إنترنت

هل وباء فيروس كورونا مصنع وما حقيقة نظرية المؤامرة؟

لا تزال الشبكات الاجتماعية مثل فيس بوك ومنصات الفيديو مثل يوتيوب تزخر للأسف بالمنشورات والمحتويات التي يحاول فيها ناشريها اثبات أن وباء فيروس كورونا هي مؤامرة عالمية، وهناك من يستغل هذا الكلام لاتهام الماسونية أو جماعات سرية معينة أو حتى شركات وحكومات.

والحقيقة أن هناك أكثر من اتجاه ضمن القول بأن الفيروس مؤامرة عالمية، فهناك من ينطلق من فكرة أن الفيروس مصنع من العلماء وحصلت جهات معينة على براءة اختراعه، وهناك من ينطلق من فكرة أنه مجرد انفلونزا وأن وسائل الإعلام قامت بتوجيه الناس والدول للخوف منه وفرض الحجر الصحي.

هناك أسئلة مختلفة نحاول أن نجيب عنها في هذا المقال المطول والذي نأمل أن يساعد في القضاء على الجهل المنتشر بالويب العربي:

هل وباء فيروس كورونا مصنع؟ ما علاقة فيروس كورونا بنظرية المليار الذهبي؟ هل بيل جيتس وراء فيروس كورونا؟ هل فيروس كورونا مؤامرة لتدمير النظام المالي العالمي؟ حقيقة نظريات مؤامرة أخرى منتشرة؟

  • هل فيروس كورونا مصنع من قبل أحدهم؟

أكدت العديد من التقارير الموثوقة أن الفيروس الجديد ما هو إلا نسخة متطورة من فيروسات كورونا السابقة، وأن أي فيروسات هي مثل بقية الكائنات تتطور هي الأخرى.

وجاء على موقع منظمة الصحة العالمية الشرق الأوسط من هنا العديد من المعلومات المهمة حول الفيروس:

إقرأ أيضا:كم يربح كبار الناشرين من فيس بوك يوتيوب سناب شات وأيضا تويتر؟

فيروس كورونا المستجد هو فيروس حيواني المصدر ينتقل للإنسان عند المخالطة اللصيقة لحيوانات المزرعة أو الحيوانات البرية المصابة بالفيروس. كما ينتقل عند التعامل مع فضلات هذه الحيوانات. ورغم أن المصدر الحيواني هو المصدر الرئيسي الأكثر ترجيحًا لهذه الفاشية، يجب إجراء المزيد من الاستقصاءات لتحديد المصدر الدقيق للفيروس وطريقة سريان

وتنص إرشادات منظمة الصحة العالمية للبلدان والأفراد على احتمالية انتشار المرض بسبب مخالطة الحيوانات أو ملامسة الأغذية الملوثة أو انتقاله من شخص لآخر.

ويتضح الآن وفقًا لأحدث المعلومات أنه يوجد على الأقل شكل من أشكال انتقال المرض بين البشر، ولكن لا يتضح إلى أي مدى. وتُعزز هذه المعلومات حالات العدوى بين العاملين في مجال الرعاية الصحية وبين أفراد الأسرة. كما تتسق هذه المعلومات مع التجارب مع الأمراض التنفسية الأخرى، لا سيّما مع الفاشيات الأخرى لفيروس كورونا.

ووفقًا لما أوضحه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية فإن: “هذه طارئة صحية في الصين، ولكنها لم تصبح طارئة صحية عامة بعد. ومن المحتمل أن تصبح طارئة عالمية. وتقييم المنظمة للمخاطر هو أن الفاشية تُمثِّل خطرًا بالغ الشدة في الصين، وخطرًا شديدًا على الصعيدين الإقليمي والعالمي”.

