صورة تم توليدها باستخدام الذكاء الإصطناعي
تقترب حرب غزة التي أشعلتها حركة حماس الفلسطينية من اكمال عامها الأول، وهي أعنف حرب بين الجانبين، وقد انهارت الثقة تماما بين الحركة الفلسطينية وحكومة إسرائيل.
ورغم أن الحرب محصورة في رقعة صغيرة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلا أنها تسببت في زلزال سياسي واجتماعي ضخم، وسيكون لها تداعيات خطيرة على الجميع.
كيف تهدد حرب غزة الجميع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟ تابع القراءة لتعرف الجواب.
حرب غزة تؤثر سلبا على تدفق الإستثمارات
تسعى دول الشرق الأوسط خصوصا دول الخليج ومصر والأردن إلى جلب الإستثمارات الخارجية وتنويع اقتصاداتها، كذلك الأكر بالنسبة للبنان والعراق وبقية الدول رغم اختلاف الظروف.
وتسعى سوريا إلى الإعمار والعودة إلى المجتمع الدولي وهو ما عملت عليه الإمارات والسعودية التي أعادت البلد الشرق الأوسطي إلى الجامعة العربية.
تراجعت عائدات الإكتتابات العامة بالمنطقة 51% إلى 10.7 مليار دولار في 2023، كما تراجعت الإستثمارات في الشركات الناشئة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا 12% خلال يناير 2024.
ورغم أن الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية ارتفع 5.6% إلى 2.53 مليار دولار في الربع الأول من 2024، وهناك بعض المؤشرات الإيجابية إلا أنها تبقى أقل من المتوقع بسبب حرب غزة.
تفضل حاليا أموال المستثمرين التدفق على الدول الآمنة والمستقرة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا وخصوصا الأنظمة الملكية وتتجنب الجمهوريات التي قد تشهد اضطرابات شعبية بسبب الحرب في غزة.
إقرأ أيضا:تجربة مسلم بوذي جمع بين الإسلام والفلسفة البوذيةالتطرف الديني يرتفع بفضل حرب غزة
يهدد التطرف الديني الإسلامي الدول العربية قبل غيرها، ويتزايد الخطاب الذي يخون الحكومات العربية والجيوش المحلية ويعتبرها خائنة لقضية إسلامية.
ومع تزايد تبني هذا الخطاب من رجال الدين في بعض الدول التي توجد فيها حرية تعبير أوسع مثل الأردن والمغرب وتونس، وأيضا وجود عدد من المتطرفين في ألمانيا ودول أوروبية يحرضون منها على الحكومات، يتزايد التطرف الديني.
رأينا في مصر عمليات إرهابية استهدفت سياح إسرائيليين ورجل أعمال إسرائيلي، ويمكن أن نرى أعمال شغب وربما عنف ضد الشرطة والجيش في الدول المحيطة بفلسطين وإسرائيل.
وتذكرنا هذه الظروف بما بعد غزو العراق وأيضا قبل الثورات العربية حيث ظهر داعش الذي يطبق النهج السلفي الجهادي بالحرف.
حذرت العديد من التقارير الأمنية الوطنية والدولية من موجة إرهاب قد تشهدها دول المنطقة بسبب تصاعد التطرف الديني واتهام الحكومات بأنها خيانة.
الحرب يمكن أن تتوسع لتشمل دولا إضافية
حاليا الحرب بين إسرائيل وغزة يشارك فيها حزب الله اللبناني بشكل محدود في جنوب لبنان إضافة إلى الحوثيين الذين يهاجمون السفن التجارية في البحر الأحمر، كما أن الحشد الشعبي وعدد من الحركات الشيعية تهاجم إسرائيل.
ويمكن أن تندلع حربا أكبر في الشرق الأوسط لتشمل بذلك لبنان والعراق وسوريا وايران وتجر المنطقة إلى ما لا يحمد عقباه.
إقرأ أيضا:لماذا لا يقتل الملك خصمه الملك في الشطرنج؟ويشكل هذا تهديدا مباشرا للقوى الأخرى بما فيها السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وبقية الدول خصوصا تلك التي تستضيف القواعد العسكرية الأمريكية.
قد تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية في أي حرب موسعة بالمنطقة للدفاع عن إسرائيل وكذلك بريطانيا وفرنسا، ما سيدخل المنطقة في فوضى أكبر.
ومن المعلوم أن السودان يشهد حربا أهلية إضافة إلى انقسام ليبيا، وأيضا السياسة العنيدة التي تنهجها تونس اتجاه المجتمع الدولي، وهناك داعش والحركات الإسلامية المتطرفة التي تهدد مصر والجزائر وموريتانيا وشمال افريقيا.
تعطيل الممر الاقتصادي الهندي الأوروبي
تطمح دول الشرق الأوسط للعب دور الممر التجاري بين الهند التي تشكل مصنع العالم الجديد مع توجه الغرب للتخلي عن الصين، وأوروبا التي تسعى مع صعود اليمين المتطرف للإبتعاد أكثر عن الاقتصاد الصيني.
وتقود السعودية والإمارات هذه المبادرات لهذا فإن الدولتين إلى جانب الأردن وإسرائيل ومصر ستلعب دورا محوريا في التجارية الهندية الأوروبية.
وتسعى السعودية ودول المنطقة إلى استقطاب المصانع التي تنسحب من الصين إلى دول قريبة من أوروبا، وقد نجح المغرب في استقطاب مصانع السيارات والطائرات وتتنافس معه دول الخليج والجزائر أيضا.
كل هذه الجهود مهددة في حال اندلاع حرب كبيرة بالمنطقة أو أدى التطرف الديني إلى لجوء الشعوب مجددا نحو الشوارع وهذه المرة بسبب القضية الفلسطينية.
إقرأ أيضا:روسيا تؤيد الضربات الإسرائيلية على سوريا لطرد ايرانتفقير شعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
تؤثر الحروب على الإستثمارات التي تتدفق إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ويمكن أن تسحب الشركات استثماراتها ومصانعها في هذه الدول بسبب البيئة الصعبة.
ومن المعلوم أن دول المنطقة تتسابق على استقطاب مصانع السيارات والطائرات وتصنيع مختلف الآلات والمنتجات وكذلك تطوير قطاعاتها الفلاحية والخدماتية.
حرب غزة وقبلها الحروب الأهلية في المنطقة تصب كلها في اتجاه واحد وهو تفقير شعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وابقائها في وضع سيء.
إقرأ أيضا:
كيف تهدد حرب غزة رؤية السعودية لشرق أوسط أفضل؟
كل ما نعرفه عن انسحاب شركات التكنولوجيا من إسرائيل
من هو صديق اسرائيل؟ دونالد ترامب أم جو بايدن؟
حرب السودان أسوأ من حرب غزة لكن الهوى غلاب
حرب غزة ليست الأسوأ في التاريخ الإسلامي
مستقبل التطبيع العربي الإسرائيلي بعد حرب غزة