عندما استحوذ فيس بوك قبل سنوات على واتساب في 19 فبراير 2014، في صفقة وصلت قيمتها إلى 21 مليار دولار، حينها انتهت الخصوصية العالية التي يتباهى بها التطبيق الأخضر.
وليس من المعقول أن تنفق الشركة الأمريكية هذا المبلغ، دون أن تسعى لتحقيق الأرباح من ذلك ولو بعد حين، لذا فكل الوعود التي سمعناها من مارك زوكربيرغ ومؤسسي واتساب مجرد أكاذيب.
تحديث سياسة خصوصية واتساب 2022 الجديدة ستدخل حيز التنفيذ في 8 فبراير القادم، وهذا مع اقتراب ذكرى الإستحواذ عليه.
الوضع مختلف عن فبراير 2014، حينها كان تطبيق الدردشة مستقل تماما ولا يعرض إعلانات وشعارا للخصوصية العالية، لكن هذا أصبح من الماضي الآن.
أما الآن فمؤسسي التطبيق غادروا مجلس إدارة فيس بوك بعد أن استوعبوا أنهم لم يبيعوا التطبيق لفيس بوك بل أيضا المستخدمين وخصوصيتهم.
والجديد أنك ستتلقى تنبيها من التطبيق يطلعك على سياسة الخصوصية الجديدة والتي تتضمن ربط واتساب مع فيس بوك، في خطوة لطالما عارضها المنظمون في الإتحاد الأوروبي وحذر منها المراقبون حول العالم.
حتى المنظمون في الولايات المتحدة الأمريكية ندموا عندما وافقوا على صفقة الإستحواذ هذه، وكذلك قبلها انستقرام الذي أصبح وحشا عملاقا هو الآخر، لذا نسمع بين الفينة والأخرى مبادرات للفصل بين الخدمات الثلاثة في شركات مستقلة.
إقرأ أيضا:آشلي ماديسون: ازدهار الخيانة الزوجية في زمن كوروناالرسالة التي ستتلقاها تتضمن الموافقة أو الرفض، فإذا وافقت فستستمر في استخدام الخدمة، أما إذا رفضت فستجد نفسك بحلول 8 فبراير ممنوعا من استخدام واتساب.
وبموجب السياسة الجديدة تجمع عنك فيس بوك معلومات كثيرة تلقائيا من استخدامك لواتساب، لهذا لا تتعجب إذا اشتركت مثلا في مجموعة للتجارة الإلكترونية، أن تجد بالإعلانات على فيس بوك ما هو ذات صلة بذلك الموضوع.
ولا تستغرب أيضا إذا تواصلت مع شركة معينة أو نشاطا تجاريا محددا على واتساب أن يظهر لك إعلانه على فيس بوك أو اعلانا لبعض منافسيه.
وإليك ما الذي جاء في المادة الأكثر اثارة للجدل:
“نجمع معلومات حول نشاطك على خدماتنا، مثل المعلومات المتعلقة بالخدمة والتشخيص والأداء، ويتضمن ذلك معلومات حول نشاطك (بما في ذلك كيفية استخدامك لخدماتنا وإعدادات خدماتك وكيفية تفاعلك مع الآخرين باستخدام خدماتنا (بما في ذلك عندما تتفاعل مع شركة)، ووقت وتكرار ومدة أنشطتك وتفاعلاتك)، وملفات السجل، وسجلات وتقارير التشخيص والأعطال وموقع الويب والأداء، ويتضمن هذا أيضًا معلومات حول وقت التسجيل لاستخدام الخدمات، الميزات التي تستخدمها مثل الرسائل، والمكالمات، والحالة، والمجموعات (بما في ذلك اسم المجموعة، وصورة المجموعة، ووصف المجموعة)، والمدفوعات أو ميزات العمل، صورة الملف الشخصي، معلومات “حول”، سواء كنت متصلاً بالإنترنت، آخر مرة استخدمت فيها الخدمات (“آخر ظهور لك”)، ووقت آخر تحديث لمعلوماتك “حول”.
إقرأ أيضا:أدوات يوتيوب لمكافحة مقاطع التضليل والأخبار المزيفةونعم هي معلومات كثيرة ومهمة عنك، يجمعها التطبيق وسيرسلها للشركة وهي التي ستستخدمها في مقارنة تواجدك على فيس بوك وانستقرام والخدمات الأخرى.
وتستخدم أيضا لفهم سلوكيات المستخدمين حسب الأعمار والبلدان واللغات على مختلف هذه التطبيقات، ما سيساعد الشركة على ابتكار المميزات التي تبقيك على خدماتها.
إقرأ أيضا:خطة مايكروسوفت لمحاربة الأخبار المزيفةرفضك لهذه السياسة يعني أنه يجب عليك أن تنتقل نحو تطبيق آخر، ومن أبرز أفضل التطبيقات التي ننصح بها في شبكة حصريات الإخباري هو تيليجرام، التطبيق الذي يمكنك متابعتنا عليه والتراسل مع الأصدقاء بسهولة.
وتراجعت أهمية واتساب بالنسبة للمدافعين عن خصوصية المستخدمين وأمن البيانات منذ سنوات طويلة، وما زاد الطين بلة أنه عان من ثغرات أمنية استغلتها برمجيات خبيثة وأشهرها الإسرائيلية التي استخدمت لاختراق أجهزة السياسيين والناشطين والتجسس عليهم من قبل الأنظمة القمعية.
طرق ربح المال من واتساب وكسب آلاف الدولارات
نهاية واتساب الذهبي وبداية سقوط النسخ المعدلة من Whatsapp
أسباب انقطاع فيس بوك واتساب انستقرام من حين لآخر
تجسس مخابرات اسرائيل على مستخدمي واتساب وكيف تحمي هاتفك