الفراعنة والعمالقة والبابليين والأشوريون والنازية والإمبراطورية السلوقية ونظيرتها الرومانية والإمبراطوريات الأوروبية كلهم حاولوا القضاء على اليهود لأسباب دينية، والنتيجة هي زوالهم من الوجود وبقاء اليهود.
اضطهاد اليهود جزء رئيسي من التاريخ اليهودي، ومن الأفضل للمسلمين أن لا يكونوا جزءا من هذه الحماقة، فالتاريخ علمنا أن من يحاول القضاء على هؤلاء يفشل تماما.
بسبب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ومنذ الصراع الأكبر في القرن الماضي، كانت هناك دعوات صريحة من رجال الدين والسياسيين المسلمين والعرب لإبادة اليهود واستعادة فلسطين من النهر إلى البحر وهذا خطأ جسيم.
ينطلق هؤلاء من الأحاديث المنسوبة إلى النبي محمد والتي تبشر بزوال إسرائيل والقضاء نهائيا على اليهود، وأيضا من النصوص المعادية للسامية التي بقيت من آثار النازية والأمم السابقة التي كان لها حرب مع اليهود.
وبالحديث عن اضطهاد اليهود فقد حدث هذا على مدار التاريخ لأسباب دينية، حاول الفراعنة والبابليون والأشوريون القضاء على اليهود لأنهم أصحاب ديانة توحيدية وأغلب تلك الحضارات وثنية وقد أرسل الله الأنبياء إلى بني إسرائيل لنشر التوحيد في المنطقة وهو ما عرضهم للحروب من الجيران.
فيما حاربت الإمبراطورية الرومانية اليهود لأنها تعتبر الديانة المسيحية هي الديانة الصحيحة وأن اليهودية قديمة ومزورة، ناهيك على أن اليهود لا يعترفون بالمسيح عيسى، وقد استمر الصراع اليهودي المسيحي لقرون ومنعت فيها الصلاة اليهودية وأماكن عبادتهم وفرض على عدد كبير منهم الإنتقال إلى الديانة المسيحية.
إقرأ أيضا:حقيقة اغلاق حسابات نايجل فاراج البنكيةكانت معاداة السامية في أوروبا ذا صبغة دينية في القرون الوسطى، وذلك لأن رجال الدين المسيحيين اتهموا اليهود بقتل المسيح عيسى وهي حادثة مثيرة للجدل، لا يعترف بها الإسلام ولا الديانة المانوية التي سبقته إلى الوجود.
على مدى 1900 سنة من التاريخ المسيحي اليهودي، أدت تهمة القتل الديني اليهودي إلى الكراهية والعنف ضد اليهود وقتلهم في أوروبا وأمريكا ومحاولات ابادتهم.
بسبب الكراهية الدينية التي تفشت في أتباع المسيحية اتجاه اليهود تم اتهامهم بأنهم السبب وراء تفشي وباء الموت الأسود والاوبئة الأخرى، حيث قيل أن اليهود صنعوه أو تسببوا بهذا المرض عبر تسميم الآبار عمدًا.
وقس على ذلك انتشار الغضب في ألمانيا من الهزيمة في الحرب العالمية الأولى وانتشار نظريات المؤامرة التي تحمل اليهود مسؤولية الهزيمة وما أعقبها من صعود للنازية ومحاولة القضاء على اليهود.
للأسف يثبت العلم أن الأوبئة التي حصلت على مدار التاريخ لم يصنعها بشري، وأن عشرات الآلاف من اليهود قتلوا بسبب أكاذيب نشرتها الكنيسة التي كانت غاضبة من مقتل المسيح عيسى (يسوع) على يد اليهود.
لهذا السبب اليوم نجد الغرب قد أنهى هذه الحرب، تراجعت الكنيسة عن خطاب الكراهية بل وذهبت عدد من الدول الأوروبية للتكفير عن ذنوب الأمم الأوروبية السابقة من خلال حماية اليهود واعتبارهم مجموعات وأقليات يجب حمايتها، وهذا يفسر في النهاية لماذا معاداة السامية هي جريمة قد تقودك إلى السجن في أوروبا.
إقرأ أيضا:الأب الشرعي للمسيح عيسى وإخوة يسوعبالطبع هناك أسباب أخرى للكراهية غير الدين، ومنها أن اليهود معروفين بقدرتهم على صناعة الثروات وقد حققت العديد من العائلات اليهودية ثروات كبرى على مدار التاريخ لتتعرض هم واليهود للحرب خصوصا في الأزمات الإقتصادية طمعا في ثرواتهم ولانتشار نظريات المؤامرة التي تربط بين الأزمات وصناعة اليهود لها.
في كل عام في عيد الفصح، يقرأ اليهود مقطعًا من كتاب صلاة العيد الخاص بهم، “الهجادة”: “في كل جيل يقومون علينا لإبادتنا، ولكن القدوس المبارك هو يخلصنا من أيديهم”.
في الواقع، فإن أقدم دليل أثري على وجود إسرائيل (بخلاف الكتاب المقدس) هو شاهدة مرنبتاح، التي تتضمن السطر التالي: “خربت إسرائيل، ولم يعد لها نسل”.
سواء أكان ذلك المحرقة، أو المذابح الروسية التي سبقت ذلك الحدث، أو المنفى القسري، أو محاكم التفتيش، أو الإستعباد المصري، أو هجمات العماليق على اليهود العاجزين في الصحراء، فإن أبناء إبراهيم كانوا أهدافًا للكراهية والعنف منذ بداية التاريخ المسجل.
إقرأ أيضا:كيف سنواجه خطر تجاوز عدد سكان العالم 8 مليار نسمة؟من المهم أن يعرف العرب والمسلمون هذه الحقائق اليوم كي لا يخوضوا معركة خاسرة ضد اليهود، ومن المؤكد أن القرآن الكريم لا يشجع أحدا على الإبادة.
إقرأ أيضا:
غزة ستصبح جزءا من إسرائيل ولن تكون هناك فلسطين
لماذا يدعم اليسار العلماني الحجاب وحركة حماس؟
منح الجنسية الإسرائيلية للفلسطينيين وضم الضفة الغربية ثم غزة
ثمن طوفان الأقصى هي سيناء الفلسطينية وغزة الإسرائيلية
أسرار طوفان الأقصى ولماذا ساعد نتنياهو حماس على تنفيذها؟
من طوفان الأقصى إلى السلام بين إسرائيل وفلسطين
دور عبد الملك بن مروان في أكذوبة المسجد الأقصى في القدس