تستفيد أمازون من المعلومات المضللة المرتبطة بأكاذيب فيروس كورونا و QAnon، نظرية المؤامرة التي تتبناها مئات الكتب التي تم بيعها في السوق العالمية عبر الإنترنت لشركة التجارة الإلكترونية العملاقة.
عبر مواقع الشركة الأوروبية والأمريكية المتعددة، هناك أكثر من 80 عنوانًا تقدم مزاعم بأن الوباء المستمر هو خدعة، وأن اللقاحات ضارة وأنه يجب على الأشخاص توخي الحذر من عمليات الإغلاق العامة، غالبًا ما يتم الترويج لها بواسطة خوارزميات أمازون الخاصة لإغراء الناس بشراء كتب مليئة بالمؤامرات.
ما يقرب من 100 كتاب مرتبط بحركة QAnon – أو ادعاءات غير مثبتة بوجود ما يسمى بمؤامرة الدولة العميقة لتقويض رئاسة دونالد ترامب – متاحة أيضًا بسهولة في سوق أمازون عبر الإنترنت، بعدة لغات بناءً على الأبحاث الجديدة.
غالبًا ما حظيت هذه العناوين بآلاف المراجعات الإيجابية التي يمتدح فيها العملاء نظريات المؤامرة التي تقول إن بيل غيتس وأنجيلا ميركل وقادة عالميين آخرين يستخدمون الوباء المستمر لتقويض حريات الناس لتحقيق مكاسبهم الخاصة.
يتم تضمين العديد من الكتب في خدمات الاشتراك في خدمات الكتب الإلكترونية من أمازون، والتي تتيح للأشخاص قراءة مجموعة مختارة من الكتب الإلكترونية والكتب الصوتية والاستماع إليها مقابل رسوم شهرية.
قام عمالقة وسائل الإعلام الاجتماعية الأخرى مثل فيس بوك وجوجل ويوتيوب بحظر محتوى QAnon من شبكاتهم، ويرجع ذلك جزئيًا إلى ارتباطه بالعنف في العالم الحقيقي.
إقرأ أيضا:التحدي التالي أمام خمسات و Fiverr و مواقع الخدمات المصغرةفرضت هذه المنصات قيودًا على المعلومات المضللة حول فيروس Covid-19، بما في ذلك حظر فيس بوك للإعلانات المضادة للقاحات وغيرها من المحتويات المشبوهة من شبكتها العالمية.
في أمازون، يتم نشر العديد من كتب Covid-19 و QAnon ذاتيًا أو يتم الترويج لها من قبل دور النشر الصغيرة، ثم يتم طباعتها وبيعها من خلال قسم النشر الخاص بالشركة.
عادةً ما يأخذ عملاق التجارة الإلكترونية ما لا يقل عن ثلث سعر الكتب الإلكترونية، في حين أنه يحصل على حوالي 15 بالمائة عندما يشتري الناس الكتب التقليدية، وفقًا لسياسات الشركة.
لم تستطع صحيفة بوليتيكو تحديد مقدار الأموال التي حققتها شركة التكنولوجيا الأمريكية العملاقة من خلال بيع هذه الكتب الرقمية والتقليدية، على الرغم من أنه من المحتمل أن تكون مجرد جزء بسيط من إيراداتها السنوية من الكتب وهو رقم لن يضر أمازون ماليا.
لكن العديد من عناوين نظرية المؤامرة، بما في ذلك “اللقاحات خطرة – ولا تعمل” بقلم فيرنون كولمان، وهو مؤثر معروف في مكافحة اللقاح، هي الأكثر مبيعًا في العديد من فئات كتب الصحة والسياسة والطب البديل على أمازون، وفقًا لتحليل بوليتيكو.
قال كيران أوكونور، الباحث في المعلومات المضللة في معهد الحوار الاستراتيجي، وهو مركز أبحاث في لندن يتتبع المواد المتطرفة عبر الإنترنت: “أمازون تقصر في السماح للناس بالترويج لنظريات المؤامرة هذه”.
إقرأ أيضا:لماذا يدفع اليوم السابع مصر نحو فرض ضرائب على إعلانات جوجل وفيس بوك؟إنه “يوفر للمؤثرين عبر الإنترنت بنية تحتية لاستثمار المحتوى والمواد المرتبطة مباشرة بالمعلومات المضللة”.
تتواجد كتب ديفيد آيك أيقونة نظرية المؤامرة الذي زعم أنه ابن الله، والذي أصدر خلال أغسطس الماضي كتابا جديدا له اسمه “الجواب” تطرق فيه إلى المزيد من المعلومات حول المؤامرة التي تحاك ضد البشرية.
رداً على ذلك قالت أمازون إنها مثل بائعي الكتب الآخرين، تقدم للعملاء عناوين من مجموعة متنوعة من وجهات النظر، وسياسات المحتوى الخاصة بها تملي ما يمكن بيعه في سوقها عبر الإنترنت.
يحظر عملاق التكنولوجيا المحتوى المقرصنة والسلع المزيفة على منصته، لكن ليس لديه قواعد محددة مرتبطة بالتضليل أو نظريات المؤامرة.
إقرأ أيضا:حساب الوقت الذي تقضيه على فيس بوك و انستقرام والتقليل من الإدمان عليهماقامت الشركة أيضًا بإزالة العديد من كتب المؤامرة QAnon و Covid-19 من مواقعها في الأشهر الأخيرة، وهو ما يعني أنها بدأت تتفهم أنه ينبغي عليها لعب دور رقابة أكبر.
منذ الصيف، شهدت Spotify و Soundcloud وغيرهما من خدمات البث الصوتي زيادة ملحوظة في بث بودكاست المؤامرة.
وإلى الآن نجحت هذه النظريات في الإنتشار على نطاق واسع، رغم أنها في الواقع قد تعيق عمليات التطعيم وعدد من الإجراءات التي من شأنها أن تحافظ على السلم الإجتماعي.
ديفيد آيك: أيقونة نظرية المؤامرة الذي زعم أنه ابن الله
قصة كيو أنون: نصرة دونالد ترامب بنظرية المؤامرة
هلاك المؤمنين بنظرية المؤامرة على يد أزمة فيروس كورونا
كيف يمكن لموقع يوتيوب قمع قنوات نظرية المؤامرة ببساطة؟
أمونج اس والدجال والماسونية ونظرية المؤامرة