جواب آخر من موقع منظمة الصحة العالمية، يمكنك الوصول إليه من هنا:

فيروسات كورونا هي فصيلة فيروسات واسعة الانتشار يُعرف أنها تسبب ‏أمراضاً تتراوح من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأشد حدةً، مثل ‏متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (‏MERS‏) ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد ‏الوخيم (السارس). وفيروس كورونا المستجد (‏nCoV‏) هو سلالة جديدة من ‏الفيروس لم يسبق اكتشافها لدى البشر.‏

إقرأ أيضا:ياهو اليابان ستوجه ضربة قوية لشركة أمازون

وفيروسات كورونا حيوانية المنشأ، أي أنها تنتقل بين الحيوانات والبشر. وقد ‏خلصت التحريات المفصلة إلى أن فيروس كورونا المسبب لمرض سارس ‏‏(‏SARS-CoV‏) قد انتقل من قطط الزباد إلى البشر وأن فيروس كورونا ‏المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (‏MERS-CoV‏) قد انتقل من الإبل ‏إلى البشر. وهناك عدة أنواع معروفة من فيروسات كورونا تسري بين ‏الحيوانات دون أن تصيب عدواها البشر حتى الآن. ‏

وتشمل علامات العدوى الشائعة: الأعراض التنفسية والحمى والسعال ‏وضيق النفس وصعوبات التنفس. وفي الحالات الأشد وطأة قد تسبب ‏العدوى الالتهاب الرئوي والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة والفشل الكلوي ‏وحتى الوفاة.‏

وتشمل التوصيات النموذجية لمنع انتشار العدوى غسل اليدين بانتظام ‏وتغطية الفم والأنف عند العطس والسعال، وطهو اللحوم والبيض بشكل ‏كامل. ويتعين كذلك تجنب مخالطة أي شخص تظهر عليه أعراض ‏الأمراض التنفسية كالسعال والعطس.

ظهرت دراسة جديدة في مجلة Nature Medicine، تؤكد أن فيروس كورونا المستجد ليس صناعة بشرية، ومن خلال النظر في التسلسل الجيني للفيروس تأكد بأنه من عائلة كورونا والتطور الذي طرأ عليه كان منطقيا.

وعلى مدار التاريخ ظهرت العديد من الأوبئة التي انتشرت وقتلت أعدادا كبيرة من الناس، ولم تكن بسبب بشري مفتعل، بل إنها إرادة الله في أرضه.

  • ما علاقة فيروس كورونا بنظرية المليار الذهبي؟

تم استخدام هذه النظرية للترويج لخطط غربية من أجل قتل الملايين من شعوب العالم وترك مليار شخص على قيد الحياة للعيش برفاهية.

إقرأ أيضا:خطأ فادح يسبب اغلاق حساب البائع على فايفر Fiverr

وهي في الأصل نظرية تروج لمسألة أن الثراء الموجود في الغرب سببه استغلال خيرات بقية الشعوب، ومهما حاولت بلدان أخرى الإنتاج وتطوير اقتصادها ستظل فقيرة.

تقول النظرية أنه من مصلحة جهات سرية وخصوصا الغرب تطوير فيروسات تقضي على الملايين من الناس، ويبدو الربط بين المليار الذهبي وفيروس كورونا هراء، إذ أن حجم الأضرار البشرية الكبرى من نصيب أوروبا والولايات المتحدة والصين.

تم نفي هذه النظرية وبعض نظريات المؤامرة المرتبطة بها من موقع EUvsDisinfo.

  • هل بيل جيتس وراء فيروس كورونا؟

انتشرت الشائعات والمقالات التي تروج لفكرة أن بيل جيتس وراء هذه الكارثة الإنسانية، وأن واحد من أغنى أغنياء الأرض يتآمرون لتقليل أعداد البشرية.

ويزعم هؤلاء أن منفذ المؤامرة هي مؤسسة بيل وميليندا غايتس Bill & Melinda Gates Foundation، مع العلم أنها تبرعت في الواقع بحوالي 100 مليون دولار لإيجاد اللقاح ولتمويل عملية الحجر الصحي، وحماية السكان المعرضين للخطر في آسيا وأفريقيا.

الأرقام المنتشرة على الشبكات الاجتماعية لحجم التبرع خاطئة، والصحيح ما ذكرته سابقا، ويمكنك التحقق من ذلك الموقع الرسمي للمنظمة.

