علوم

هل تستطيع ايران اغلاق مضيق جبل طارق؟

هددت ايران المجتمع الدولي بضربة أخرى للتجارة العالمية وهي اغلاق مضيق جبل طارق، وهو التهديد الذي صدر عن مساعد قائد الحرس الثوري للشؤون التنسيقية محمد رضا نقدي.

وقال في سلسلة من التصريحات: “سيتعين عليهم قريبا انتظار إغلاق البحر المتوسط ومضيق جبل طارق وممرات مائية أخرى”.

لماذا تريد ايران اغلاق مضيق جبل طارق؟

دعوات اغلاق مضيق جبل طارق بدأت في الواقع منذ أسبوعين، حيث يطالب اليمنيين والمتعاطفين مع هجمات الحوثيين على السفن، دول شمال افريقيا وخصوصا المغرب والجزائر باعتراض السفن التجارية الإسرائيلية التي تمر في البحر الأبيض المتوسط.

وصلت هجمات اليمن إلى ضرب السفن في المحيط الهندي وليس فقط البحر الأحمر، وهذا التوسع الذي بدأ يحصل في الأيام الأخيرة يؤكد أن ايران لديها نوايا لضرب المصالح الإسرائيلية في أي مكان.

أدى التصاعد الأخير في هجمات الحوثيين على سفن الشحن في البحر الأحمر إلى تعطيل الشحن والتجارة العالمية بشكل كبير، مما يسلط الضوء على الأهمية الاستراتيجية لهذا الطريق البحري.

يعد البحر الأحمر، موطن قناة السويس في نهايته الشمالية ومضيق باب المندب في نهايته الجنوبية، ممرًا مائيًا حاسمًا للشحن الدولي، ويربط بين آسيا وأوروبا، ويمر عبر هذه المنطقة حوالي 30% من حركة سفن الحاويات في العالم، مما يؤكد دورها الحيوي في التجارة العالمية.

إقرأ أيضا:فكرة بيع غزة للإمارات والسعودية التي ترفضها ايران

وصعد المتمردون الحوثيون، الذين يعملون انطلاقا من اليمن، من هجماتهم على السفن، وخاصة استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل والمملكة العربية السعودية، وشملت هذه الهجمات استخدام الطائرات بدون طيار، والصواريخ، وحتى الصعود المباشر للسفن باستخدام المروحيات، كما رأينا في الاستيلاء على حاملة المركبات Galaxy Leader.

هذه الإجراءات ليست فقط استجابة للتوترات الجيوسياسية الإقليمية مثل حرب غزة ولكنها أيضًا تكتيك لإظهار القوة والنفوذ في المنطقة.

ايران تسبب مشاكل في البحر الأحمر

اختارت شركات الشحن الكبرى، بما في ذلك أكبر خط شحن للحاويات في العالم MSC، إعادة توجيه سفنها لتجنب قناة السويس والبحر الأحمر، واختارت طرقًا أطول وأكثر تكلفة مثل الدوران حول رأس الرجاء الصالح.

ويعكس هذا القرار زيادة المخاطر وتكاليف التأمين المرتبطة بعبور البحر الأحمر، وشهدت أسعار التأمين على السفن التي تتحرك عبر هذه المنطقة زيادة كبيرة، حيث ارتفعت معدلات التأمين لأصحاب السفن الإسرائيليين بنسبة تصل إلى 250% حتى أن بعض شركات التأمين ترفض تغطيتها على الإطلاق.

إن الزيادة في تكاليف التأمين وأوقات الرحلة الأطول لها تأثير مضاعف على سلسلة التوريد العالمية، ويتأثر نقل مختلف السلع بما في ذلك النفط ووقود الديزل والحبوب والسلع المصنعة.

ويؤدي هذا التحول إلى ارتفاع التكاليف وتأخير التسليم، مما يؤثر على التجارة العالمية، ويمر نحو 12% من النفط المنقول بحراً في العالم و8% من الغاز الطبيعي المسال عبر مضيق باب المندب، ويتجه جزء كبير منه إلى أوروبا، ويضيف تغيير مسار السفن حول أفريقيا نحو تسعة أيام إلى الرحلة ويزيد التكاليف بنسبة 15% على الأقل.

