إنترنت

فيس بوك لم يكن أبدا مجانيا لهذا منطقي أن يتخلى عن شعاره

رصدت وسائل الإعلام تغييرا قام به فيس بوك خلال الفترة الأخيرة ويتعلق الأمر بتغيير عبارة في صفحته الرئيسية التي يتم فيها تسجيل الدخول أو حتى الإشتراك.

رصدت Business Insider هذا التغيير عندما تم إجراء بحث باستخدام أرشيف إنترنت يسمى Wayback Machine، حيث تم الرجوع إلى 6 أغسطس وهي المرة الأخيرة التي شوهد فيها شعار فيس بوك الأصلي.

نتحدث عن العبارة التي تقول “مجاني وسيبقى كذلك دائما” أو بالإنجليزية “It’s free and always will be”، تم استبداله إلى “إنه سريع وسهل” أو بالإنجليزية “It’s quick and easy”.

وبناء على ذلك فقد بدأت وسائل الإعلام تتحدث عن خطة الشركة لإطلاق نظام الإشتراك المدفوع والذي سيتوفر لمن لا يرغبون في مشاهدة الإعلانات أو تتبع بياناتهم.

  • مجانية فيس بوك مجرد وهم شائع

في الواقع لم يكن أبدا فيس بوك مجانيا، فرغم أنك تستخدم بدون رسوم مباشرة إلا أن المنصة تعرض لك العشرات من الإعلانات يوميا على خلاصة الأخبار.

من خلال اختبار مؤخرا لخلاصة الأخبار لاحظنا أن الشركة تعرض المزيد من الإعلانات في هذه الصفحة بحيث تزاحم المنشورات المجانية من الصفحات العامة ومنشورات الأشخاص والمجموعات.

تحصل فيس بوك على المال منك من خلال مشاهدة الإعلانات والتفاعل معها ومتابعة العلامات التجارية والشركات التي تستهدفك بالإعلانات.

إقرأ أيضا:حقيقة رسالة بريد تعتمد الإبتزاز الجنسي وتهدد بنشر صورك

وليس هنا فقط تربح منك الشركة، فهي تعرض الإعلانات على ماسنجر أيضا ولديها ميزة القصص إضافة إلى انستقرام حيث تعرض لك المنشورات الإعلانية.

  • كم تربح فيس بوك من كل مستخدم؟

يبلغ متوسط العائد على فيس بوك لكل مستخدم في جميع أنحاء العالم 6.09 دولار، ولكن الاختلافات الإقليمية صارخة.

تصل إلى 27.61 دولارًا لكل مستخدم في الولايات المتحدة وكندا و 8.82 دولار في أوروبا ولكنها تكسب 2.67 دولار فقط لكل مستخدم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ و 1.82 دولار في منطقة بقية العالم.

يتراجع العائد من كل مستخدم إذا تحول إلى قضاء وقت أقصر على المنصة ومشاهدة المنشورات واستهلاك المحتوى الإعلاني، لهذا تسعى الشركة لإبقاء المستخدمين على خدماتها طيلة الوقت.

وفيما تركز الشركة على تطوير إعلانات القصص وماسنجر فهي تسعى إلى زيادة الربح من كل مستخدم بمن فيهم هؤلاء الذين يتواصلون أكثر عبر الرسائل الخاصة ويستهلكون القصص.

  • المتاجرة ببيانات المستخدمين

لا يجب أن ننسى بأن هذه الشركة لا تكتفي بعرض الإعلانات للمستخدمين والذي يعد نشاطا مشروعا وقانونيا، بل تذهب إلى حد المتاجرة بالبيانات وبيعها لشركات مثل مايكروسوفت و هواوي وشركات الاتصالات وصناعة العتاد، وهي التي أوقفت ذلك بعد أن سلطت وسائل الإعلام الضوء على تلك الإتفاقيات المباشرة.

إقرأ أيضا:قانون تنظيم الصحافة في مصر وفرض الضرائب على اعلانات الإنترنت

تكسب الشركة المليارات من الدولارات من هذه البيانات التي تبيعها لهذا كانت غرامة 5 مليارات دولار من لجنة التجارة الأمريكية مضحكة للغاية وكانت محط سخرية من المحللين ووسائل الإعلام الذين يتفقون على أن الغرامة لا تعني شيئا.

  • قد تطلق الشركة العضوية المدفوعة

التخلي عن “مجاني وسيبقى كذلك دائما” هي اعتراف من الشركة بأنها لا تقدم شيء مجاني، وهو نتاج ضغط الإتحاد الأوروبي عليها.

إقرأ أيضا:دليل مسابقات رمضان 2021 الكبرى

لكن أيضا من الوارد جدا أن تطلق الشركة في العام الجديد نظام العضوية المدفوعة، والتي بناء عليها لن تعرض الإعلانات للمشتركين فيها ولن تستخدم بياناتهم.

وبالتالي أي مستخدم لا تعجبه الإعلانات وتتبع الشركة لبياناته سيكون عليه أن يدفع اشتراك شهري أو سنوي وإلا فليبقى في النسخة المجانية أو ليرحل إذا استطاع أن يتخلص من إدمانها.

وتقول تقارير أن مبلغ الإشتراك لن يكون رخيصا، ستعتمد الشركة على متوسط الربح من كل مستخدم لصياغة تسعير منطقي ومربح لها.

إذا كانت العضوية المدفوعة لن تضمن لها كسب مبلغ جيد من المشتركين فلن تخاطر بتوفير بديل للنسخة المجانية القائمة على الإعلانات.

 

نهاية المقال:

منذ أن تأسس فيس بوك كان شعاره “مجاني وسيبقى كذلك دائما” شامخا وها هو يسقط يوم 7 أغسطس في تغيير آخر فرضته الأزمة التي تمر منها الشركة.

السابق
استخدام النساء عبر تطبيقات المواعدة للتأثير على قرارات المستثمرين
التالي
أكاذيب وأخبار مزيفة حول حرائق غابات الأمازون 2019