يعاني اللاعب المغربي حكيم زياش من الهجوم عليه بسبب رفضه منح زميله إبراهيم دياز فرصة تسديد ركلة جزاء في مواجهة الغابون.
وفي حركة مفاجئة منه نشر مجموعة من القصص (الستوريات) على انستقرام، يهاجم فيه المطبعين مع إسرائيل بما فيها حكومة بلاده.
وليست المرة الأولى الني يدافع فيها لاعب نادي غلطة سراي التركي عن فلسطين، لكن هذه المرة كسر الخطوط الحمراء وهاجم الحكومة المغربية في ستوري حذفه بعد دقائق من نشره.
تدوينة حكيم زياش لا أثر لها
ما يجب أن يعرفه لاعب كرة القدم وغيره من المشاهير أن حديثهم عن القضية الفلسطينية ودفاعهم عنها لن يغير شيئا على أرض الواقع، ولو كان لهم تأثير لتوقفت إسرائيل عن قصف القطاع الذي بدأ هجومه على الدولة العبرية وذلك لعيون ايران ولإحباط الإتفاقيات الإبراهيمية وضرب تسوية الصراع العربي الإسرائيلي.
لقد رأينا من هم أشهر منك في أمريكا وأوروبا يتاجرون بالقضية نفسها لزيادة شهرتهم ولإرضاء الجماهير الغاضبة من المجازر التي تحدث في القطاع.
ستنتهي حرب إسرائيل ضد حماس في النهاية، ونأمل أن تكون آخر حرب بين الشعبين الشقيقين، الإسرائيلي والفلسطيني، ويعيش كلاهما في سلام، لا عداوة تدوم إلى الأبد والتاريخ مليء بالدروس.
من حق حكيم زياش أن يتحدث ليل نهار حول الحرب في غزة، لكن كما نعرف جميعا كل ما ينشره المشاهير على مواقع التواصل هدفه الأول والأساسي هو خدمة شهرتهم، إنها تجارة، المبادئ والقيم والحق هذه أوهام للأسف في الفلسفة العدمية وهي الأقرب إلى الواقع.
إقرأ أيضا:أهمية اعتراف دولة إسرائيل بمغربية الصحراء وتأثيره الدوليفلسطين ليست أهم من المغرب بالنسبة للمغاربة
كل البلدان متساوية وكل الشعوب تستحق أن تحيا وتعيش، لكن من الحماقة أن أدمر بلدي كي يحيا بلدا آخر أحبه، وهذا درس لم تستوعبه غالبية شعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
بالنسبة للمغاربة فلسطين ليست أهم من المغرب، وتدوينة حكيم زياش كانت مسيئة للحكومة المغرب والمغرب عموما، إذ اعتبرته بلدا خائنا.
ما الذي يريده حكيم زياش بالضبط؟ أن نلغي التطبيع مع إسرائيل وكأن السياسة تدار من شلة مراهقين وأطفال؟ أن نرسل الجيش المغربي ليقاتل إلى جانب حركة فلسطينية سرقت حكم قطاع غزة من الحكومة الفلسطينية؟ أن يدخل المغرب في حرب ضد إسرائيل ويخسر كل مكتسباته في قضيته الأولى وهي الصحراء؟
لقد نصح الملك الراحل الحسن الثاني الفلسطينيون والعرب بالتطبيع مع إسرائيل، لكن غالبية جيران إسرائيل يؤمنون بالخرافات الدينية التي تقول أن الله سيقضي على اليهود.
سيقول البعض أن إسرائيل تؤمن بخرافات دينية أخرى تبشرهم بحكم العالم، والجواب واضح، الصهيونية هي منظمة أنشأها ملحدين واليهود عرق وليسوا بالضرورة أتباع الدين اليهودي، والعلمانيين هم الأغلبية في إسرائيل لكن طبيعي في ظل عدوانية العرب ان يتزايد المتطرفين لديهم.
لا مكان للشعارات والعواطف في السياسة
لدى المغرب سياسة خارجية خاصة به، وهو الذي يرفض استعادة العلاقات مع ايران رغم عودة العلاقات الخليجية مع الدولة الفارسية.
إقرأ أيضا:مميزات البطاقة الخضراء الأمريكية وامكانيات الجرين كارد Green Cardوينظر المغرب إلى العلاقات مع الدول الأخرى من خلال منظار الإعتراف بالصحراء المغربية، هذه قضيته الأولى وهي مشكلة معقدة لا تزال مستمرة وإن كانت المملكة قد حققت فيها تقدما مذهلا بعهد الملك محمد السادس.
مثل بقية دول العالم يأمل المغرب في إيقاف الحرب، لكن أطراف النزاع يرفضون ذلك، ما زالت حماس تحتجز الرهائن وما زالت إسرائيل مصرة على استعادتهم والقضاء على الحركة.
ترى حماس أنه ليس من مصلحتها تسليم الرهائن لأن ذلك يعني أن إسرائيل ستقضي على بقية عناصرها، وترى إسرائيل مصلحتها في استمرار الحرب لاستعادة الرهائن والقضاء على الحركة.
وليس من مصلحة المغرب ولا غيره من الدول التدخل عسكريا في هذه الحرب، حتى الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد أن تتدخل هي في الحرب او تتوسع لهذا أرسلت بوارجها العسكرية للمنطقة.
وهكذا ترى ايران أنه ليس من مصلحتها الصدام مع إسرائيل وكذلك إلتزمت روسيا الغارقة في أوكرانيا بالحياد ومعها بشار الأسد في سوريا، والصين هي الأخرى لا تريد أن تكون طرفا في الصراع.
المصالح هي التي تهدد السياسة الخارجية للدول والصداقات والتحالفات، أما الشعارات التي صدعنا بها أمثال حكيم زياش لا تغني ولا تسمن من جوع.
خرجات المشاهير الإعلامية نقودها المصلحة
لماذا لا يتحدث زياش وأمثاله عن مجازر السودان وبورما واضطهاد المسلمين في الصين؟ أم أن غزة هي الوحيدة التي تتألم في العالم؟
إقرأ أيضا:من الوباء إلى أزمات الغذاء والطاقة: انهيار الحضارة أمر سهلالجواب يا سادة واضح، حرب قطاع غزة هي التريند الأول عالميا، وهي القضية التي صنعت الكثير من المشاهير ولا تزال يستخدمها البعض ليحصل على رضا القطيع والجماهير.
في العالم العربي، أنشر صورتك وأنت في الحرم المكي أو منشورا تهاجم فيه إسرائيل، وستحصل على رضا الجماهير وتبريرات لك في حال أقدمت على ارتكاب خطيئة في نظرهم.
وهؤلاء هم عبيد الشهرة، نادرا ما نجد فيهم شخصا يتحدث بلسانه ويقول رأيه الحقيقي، كل تحركاتهم على رقعة الحياة تصب في صالح كسب ود القطيع.
إقرأ أيضا:
دليل شامل حول إنجازات الملك محمد السادس خلال 25 عام
لماذا أراد الملك الحسن الثاني انضمام اسرائيل للجامعة العربية؟
مميزات قمر التجسس الإسرائيلي Ofek-13 وأهميته لمخابرات المغرب
كيف يمكن منع الهجرة الى سبتة ومليلية؟
أجر نيكي ميناج وتكلفة حفلها الإستعراضي في مهرجان موازين
من يمول مهرجان موازين وهل جمعية مغرب الثقافات حكومية؟