصحاب الفكر المنفتح في هذه المنصة للعقاب من الجمهور الذي يغلب عليه التدين الظاهري، من خلال قمع أجوبتهم وحتى الإبلاغ عنها من أجل إخفاء ظهورها في المقدمة.
إقرأ أيضا:تويتر تنفي أنها شبكة اجتماعية وتسقط في نفس خطأ ياهوكما تحولت النسخة العربية إلى ساحة للصراع بين الشيعة والسنة وكذلك المسلمين والملحدين والنقاشات الدينية الحادة بين مختلف الديانات والطوائف.
الأسوأ من ذلك هو نشر المغالطات والأخطاء عن الديانات العقائد الأخرى من خلال تشويه ممنهج لها يعتمدها المسلمون عادة من أجل التأكيد على صحة دينهم وبطلان الأديان والمعتقدات الأخرى.
كما تحولت المنصة إلى مساحة للإستقطاب وأيضا نشر التطرف الديني وهو الذي لاحظنا تصاعده على المنصة في النسخة العربية خلال الأشهر الأخيرة بسبب حرب غزة.
إقرأ أيضا:
ماذا وراء أزمة احتلال Reddit مراتب أعلى في نتائج بحث جوجل؟
لماذا تتسابق شركات الذكاء الإصطناعي مثل جوجل نحو ريديت؟
قصة صعود وهبوط موقع Tumblr
5 أسباب لتجنب شراء ملابس شي ان (Shein) الصينية
14 إحصائية مثيرة عن صناعة المواد الإباحية