إنترنت

نظرية فيروس كورونا سلاح الصين لتدمير اقتصاد أمريكا وشركاتها

مع وصول فيروس كورونا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتسببه في مجزرة غير مسبوقة منذ الأزمة المالية العالمية لسنة 2008 للأسهم الأمريكية والأسواق المالية العالمية، تلاشت نظرية ابتكار أمريكا فيروس كورونا لضرب الصين وتحطيمها اقتصاديا.

النظرية تلك نفيتها في مقالتين، الأولى كانت البيانات قليلة، والثانية منذ أيام عندما اتضح أن الفيروس يهدد بالفعل الجميع ولا يعترف بالحدود بين الدول.

الآن هناك نظرية أخرى صاعدة على الشبكات الاجتماعية رصدتها خلال الساعات الماضية وهي التي تنتشر على شكل منشورات ونصوص مطولة تدعي أن الفيروس من ابتكار الحكومة الصينية لضرب الإقتصاد الأمريكي وجعل اقتصادها الأول عالميا وتحطيم الشركات الأمريكية.

  • الرسالة التي تنتشر على الشبكات الاجتماعية:

الرسالة التي تم رصدها هي كالتالي كما هي مقتبسة دون أية تعديلات عليها:

الرئيس الصينى في مستشفى ووهان بدون كمامة..الصين تعلن رسميا أنتصارها على فيروس كورونا.👍

هل خدع ( الصينيون ) العالم ب ( فيروس كورونا ) ..؟! وأنقذوا اقتصادهم؟!

هذا ما يظنه الامريكيون والاوروبيون، بعد ان باعوا اسهمهم في شركات تكنولوجية ذات القيمة المضافة العالية، بأثمان زهيدة للحكومة الصينية ..!

وحسب هؤلاء، فان القيادة الصينية استخدمت “تكتيكا اقتصاديا” جعل الكل يبتلع الطعم بسهولة، قبل أن يؤكدوا أن الصين لم تلجأ لتطبيق إستراتيجية سياسية عالية، للتخلص من المستثمرين الأوروبيين، وذلك دعما لاقتصاد الصين، الذي سيتجاوز الاقتصاد الامريكي بهذه الخطوة ..!

إقرأ أيضا:فيس بوك مصدر الأخبار المزيفة والمعلومات الكاذبة رقم 1 في العالم

ولأنها تعلم علم اليقين، أن الأوروبيين والأمريكيين يبحثون عن ذرائع للإيقاع بالاقتصاد الصيني وافلاسه، فقد ضحت الصين ببعض المئات من مواطنيها، عوضا عن ان تضحي بشعب باكمله ..!

إن الصين نجحت من خلال هذا التكتيك في “خداع الجميع”، حيث حصدت حوالي 20 مليار دولار أميركي في ظرف يومين، ونجح الرئيس الصيني في خداع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على مرأى العالم، ولعب لعبة إقتصادية ذات طابع تكتيكي، لم تخطر ببال أحد.!

فقبل فيروس “كورونا” كانت معظم الأسهم والحصص في المشاريع الإستثمارية بمعامل إنتاج “التكنولوجيا والكيماويات” تعود ملكيتها للمستثمرين الأوروبيين والأمريكيين..!

و هذا يعني أن اكثر من نصف الأرباح من الصناعات التكنولوجية و الكيميائية الخفيفة و الثقيلة، كانت تذهب إلى أياد المستثمرين الاجانب، و ليس إلى الخزينة الصينية، مما كان يؤدي إلى هبوط صرف العملة الصينية “اليوان”..و لم يكن باستطاعة المصرف المركزي الصيني أن يفعل شيئاً أمام السقوط المستمر لليوان..!

حتى انتشرت أنباء عن عدم قدرة الصين على شراء أقنعة للوقاية من انتشار الفيروس القاتل. هذه الشائعات وتصريحات الرئيس الصيني “بأنه غير مستعد لإنقاذ البلاد من الفيروس”، أدت إلى انخفاض حاد في أسعار شراء أسهم شركات صناعة التكنولوجيا في الصين، و قد تسابقت إمبراطوريات المستثمرين “الأجانب” في طرح الأسهم الاستثمارية للبيع بأسعار منخفضة جداً، و بعروض مغرية، “لم يشهد لها مثيل” في التاريخ ..!

إقرأ أيضا:واقع خدمات الدردشة مثل شات تعب قلبي و شات قلوب جوال في السعودية

انتظرت الحكومة الصينية حتي وصلت أسعار الأسهم الأجنبية إلى حدودها الدنيا “شبه المجانية”، ثم أصدرت أمراً بشرائها . واشترت أسهم الأمريكيين والأوروبيين..!

