كل التطورات التقنية السابقة كانت تمهد لعصر ميتافيرس أو الجيل الثالث من الويب، وقد لعبت ألعاب الفيديو دورا محوريا في تهيئة الأجيل الناشئة لهذه المرحلة.
ربما قد يقاوم كبار السن هذا التطور وقد يموت بعضهم قبل رؤية هذا التحول الهائل الذي سيؤثر على كل شيء، لكن الأطفال والمراهقين هم أساس التقنية، وانظر مثلا إلى اقبالهم على تيك توك لقد جعله تطبيقا تنافسيا قويا ووضع فيسبوك وتطبيقاته في خطر.
وتعد لعبة فورت نايت من أبرز الألعاب التي حاولت تطبيق ميتافيرس بشكل أوضح، حيث نظمت أكثر من حفل افتراضي عند إطلاق نسخة جديدة، وكان أشهرها حفل ترافيس سكوت الذي كان يغني على مرأى جميع اللاعبين في الوقت الفعلي، وكذلك فعلت أريانا غراندي في حفلها الإفتراضي الأخير.
ولدى هذه اللعبة 114 مليون مستخدم حول العالم، وهي منافسة ببجي موبايل وفري فاير، حيث تدور المعركة على الفوز لمن يبقى ضمن 100 لاعب يعملون على تصفية بعضهم البعض من أجل البقاء.
وعملت الشركة المطورة على جلب بعض الأفكار جنونا إلى اللعبة مثل سهولة بناء المنازل وجدران الحماية والتنقل في بيئات متغيرة تبدو واقعية أحيانا وتارة أخرى من الخيال العلمي.
لكن ما حققته هذه اللعبة ليس إلا القليل بالنسبة لعنوانين آخرين مهمين على الساحة، ألا وهما روبلوكس وماين كرافت، والأخيرة هي لعبة تطورها مايكروسوفت.
إقرأ أيضا:لماذا قررت جوجل إيقاف إعلانات يوتيوب الطويلة اعتبارا من 2018؟في كلتا اللعبتين أنت تبني عالمك الخاص والعناصر ولا وجود للنهاية، ويمكنك مشاركة ما تصنعه ويستخدمه آخرين، وكلاهما يتطلبان اتصال الإنترنت.
هناك أكثر من 43 مليون مستخدم يومي لمنصة روبلوكس منها 9.5 مليون مطور حققوا 328 مليون دولار من تطوير الألعاب المصغرة في المنصة، وهي تتضمن 40 مليون لعبة والعدد في تزايد.
وحسب الأرقام التي حصلنا عليها حديثا وجدنا أن 67% من اللاعبين هم بسن أقل من 16 عاما، ويستخدمها شهريا 202 مليون مستخدم أغلبهم من القاصرين، وفقط 28% يعيشون في كندا والولايات المتحدة الأمريكية وهي من أشهر العناوين في العالم العربي.
هذه اللعبة أكدت للقاصرين أنه يمكنهم كسب المال من خلال البناء الرقمي لألعاب افتراضية ومن أنشطة في العالم الرقمي الذي يعيشون به.
واحدة من أشهر ألعاب روبلوكس هي Work at a Pizza Place والتي تحظى بأكثر من 3 مليارات زيارة، وكل لعبة هي بمثابة سيناريو أو قصة للعيش في العالم الرقمي.
ونجد أن 72 في المئة من مستخدمي المنصة هم من الهواتف الذكية وهي الأجهزة التي يستخدمها غالبا القاصرين والمراهقين.
ثم نأتي للعبة ماين كرافت والقائمة على العالم المفتوح، وهي التي طورها Mojang Studios واستحوذت عليها مايكروسوفت بقيمة 2.5 مليار دولار في عام 2014.
وهناك نسخة مدفوعة منها تباع في متاجر الألعاب والتي حققت منها الشركة حاليا 3 مليار دولار على الأقل، وتأتي 30 في المئة من عائداتها من الموبايل.
إقرأ أيضا:4 أسباب خلف استحواذ وول مارت على Flipkartربما قد لا يعجبك تصميم اللعبة، لكنها من أنجح ألعاب الفيديو في التاريخ إلى يومنا هذا، حيث يستخدمها 130 مليون مستخدم نشيط شهريا، وتم تنزيلها في الصين أكثر من 400 مليون مرة، وحققت 450 مليون دولار للشركة خلال 2020.
تبيع الشركة في المتوسط اللعبة بحوالي 15 دولار لكن أطلقت نسخة مجانية وتوسعت في الموبايل وهي تبحث عن طرق أخرى لكسب المال منها وخطتها ناجحة حتى الآن.
هذه العناوين الثلاثة لوحدها استطاعت استقطاب الملايين من المستخدمين أغلبهم مراهقين وقاصرين، وقد وجدوا فيها حياتهم الرقمية.
ولا ننسى أيضا لعبة سكند لايف Second Life التي استقطب 70 مليون مستخدم منهم 200 ألف مستخدم يوميا، وحقق مطوروها 80 مليون دولار في آخر عام، وهي من الألعاب التي تشرح لكل شخص منا انه يمكن ان تكون لديه حياة ثانية مختلفة عن حياته الواقعية.
إقرأ أيضا:سوق أسوبي: شراء وبيع الألعاب والموسيقى بواسطة Asobi Coin وحماية الناشرين من القرصنةمعظمنا لعب أيضا بألعاب محاكي الشاحنات والحافلات وقيادة التاكسي ونقل الناس والسلع، وهناك ألعاب محاكي مفتوحة يمكن لكل شخص بناء عالمه الخاص فيها.
صحيح أن ميتافيرس التي نتجه إليها أعمق من مجرد لعبة تعيش فيها وضعا مختلفا عن وضعك الحقيقي، وهي ستكون أكثر تأثيرا بحضور أجهزة الواقع الإفتراضي والواقع المعزز، لكن هذه الألعاب نجحت في التمهيد للمستقبل وهي جزء من التطورات التي تضعنا على الطريق إلى مستقبل سيكون فيه لكل شخص منا حياتين على الأقل.
ميتافيرس مايكروسوفت وتغيير العمل عن بعد
حقائق حول ميتافيرس Metaverse وما يجب معرفته
حقيقة تغيير اسم فيس بوك ومستقبل التواصل الإجتماعي
الجانب المظلم من فيس بوك ولعنة دماء الأبرياء