تستمر الضربات الإسرائيلية في استهداف القوات الإيرانية وحلفائها من المليشيات الشيعية في دمشق وأجزاء مختلفة من روسيا ومنها حلب.
وكانت روسيا قد نشرت نظام الدفاع الجوي S-400 الأكثر تقدما في سوريا قبل سنوات، ولكن لا يبدو أن السلاح المتطور يعمل ضد الطائرات الإسرائيلية ثم سحبته بعد اندلاع حرب أوكرانيا لحاجتها إلى الأسلحة وتضررها العسكري من العقوبات الأمريكية.
ولم يعد سرا أن روسيا تغض الطرف عن الضربات الإسرائيلية على سوريا، وهي تسمح لتل أبيب بتوجيه هذه الضربات في أي وقت يستدعي الأمر ذلك.
في العامين الأخيرين هاجمت الطائرات الحربية الإسرائيلية مجمع الحاويات في ميناء اللاذقية، في جزء من سوريا حيث تحتفظ روسيا بقاعدتها البحرية الرئيسية، إضافة إلى العشرات من الضرابات الموجهة إلى مواقع عسكرية إيرانية في دمشق ومناطق أخرى كثيرة.
الضربة الأخيرة كانت خطيرة، حيث استهدفت القوات الجوية الإسرائيلية القنصلية الإيرانية في دمشق، وهو ما نتج عنه مقتل قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان محمد رضا زاهدي، إضافة إلى عدد من القادة والشخصيات الإيرانية المهمة.
وتؤكد تل أبيب أن الوجود الإيراني في سوريا غير مسموح به، وهي لن تسمح بنقل الأسلحة إلى حزب الله اللبناني، أو بناء حزب عسكري مسلح جديد على حدودها مع سوريا.
ويحدث هذا في ظل موافقة روسية واضحة، وهي التي تسمع بالطيران الإسرائيلي بالدخول إلى الأجواء السورية وتوجيه الضربات العسكرية ضد الأهداف المحددة.
إقرأ أيضا:توقعات: مجاعة عالمية قادمة في هذا التوقيتانتشرت القواعد العسكرية الروسية في جميع أنحاء سوريا منذ عام 2015 عندما تدخل الرئيس فلاديمير بوتين لإنقاذ نظام الأسد من خسارة الحرب الأهلية في البلاد. وبينما يتم استخدام أنظمة الدفاع الجوي الروسية في بعض أجزاء البلاد، لا تزال إسرائيل تتمتع بدرجة كبيرة من حرية العمل في الأجواء السورية.
ولم يتغير هذا بالرغم من حرب غزة الذي استثمرته روسيا للتسويق لنفسها على أنها هي والصين مع فلسطين والعرب بدون أن يكون لهم أثر حقيقي في مجلس الأمن أو القرارات الدولية.
ويعول الداعمون لحماس ومحور المقاومة كما يسمي نفسه على التدخل الإيراني والروسي وتغير الموقف المصري من أجل انقاذ حماس التي تنتمي لمجموعة الاخوان المسلمين وهي حركة إسلامية إرهابية في مصر وعدد من دول الخليج بما فيها السعودية.
وتتجنب ايران أي مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل، فيما الأخيرة تتصرف بشكل جريء للغاية الفترة الأخيرة سواء في جنوب لبنان أو سوريا إضافة إلى انتشار قواتها بقطاع غزة واحكام السيطرة على القطاع الفلسطيني الذي خسرته حماس من خلال هجوم 7 أكتوبر.
في المقابل فإن روسيا غارقة بأوكرانيا وهي التي لم تحقق أهدافها العسكرية المعلنة، بل وصل الناتو إلى السويد وفنلندا ووسع حدوده مع الإتحاد الروسي، وهي بحاجة إلى كل جندي وكل سلاح في حربها هناك ولن تتدخل لدعم حماس أو فلسطين.
إقرأ أيضا:بحث شامل عن تأثير العاصفة الشمسية على الإنسانكان الاتحاد السوفيتي أول دولة تعترف بإسرائيل اعترافا قطعيا بتاريخ 17 مايو 1948، وقد تابع الروس بقلق العدوان العربي على إسرائيل ورفضهم لقرار الأمم المتحدة وطردهم لليهود العرب والأمازيغ.
وليس لدى روسيا مشكلة مع إسرائيل لطرد ايران من سوريا، موقف تتقارب فيه مع الإمارات والسعودية والدول العربية التي تريد طرد القوات الإيرانية من الأراضي السورية.
إقرأ أيضا:فكرة بيع غزة للإمارات والسعودية التي ترفضها ايرانوكان مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، مائير بن شبات مؤخرا، قد أكد أن روسيا تشارك وجهة النظر الإسرائيلية التي تعتبر إيران “قوة مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط” وأن موقف موسكو من إيران أقرب إلى موقف إسرائيل منها.
رغم الخلاف الإسرائيلي الروسي حول أوكرانيا، هناك اتفاق بين البلدين، حول أن ايران وحلفائها يعملون على زعزعة استقرار الشرق الأوسط ويعطلون السلام العربي الإسرائيلي الذي تدعمه روسيا والإتحاد السوفيتي قبلها.
إقرأ أيضا:
هل روسيا تهدد إسرائيل وهل تدعم حماس؟
هروب بوتين إلى سوريا أو هذه الدول بعد هزيمة روسيا في أوكرانيا
أوكرانيا مقبرة مكاسب انتصار روسيا في سوريا
حزب الله الذكي وحركة حماس المتهورة في مواجهة اسرائيل
السياسة الخارجية الإماراتية اتجاه إسرائيل ايران روسيا أمريكا الصين