تشير تلك المنشورات والفيديوهات إلى أن بيل جيتس نظم محاكاة وباء من شأنه أن يقتل 30 مليون شخص في 6 أشهر فقط.

وقد وجدنا بالفعل أنه نظم محاكاة لكنه يفترض أن الوباء الجديد سينطلق من البرازيل من مزرعة خنازير، وهذا ما وجدناه رسميا من هنا.

ركزت المحاكاة على كيفية مواجهة الوباء في حالة تفشيه لأنه من الممكن أن يتفشى الوباء في أي وقت، والتاريخ غني بالأوبئة وكل وباء جديد يأتي يكون أسوأ من السابق، ومن المنطقي أن نشهد مستقبلا وباء أكبر من فيروس كورونا يتمتع بمعدل أعلى للوفيات وربما أسرع في القتل.

لا يمكن حقيقة أن تكون هناك مؤامرة وتنشر فيديوهات اعدادها بشكل رسمي من الجهات المتآمرة على يوتيوب أو أي موقع ويب لتكون معروضة لعامة الناس.

ويمكنك مشاهدة كل فيديوهات المحاكاة والحدث الصحي المهم الذي حضره خبراء ومؤسسات صحية دولية من هنا.

وبالنسبة لمسألة رغبة بيل جيتس في التقليل من عدد سكان العالم فهو لم يقل ذلك، بل أشار إلى تقليل نمو عدد السكان وتطوير الصحة وهو يدافع عن فكرة “الحد من وفيات الرضع من خلال تطوير التطعيم يمكن أن يبطئ النمو السكاني في العالم. ويرى جيتس أن هذا التقدم سيؤدي في النهاية إلى ان ينجب الاهل عددا أقل من الأطفال، إذا علموا أنهم سيعيشون لفترة طويلة وبصحة جيدة، وفي نهاية المطاف هذا من شأنه أن يقلل من نمو سكان العالم وليس العدد”

ويمكنك أن تقرأ المزيد عن أفكاره بهذا الصدد من خلال فوربس، وقد تصادف مقطع فيديو تم قصه من مناظرة كاملة يمكنك مشاهدتها له من هنا.

وبالنسبة لتنبؤه بأن هناك أوبئة كبرى يمكن أن تحدث وتقتل الملايين من الأشخاص، فقد فعل وهذا منطقي للغاية ويمكن أن تحدث مثل فيروس كورونا يتطور ويكون فتاكا مثل الطاعون وأوبئة سابقة منها ما حدث في أزمة الرمادة بعهد الصحابي عمر بن الخطاب، ويمكن أن تكون هجوما ارهابيا من دولة أو مجموعة معينة لكنه مثل الأسلحة النووية خيار انتحاري وهذا ما يبينه الفيديو التالي:

  • هل فيروس كورونا مؤامرة لتدمير النظام المالي العالمي؟

هذه واحدة من أسخف النظريات التي سمعت بها إلى الآن وجزء منها يقصدنا نحن، تقول هذه النظريات أن هناك جهات ما تريد القضاء على النظام المالي الذي نعرفه وتدمير الإقتصاد برمته وهذا من أجل ظهور اقتصاد جديد قد تتزعمه الصين أو تحكم من خلاله “حكومة الظل” العالم، وسيتم فرض عملة جديدة وهناك من يشير إلى عملة بيتكوين وأن وسائل الإعلام والأطراف الذين يدافعون عن العملات الرقمية لديهم يد في ذلك.

أولا: ليس من مصلحة أحد تدمير النظام المالي العالمي برمته، لا الصين ولا أمريكا نفسها ولا أوروبا ولا السعودية أو مصر أو المغرب أو حنى ايران، فسقوطه لا يعني سقوط الدولار الأمريكي فسحب بل كل العملات النقدية التي نتعامل بها والتجارة العالمية وتدمير التبادل التجاري بين البلدان وحجم القروض والديون والمعاملات المالية الكبرى، لكن من مصلحة معظم الدول تطويره وجعل الدولار أقل مكانة وتنويع سلة العملات الموثوقة.