إقرأ أيضا:مشكلة الكنيسة المسيحية مع الماسونية ولماذا يحظرها الكاثوليك؟

أهمية مضيق جبل طارق للتجارة العالمية

مضيق جبل طارق، هو مضيق يفصل بين الساحلين الأوروبي والأفريقي في مضيق جبل طارق، الذي يربط بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.

يعتبر مضيق جبل طارق ممرًا بحريًا حيويًا يربط بين البحر الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، يعتبر هذا الممر مهمًا للملاحة البحرية وتجارة الشحن والتجارة العالمية، وهو الذي لجأت إليه السفن التي تتجنب حاليا المرور عبر البحر الأحمر وقناة السويس للوصول إلى إسرائيل وتركيا وقبرص والأسواق الأوروبية.

يعد البحر الأبيض المتوسط ثالث أكبر منطقة في العالم من حيث حركة حاويات الشحن العابر (TS)، حيث يمثل حوالي 15% من إجمالي سوق نقل الحاويات (بعد مضيق ملقا وجنوب شرق الصين)، وهو ما يمثل حوالي 30% من حركة الحاويات البحرية العالمية.

وتحظى هذه الحصة بدعم كبير من خلال أهمية محاور غرب البحر الأبيض المتوسط الرئيسية التي تستجيب لاستراتيجيات المحور للسفن الرئيسية التي تخدم الأسواق الثانوية القريبة والموانئ ذات المناطق النائية المحدودة.

هل تستطيع ايران اغلاق مضيق جبل طارق؟

مضيق جبل طارق يقع بين الساحل الجنوبي لإسبانيا والساحل الشمالي للمملكة المتحدة (جبل طارق هو شبه جزيرة تابعة لإسبانيا).

وفقًا للاتفاقية التي تم توقيعها بين البلدين، تسهر كل من إسبانيا والمملكة المتحدة على أمن المضيق وتعملان بشكل مشترك للحفاظ على الأمن والسلامة في المنطقة.

إقرأ أيضا:من الأفضل الإحتفال باتفاقية كامب ديفيد والسلام وليس بحرب أكتوبر

تعمل السلطات البحرية والأمنية في كل من إسبانيا والمملكة المتحدة على تنسيق الجهود والتعاون في مجال مراقبة المرور البحري، ومكافحة التهريب والعمليات الإجرامية الأخرى، وضمان سلامة السفن والملاحة في المضيق.

المغرب من جهة أخرى يلعب دورًا هامًا في التعاون والتنسيق فيما يتعلق بأمن مضيق جبل طارق، على الرغم أنه ليس على سواحل المضيق، إلا أنه يشترك في المصلحة الإقليمية للحفاظ على أمن واستقرار المضيق نظرًا لتأثيره على المنطقة بأكملها.

في هذه المنطقة من الجغرافيا لا توجد هناك حركات عسكرية انفصالية أو متمردة يمكن لإيران او غيرها تسليحها.

لكن تقارير عديدة تشير إلى أنه يمكن لإيران تشكيل ميليشيات على الأراضي الجزائرية لاعتراض السفن في البحر الأبيض المتوسط، وحتى إذا افترضنا صحة ذلك، هذا سيضع الدولة الجزائرية في صدام مع المجتمع الدولي والدول الأوروبية.

إقرا أيضا:

حماس تعطل الممر الإقتصادي الهندي لصالح ايران وروسيا

مستقبل التطبيع العربي الإسرائيلي بعد حرب غزة

كيف تهدد حرب غزة رؤية السعودية لشرق أوسط أفضل؟

ارتفاع أسهم شركة الشحن الإسرائيلية ZIM بفضل هجمات الحوثيين

كيف تستخدم إسرائيل الذكاء الإصطناعي في حرب غزة؟

لا يمكن القضاء على اليهود واسأل الفراعنة والبابليين والروم والنازية

السابق
تهاوي مشاهدات وأرباح قنوات نظرية المؤامرة على يوتيوب 2020
التالي
تأملات نهاية العام و بداية عام جديد 2024