تحول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى بطل ليس فقط لإسرائيل ولكن أيضا لأنصار مشروع السلام العربي الإسرائيلي الذين يرفضون المليشيات المسلحة التابعة لإيران والتي تحكم بها الأخيرة 5 شعوب عربية على الأقل.
دمر لاعب الشطرنج الهاوي في لعبة تعلم لاعبيها التفكير المنطقي معسكر العاطفيين الذين تحكمهم الشعارات والمخدوعين بإيران التي تريد استعادة الإمبراطورية الفارسية والقضاء على أتباع يزيد بن معاوية.
عندما شنت حماس هجوم 7 أكتوبر، عبر الملايين من المسلمين والعرب عن فرحتهم وهللوا لسقوط إسرائيل، وخدعهم الإعلام الذي فضل تأكيد أوهامهم لأن الإعلام اليوم يبحث عن المشاهدات والأرباح أكثر من بث الحقائق للشعوب لأن الحقيقة مؤلمة.
بدلا من ذلك كان هناك حراك في المنطقة واضح ضد التطبيع مع إسرائيل، والتنبؤ بأنها ستسقط هي والولايات المتحدة الأمريكية وستعود الخلافة الإسلامية أقوى.
وجد القادة العرب خصوصا الذين تربطهم علاقات رسمية مع إسرائيل أنفسهم في وضع محرج طيلة الأشهر الماضية، حيث الشعوب تطالب بإسقاط اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل ومساندة ميليشيات حماس عسكريا أيضا.
هذه الشعوب التي لا تزال تعيش في القرن الماضي، حيث شاركت الجيوش العربية في حروب ضد إسرائيل، عندما رفضوا وجود الدولة اليهودية وارتكبوا خطأ فادحا عندما حاولوا استئصال الدولة اليهودية الناشئة ورفضوا الحل البريطاني الأممي الذي وافقت عليه الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي.
إقرأ أيضا:الملوك والمهرجين والعبيد في الشرق الأوسطمنذ 8 أكتوبر بدأ حزب الله دعم حماس من خلال شن الهجمات العسكرية على إسرائيل، وبذلك خرق قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر في 11 أغسطس 2006 والذي أوقف إطلاق النار بين الطرفين.
وكانت مشاركة حزب الله في دعم حماس تهورا منه خصوصا وأن هذه الحركة الفلسطينية كانت على خلاف حاد مع نظام بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية.
وطيلة الأشهر الماضية كانت إسرائيل ترد على هجمات حزب الله وتستهدف مقاتليه على الحدود، في معارك محدودة جدا بين الطرفين.
ولأن إسرائيل نجحت في قطاع غزة صعد حزب الله من هجماته كي يضغط على تل أبيب، إلا أن الأخيرة قررت وبضغط من 60 ألف نازح إسرائيلي بشن هجمات قاسية.
هذه الهجمات تستهدف القيادات في حزب الله في كل مكان في لبنان، ومع عجز الحزب اللبناني المسلح عن الرد بقوة على إسرائيل في الأيام الماضية أو أنه تعمد ذلك كي لا ينجر إلى الحرب تجرأت إسرائيل أكثر واستهدفت في النهاية حسن نصر الله.
تحول بنيامين نتنياهو إلى بطل قومي خصوصا لدى فئة كبرى من أهل السنة الذين يعتبرون أن الشيعة خونة للمسلمين وحزب الله شارك في قتل آلاف من السوريين خصوصا من أهل السنة في الحرب الأهلية.
وقد رأينا طيلة الساعات الماضية الفيديوهات والصور والمنشورات التي تعتبر القضاء على زعيم حزب الله بمثابة هدية للمعارضة السورية وأيضا للمسلمين السنة.
إقرأ أيضا:اندلاع الحرب بين الصين والهند مسألة وقت فحسبويبدو أنها مسألة وقت حتى تغتال يحيى السنوار في قطاع غزة حيث تواجه القوات الإسرائيلية فلول حماس في الأنفاق والمخيمات وتقضي على منظمة أخرى مصنفة على أنها إرهابية.
في الداخل الإسرائيلي وحتى لدى فئة واسعة من العرب الذين يرغبون في السلام العربي الإسرائيلي وتطهير الشرق الأوسط من الميليشيات المسلحة، أصبح بنيامين نتنياهو بطلا قوميا.
وتتجه إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء الشهير إلى القضاء على الميليشيات التابعة لإيران في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن وهذه فرصتها الثمينة لفعل ذلك.
لقد كشفت الحرب الأخيرة ضعفا خطيرا في المحور الإيراني وقدراتهم العسكرية، وأنهم مجرد فقاعات إعلامية في نهاية المطاف، وأنهم خدعوا بأصواتهم المرتفعة الجميع.
إقرأ أيضا:رابط التسجيل في القرعة الأمريكية الرسمي والدائمتواصل إسرائيل توجيه الضربات واغتيال قادة حزب الله الآخرين وتستهدف الحشد الشعبي وحتى الحوثيين، وكل من شارك في الهجوم عليها بعد 7 أكتوبر وفي ذات الوقت تواجه فلول حماس.
وقد بدأ الخبراء والمحللين يكتشفون أن بنيامين نتنياهو ليس متهورا وسيدمر إسرائيل بل لاعب شطرنج، هذه فرصته لتدمير أعداء إسرائيل للوصول إلى السلام الذي تدافع عنه الولايات المتحدة والدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي.
إقرأ أيضا:
كوشنر: هذا مصير ايران وأدواتها بعد مقتل حسن نصر الله
لماذا لا تهاجم إيران إسرائيل؟ ما سر السياسية الإيرانية؟
ماذا سيحدث بعد اغتيال حسن نصر الله؟
إلى أين تتجه الحرب في لبنان والتي أشعلها حزب الله الحسيني؟
تاريخ حرب حزب الله وإسرائيل من 1982 إلى اليوم
خازوق سوريا بشار الأسد لإيران وحزب الله