ثانيا: التطوير سيحدث لا محالة، العملات الورقية والمعدنية لن يكون لها وجود في المستقبل، هذه الفكرة أؤمن بها وأدافع عليها، وقد نشهد عملات رقمية وطنية مع العلم أن المعاملات الرقمية في تنامي وقد دخلت تطبيقات الجوال على الخط بقوة ويمكنك ان تقرأ المقالات التالية كي تفهم أكثر هذه القضية:

كيف استفادت بيتكوين والعملات الرقمية من أزمة فيروس كورونا؟

فيروس كورونا يفرض استخدام العملات الرقمية والمعاملات المالية الإلكترونية

هل الماسونية وراء بيتكوين والعملات الرقمية؟

بيتكوين ستنهي هيمنة الدولار الأمريكي على النظام المالي العالمي

قصة الأزمة المالية العالمية 2008 وظهور بيتكوين للتخلي عن الدولار

وجهة نظر دونالد ترامب حول عملة ليبرا والعملات الرقمية

فكرة سقوط بيتكوين إلى 0 دولار وانقراض العملات الرقمية

تاريخ بيتكوين والأزمات يكشف عن مصير العملات الرقمية

كيف تساعد بلوك تشين والعملات الرقمية الفقراء حول العالم

العملات الرقمية لن تختفي لكن بعضها سيموت

ثالثا: الركود الإقتصادي والأزمة المالية الناتجة عن فيروس كورونا كانت ستحدث في كل الأحوال هذا العام أو مطلع العام القادم، وهذا ما أشارت إليه اضطرابات مارس ومايو وأغسطس من 2019، وبالعودة عاما آخر للوراء كتبت مقالة بعنوان “الأزمة المالية العالمية قادمة في عام الخنزير 2019 أو عام الفأر 2020” للتنبؤ بها وهي هي الآن واقع لا محالة.

رابعا: في أزمة فيروس كورونا توقفت التجارة العالمية على العديد من المستويات، وتم بيع الأسهم على نطاق واسع وخسر الأثرياء جزي مهم من ثرواتهم ولولا تدخل الحكومات والبنوك المركزية بطباعة النقود وضخها في النظام المالي لحصلت الكارثة، لكن الأزمة قائمة وستستمر وقد تؤدي في النهاية إلى خسارة البورصة الأمريكية وحدها 60 في المئة من قيمتها خلال الأشهر القادمة بعد أن خسرت 30 في المئة خلال مارس الماضي.

خامسا: ارتفعت البطالة عالميا بسبب الأزمة الحالية، ويمكنك أن تقرأ مقالة “الإقتصاد الصيني يتلقى أقوى ضربة منذ 44 عاما” ومقالة “تسونامي البطالة بالملايين في أمريكا والصين والعالم 2020” لتكون على بينة بحجم الأضرار الإقتصادية التي ضربت الجميع.

  • نظريات مؤامرة أخرى تم نفيها سابقا:

حرصنا في شبكة حصريات الإخباري على نفي العديد من نظريات المؤامرة الأكثر شيوعا والتي يتم تداولها على نطاق واسع، وإن كانت المنصات الإجتماعية تزخر بالأكاذيب للأسف:

ليس صحيحا أن شبكات الجيل الخامس 5G تسبب فيروس كورونا

نظرية فيروس كورونا سلاح الصين لتدمير اقتصاد أمريكا وشركاتها

حقيقة حرب الصين ضد أمريكا بشأن فيروس كورونا

حقيقة المؤامرة الأمريكية: سلاح فيروس كورونا لتدمير اقتصاد الصين

 

نهاية المقال:

في هذا المقال المطول أجبنا عن كل نظريات المؤامرة الشهيرة بما فيها صناعة فيروس كورونا ودعم بيل جيتس للمؤامرة المزعومة، إضافة إلى نظرية المليار الذهبي والمؤامرة ضد النظام المالي العالمي، وهذا بالأدلة والمصادر الموثوقة.

السابق
سر فشل المنتخب المغربي الذي سيتكرر في كأس العالم 2026
التالي
مشكلة قصف تطبيق زووم Zoombombing