أصبح من الضروري أن تحارب المنصات الاجتماعية المحتوى المزيف والمتطرف وخطاب الكراهية، لكن لا يزال الجدل كبيرا حول نظرية المؤامرة التي تبقى في النهاية وجهات نظر.
تدافع يوتيوب عن بقاء هذا المحتوى على منصتها تحث مبرر أنها آراء في النهاية ولا يجب علينا أن نطالب بحذف القنوات التي تنشر هذا النوع من الأخبار.
يبدو المبرر قويا، لكن المشرعين وحتى الكثير من الآباء يخشون على أبنائهم والمراهقين من تصديق ما تروج له تلك المقاطع من قصص غير واقعية أو تنبؤات بما سيحدث في المستقبل.
-
بداية تراجع مشاهدات قنوات نظرية المؤامرة
قال موقع يوتيوب إن سياساته وإنفاذها ساعدت في تقليل طول الوقت الذي يشاهد فيه المشاهدون مقاطع الفيديو التي تقدم المؤامرات وغيرها من النظريات المزيفة، حيث استجاب موقع الفيديو الرائد للنقد المتعلق بفشله في مراقبة هذا المحتوى.
قالت الشركة المملوكة لشركة جوجل يوم الثلاثاء إنها قلصت بنسبة 70 في المائة من متوسط الوقت الذي يقضيه المشاهدون الأمريكيون في مشاهدة مقاطع الفيديو التي تروج لهذه المواضيع.
مقاطع الفيديو هذه تشكك في بعض أنواع الأدوية وأخرى في شكل الأرض وتتحدث قنوات أخرى عن جهات خفية تتحكم في العالم وتوجهنا للهلاك، لكن الأخطر هي التي تروج للمعلومات المغلوطة وتربط أحداث معينة مع أخرى لا علاقة لها بها.
إقرأ أيضا:رابط حذف حساب الفيس بوك نهائيا على أندرويد وآيفون والكمبيوترمنذ بداية 2019 عملت يوتيوب على تحسين الخوارزمية لتقليل التوصية بتلك المقاطع، وحاليا بدأ العديد من الأمريكيين الذين يحبون مشاهدة تلك المقاطع في ملاحظة أن التوصية بالمزيد منها قد تراجع بنسبة كبيرة.
-
لن يتم حذف قنوات نظرية المؤامرة ومحتوياتها
وقال يوتيوب في منشور المدونة “سيكون هناك دائمًا محتوى على يوتيوب يتعارض مع سياساتنا، لكنه لا يتعارض معها تمامًا”.
وأضاف: “نحن نعمل على رفع الأصوات الموثوقة على يوتيوب والحد من انتشار المحتوى المزيف والتضليل الضار”.
قال يوتيوب إنه يدفع المستخدمين نحو مقاطع الفيديو من مصادر إخبارية أكثر موثوقية، مشيرًا إلى قناة فوكس نيوز والراديو البرازيلي Jovem Pan كأمثلة.
لقد أعطى هذا الموقع تاريخيا نطاقًا واسعًا للمبدعين باسم حرية التعبير، على الرغم من أنه مسموح قانونًا بحظر أي محتوى يرغب فيه.
لا يسمح بخطاب الكراهية ولكنه يعرّف ذلك بشكل ضيق بأنه محتوى يروج للعنف أو كراهية الفئات الضعيفة.
قال يوتيوب إنه يعتمد على عدد من العوامل لتحديد الموثوقية، بما في ذلك مقدار الوقت الذي يتم فيه مشاهدة مقطع فيديو معين، وعدد المرات التي يتم فيها النقر على الفيديو، وكذلك الإعجابات والكره.
يعتمد الموقع أيضا على حوالي 10،000 عامل متعاقد حول العالم يقومون بمراجعة المحتوى، مما يساعد على تدريب برمجياته لأتمتة العملية.
إقرأ أيضا:أرباح المراهنات الرياضية خلال كأس العالم 2022-
الصفحة الرئيسية الخاصة بيوتيوب تقمع هذه القنوات
لاحظ العديد من المراقبين أن الصفحة الرئيسية الجديدة الخاصة بموقع يوتيوب والتي تعاني كثيرا من اقتراح مقاطع الفيديو القديمة، تتجاهل عرض مقاطع الفيديو من القنوات المتخصصة في قصص المؤامرات حتى وإن كان المستخدم مشتركا فيها.
يعد هذا مظهرا من مظاهر تضييق يوتيوب على هذه القنوات لمنع انتشار محتوياتها على منصتها والتقليل منها بصورة كبيرة.
وقد يمتد ذلك إلى التوصيات التي تظهر في صفحة الفيديو حيث تركز المنصة على إظهار مقاطع فيديو ذات صلة بهذا المحتوى.
وبهذه الطرق سيقلل الموقع من ظهور تلك المواقع مع السماح برفعها بانتظام من تلك القنوات التي يتابعها المهووسين بتلك المواضيع.
-
تراجع المشاهدات يعني تراجع الأرباح
تراجع مشاهدات تلك القنوات يعني تراجع الأرباح التي يمكن تحقيقها، من جهة أخرى فالكثير من الشركات العالمية والمعلنين لا يرغبون في أن تظهر إعلاناتهم على تلك المقاطع.
إقرأ أيضا:تطبيق يساعدك على تقليل تكاليف نتفليكسمع توفير يوتيوب المزيد من الأدوات للمعلنين في التحكم بإعلاناتهم وإمكانية اختيار منع ظهورها في مواضيع معينة فإن قنوات المؤامرات يمكن أن تلاحظ تهاوي في الأرباح حتى إن تمكنت من جلب المشاهدات من خارج المنصة.
تأتي معظم الزيارات إلى مقاطع فيديو يوتيوب من المنصة نفسها، لكن يمكن ان تكون هناك بعض القنوات قادرة على جلب المشاهدات من مجموعات واتساب و تيليجرام وبعض المنصات التي تنتشر فيها مقاطع الفيديو المثيرة للجدل.
نهاية المقال:
بدأت الحرب على هذه القنوات في الولايات المتحدة وبريطانيا وينتظر أن تتوسع لتشمل القنوات المماثلة في بقية دول العالم.