هناك فرق جوهري وكبير بين الرئيس الحالي جو بايدن، ونظيره الرئيس السابق دونالد ترامب، لكن أي منهما صديق اسرائيل الحقيقي؟
كلاهما يدافع عن إسرائيل بالطبع، لكن منهجية الحزبين والآلية مختلفة، وكلاهما يمثلان الولايات المتحدة الأمريكية التي تبحث عن نهاية حقيقية للصراع الفلسطيني والإسرائيلي والتركيز على الصراع مع الصين.
الدولة العميقة الأمريكية لديها رؤية
لدى الدولة العميقة الأمريكية قناعة بأن الإستثمار في حروب الشرق الأوسط عبث ومضيعة للوقت والموارد، لهذا فهي تشجع مبادرات السعودية والإمارات والأردن ولاعبين آخرين لتحويل المنطقة إلى أوروبا جديدة.
بعد وقت طويل من الحروب الوطنية والطائفية والحزبية، ستصبح منطقة الشرق الأوسط أوروبا الجديدة، حيث الدول تتنافس اقتصاديا وتقيم مشاريع شراكات ضخمة في مجال الطاقة المتجددة وحل مشكلة التغير المناخي التي تهدد المنطقة أكثر من أوروبا ودول أخرى.
والإزدهار في الشرق الأوسط سيعود بالفائدة على أوروبا والغرب، حيث هو الحل الأفضل للقضاء على الهجرة السرية كما أن القارة الأوروبية ستحصل على الطاقة المتجددة وتستفيد من شمس وحرارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
جو بايدن اليساري الفلسطيني
في المناظرة التي نظمتها سي ان ان، اتهم دونالد ترامب نظيره جو بايدن بأنه فلسطيني، خصوصا وأن سياساته متساهلة وهي التي أدت إلى تجرؤ حماس على ضرب إسرائيل.
ومعروف عن الحزب الديمقراطي الأمريكي اجمالا أنه الأكثر نشاطا في انهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتعد اتفاقية أو معاهدة أوسلو التي تمت في عهد الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون دليلا على ذلك.
إقرأ أيضا:ماذا بعد انسحاب روسيا من المحطة الفضائية الدولية؟لا يعترف الحزب الديمقراطي بأن القدس عاصمة لإسرائيل، وقد سعى إلى تبني حل الدولتين وتقسيم القدس إلى شرقية للفلسطينيين وغربية للإسرائيليين.
وقد سار على هذا الدرب الرئيس السابق باراك أوباما وكذلك جو بايدن الذي يؤيد الإعتراف بالدولة الفلسطينية ويدعم حل الدولتين.
هذا لا يعني أن الحزب الديمقراطي الأمريكي عدو إسرائيل، لكنه ليس الحزب الأفضل للإسرائيليين حيث يرون أنه ديبلوماسي أكثر وهو الحزب المسؤول أيضا عن عقد الاتفاق النووي مع ايران وانهاء الحصار عنها في عام 2015 بعده الرئيس باراك أوباما.
دونالد ترامب اليميني الإسرائيلي
في المقابل نجد دونالد ترامب مدافع شرس عن مصالح إسرائيل، وقد انسحب من الإتفاق النووي وشدد من الحصار على ايران مجددا.
وفيما تجنب الرئيس السابق اشعال حرب ضد الجمهورية الإسلامية الشيعية في ايران، فقد كان مستعدا أكثر لدعم جهود إسرائيل لضرب البرنامج النووي.
وتميل الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية إلى الحزب الجمهوري الذي يؤمن بضرورة استئصال شر ايران في الشرق الأوسط لأنه لا يهدد إسرائيل فحسب بل جيرانها العرب.
ولم تنتهي فترة حكم ترامب إلا وقد نجح في الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وشجع التطبيع مع الحكومات العربية وهو ما تم بالفعل، حيث انضمت الإمارات والبحرين والمغرب والسودان إلى الدول المطبعة وعلى رأسها مصر والأردن وحكومة الضفة الغربية الفلسطينية.
إقرأ أيضا:بنيامين نتنياهو: لاعب الشطرنج الذي دمر الأغبياء المتهورينويعتبر الجمهوري دونالد ترامب اقامة دولة فلسطينية فكرة فظيعة وسيئة بعد هجوم 7 أكتوبر الكارثي.
ضرورة تدمير حركة حماس
يتفق جو بايدن ودونالد ترامب وبالتالي الحزبين الديمقراطي والجمهوري على ضرورة تدمير حركة حماس التي تم تصنيفها على أنها حركة إرهابية.
إقرأ أيضا:هل يحقق الرد على ضرب إيران لإسرائيل حلم العرب الأقحاح؟هجوم 7 أكتوبر 2023 أظهر لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والعالم أن الحركة الإسلامية لا تحترم الإتفاقيات وأنها لن تدخر أي جهد أو إمكانية لتدمير الدولة العبرية.
نوايا حماس الخطيرة تجاوزتها الدول العربية الجارة التي كانت تدافع من قبل عن اقتلاع إسرائيل من المنطقة، واضطرت في النهاية إلى تقبل وجودها والعمل معها.
أصبح واضحا أن هناك توافق للتخلص من حركة حماس، وهناك دول عربية تتبنى الرأي نفسه، خصوصا وأنها حظرت جماعة الإخوان وتعتبرها حركة إرهابية، وقد تصبح الحركة في النهاية حزبا مسالمة كما حدث مع حركة فتح.
إقرأ أيضا:
لماذا أراد الملك الحسن الثاني انضمام اسرائيل للجامعة العربية؟
هذه آخر حرب بين فلسطين واسرائيل في التاريخ وهذه نهايتها
كوسوفو الإسلامية: القدس عاصمة اسرائيل ولا نعترف بفلسطين
لماذا تدعم ايرلندا انشاء دولة فلسطين وتعادي اسرائيل؟