أعداء الله كثر، وأشهرهم ابليس الملاك الساقط وأتباع الشيطان من الجن والإنس، لكن هل من المنطقي أن يكون الخالق في عداوة مع مخلوقاته؟
إن الأديان الإبراهيمية التي تعد نسخة متطورة من الأديان المتعددة الآلهة، تتكرر في نصوصها عدو الله وعدو الرب، وتشترك في أن إبليس والكفار أعداء للخالق.
وأي شخص يزن الأمور بعقله ويتدبر فيها يمكن أن يكتشف أن هناك شيء غير منطقي في هذا الجانب من الأديان الإبراهيمية مثل الإسلام والمسيحية واليهودية.
أعداء الله في الكتاب المقدس والقرآن
في المصطلحات الكتابية، غالبًا ما يوصف عدو الله بأنه شخص يعارض إرادة الله وأهدافه، يمكن أن تتجلى هذه المعارضة من خلال العصيان أو الفشل الأخلاقي أو التمرد الصريح ضد أوامر الله.
يحدد الكتاب المقدس شخصيات مثل الشيطان باعتباره العدو الأساسي لله، الذي يسعى بنشاط إلى إحباط الخطط الإلهية وتضليل البشرية (1 تيموثاوس 5: 14-15)، بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر جميع البشر أعداء الله حتى يتصالحوا معه من خلال الإيمان بالمسيح (رومية 5: 10).
في القرآن نجد أن ابليس وبنيه من الشياطين والكفار من الجن والإنس أعداء الله، لذا يحرض عليهم ويعتبر هزيمتهم في الحروب نصرا له ونصرة له على قوى الشر.
في الحروب التي حصلت بين المؤمنين والكفار وقف الله إلى جانب المؤمنين به وأرسل الملائكة أيضا لمحاربة الكفار الذي يبدو أن الشيطان على الجهة الأخرى يدعمهم بالمكر والأساليب، إلا أن الفرق واضح، ابليس لم يرسل رسائل لأتباعه يخبرهم فيها بذلك.
إقرأ أيضا:كيف تنفق شركات النفط مليارات الدولارات لنفي التغير المناخي؟ما قرأناه في الكتب المقدسة يبدو مهينا إلى حد كبير لله بنفسه، الخالق في حرب ضد مخلوقاته وهو الذي يستطيع أن يسحقها ويرسلها إلى العدم.
الله مقابل الشيطان فكرة مهينة
هل من المعقول أن نضع الله الذي يفترض أنه الخالق لكل شيء في مواجهة عبد كان ملاكا في ما مضى؟ النصوص الدينية تضع فعلا الشيطان في مواجهة الله.
بل إن الشيطان قريب من أتباعه وهو يوسوس لهم ولكل شخص منا قرين مقيض له كي يضله، في المقابل لا يتواصل الله مباشرة معنا بل فعل من خلال الأنبياء ومنذ أكثر من 1400 عاما كان التواصل الأخيرة، هذا بالنسبة للمسلمين، لأن البهائية ظهرت ولديها أنبياء ويبدو أن الوحي لم ينقطع عندهم عند النبي محمد الذي يؤمنون به.
يبدو أن ابليس أو الشيطان الكبير لديه إمكانيات أقوى من الله في الإتصال بالبشر، وهو يتواصل معنا جميعا من خلال الوسوسة، لكن الله يضطر لإرسال الأنبياء.
وليس هذا كل شيء، معظم الناس بالنسبة للمسلمين هم كفار، ومعظم الناس للمسيحيين لا يؤمنون بالمسيح، وهذا يعني أن غالبية الناس يتبعون سبل الشيطان والأخير لديه شعبية أكبر.
وضعت الأديان الإبراهيمية الله مقابل الشيطان، الخالق مقابل المخلوق الذي استطاع أنه يقلب الطاولة ويحاربه منذ بداية التاريخ.
خالق الوجود أكبر من العداوات الضيقة
تخيل أنك خلقت هذا الوجود بأكوانه ومجراته ومليارات النجوم والكواكب وأصناف كثيرة من المخلوقات، هل من المعقول أن تعتبر مخلوق قزم في كوكب من الكواكب الكثيرة لديك عدو؟ هل يمكن أن تضع نفسك في مقابل مخلوق يعيش في مجرة واحدة أو أكثر؟
إقرأ أيضا:كوسوفو الإسلامية: القدس عاصمة اسرائيل ولا نعترف بفلسطينبكل تأكيد ستشعر أن تلك المخلوقات والشخصيات تافهة وهي مثل حبة رمل في صحراء شاسعة، هكذا يفترض أن يكون الشيطان إن وجد حقيقة أن يكون، حبة رمل بالنسبة للخالق وكذلك كل مخلوق آخر.
إقرأ أيضا:اسقاط الأجسام الطائرة قد يقودنا إلى حرب ضد الكائنات الفضائيةكما أن العداوة تكون بين مخلوقين في صراع حول النفوذ أو ممتلكات معينة، وهو سلوك حيواني وبشري ولا يرقى السلوك العدواني إلى مرتبة عالية والتي تصل إلى الألوهية.
إن بشرية الدين واضحة في النصوص المقدسة في كل الديانات على مر التاريخ، العقل البشري هو الذي صنع الله على مقاسه وفهمه وبمنطقه لدرجة أن الله أصبح نسخة كبرى منا تجلس في عرش عظيم ويراقبنا من السماء، وقد تحولت الآلهة إلى ملائكة وأصبحت كلها في خدمة الله ضد الشيطان الذي يملك هو الآخر خدم وأتباع وأبناء وجيوش.
إقرأ أيضا:
الدين هو أكبر عملية احتيال في التاريخ
دليل عدم وجود الله باستخدام مبدأ الحرية عند أوشو
كيف أثبت المعلم أوشو أن الله غير موجود؟
الزواج شكل من أشكال العبودية بشهادة الإسلام
تكفير الأوزباكستاني ابن سينا: إمام الملحدين الذي حفظ القرآن