و لما تيقن ممولو الاستثمارات الأوروبية والأمريكية بأنهم خدعوا، كان الوقت متأخراً جداً، حيث كانت الأسهم في يد الحكومة الصينية، التي بهذه العملية قامت بتاميم اغلب الشركات الاجنبية المنتصبة علي اراضيها بطريقة شبه مجانية، ودون ان تتسسب في ازمة سياسية او اطلاق رصاصة واحدة ..!

المصادر ذاتها، أكدت وأشارت ان “كورونا” هو فيروس “حقيقي”، لكنه ليس بالخطورة المفزعة التي تم الترويج لها عبر العالم ..!

وبدات الصين باخراج المصل المضاد للفيروس، هذا المصل الذي كانت تملكه منذ البداية في رفوف الثلاجات بعد ان نالت مبتغاها ..!

هل أنت مقتنع بهذه القصة والرسالة بغض النظر عن الأخطاء الإملائية التي تجعلها غير احترافية؟

الحقيقة أنها نظرية مقنع للكثيرين ومحبي نظرية المؤامرة يرون أنها فرصة ثمينة من أجل ابتكار قصص مثيرة للجدل تنتشر بين الناس.

  • ما الذي فهمته من هذه النظرية؟

تدعي الرسالة أن الأوروبيين والأمريكيين اكتشفوا أن الصين خدعتهم بفيروس كورونا، خصوصا وأنها قد أعلنت بداية انتهاء الوباء لديها في الوقت الذي انتشر إلى الولايات المتحدة وأوروبا بقوة.

إقرأ أيضا:سيطرة جوجل على سوق محركات البحث مستمرة لكنها مهددة

نفهم أيضا من الرسالة انه بناء على فيروس كورونا باع الغربيين الأسهم في شركات التكنولوجيا، لتهبط قيمتها ويشتري الصينيين تلك الأسهم بأسعار منخفضة جدا.

ويبدو من الأسطر التالية أن صاحب الرسالة يتحدث عن الشركات الصينية التي يملك فيها المستثمرين الأجانب الكثير من الأسهم وكذلك الشركات الأجنبية الموجودة على أراضيها.

وتشير الرسالة أيضا إلى أن الفيروس حقيقي وان الصين تملك المصل لكنها ضحت أولا بأعداد من أفراد شعبها لتوهم العالم بأن الفيروس خطير والآن لجأت إلى علاج تلك الحالات والسيطرة على مشكلتها وقد صدرت الفيروس للعالم.

  • نظرية قائمة على الجهل والمغالطات

لا تبدو الرسالة منطقية من بدايتها إلى نهايتها، ويبدو أن كاتبها لا يعلم أن الإقتصاد العالمي مترابط وبتضرر الولايات المتحدة أو الصين يتضرر الآخر وبقية دول العالم.

كما أنه يتجاهل عمليات البيع القياسية التي تتعرض لها أسهم كافة الشركات حول العالم بما فيها الصينية والأمريكية، مع العلم أن الشركات الأمريكية المتضررة لم يتم السيطرة عليها من الصينيين.

لا توجد أية أخبار عن تأميم شركات صينية، فالشركات التي تملكها هناك متاحة في البورصة وبعضها خاصة ومتاحة لأصحابها والمشاركين فيها من المستثمرين.

شركات مثل آبل ومايكروسوفت تتوفر أسهمها في الولايات المتحدة الأمريكية وليست معروضة للتداول في بورصات الصين، وحتى إن افترضنا أن المستثمرين الصينيين استغلوا فرصة الهبوط الحالية وقاموا بشراء الكثير منها فهم لن يتحكموا بها، وأقصى ما يستطيعون فعله هو بيع تلك الأسهم مستقبلا واحداث هبوط قوي أو ربما أزمة مالية تعود عليهم أيضا بخسائر وهبوط لبورصات الصين.

الكلام الموجود بالرسالة كله أخطاء ومغالطات اقتصادية ومالية، ولهذا لن يصدق تلك النظرية إلا شخص ليس لديه أدنى مقومات فهم عالم الإقتصاد.

هذه ليست النظرية الأولى التي نرصد أنها خاطئة حول فيروس كورونا.

السابق
الربوبية التقليدية والمعاصرة وحججها العقلانية
التالي
أغنية كأس العالم 2022 توكو تاكا Tukoh Taka