علوم

الشراكة مع المغرب تشعل توتر العلاقات الجزائرية الإماراتية

قبل أشهر قليلة اتهمت الصحافة الجزائرية دولة الإمارات بالتآمر ضد الجزائر، من خلال سعيها لإقناع تونس وموريتانيا بالتطبيع مع إسرائيل وأيضا من خلال وقوفها القوي إلى جانب المغرب.

ويتمتع المغرب بعلاقات استراتيجية مهمة مع الدول الملكية الخليجية إضافة إلى الأردن، وهي التي تعرضت ذات يوم للهجوم من الدول التي شهدت انقلابات عسكرية سعت فيها القيادات اليسارية والقومية البعثية للإطاحة بالملكيات المتبقية.

وفيما تتصدر الإمارات جهود السلام بين العرب وإسرائيل وتحقيق التنمية الإقتصادية لكافة شعوب المنطقة والقضاء على الحروب والخلافات السياسية والدينية، ترفض بعض الدول تلك المبادرة وعلى رأسها الجزائر التي لا تقدم حلا أفضل وتريد من المنطقة البقاء على الوضع الحالي.

زيارة الملك محمد السادس إلى الإمارات قد توتر العلاقات الجزائرية الإماراتية

تعد زيارة الملك محمد السادس إلى الإمارات مفاجأة كبرى، خصوصا وأن العاهل المغربي لا يقوم في السنوات الأخيرة بالجولات الدبلوماسية والزيارات وينوب عنه عادة في القمم مولاي رشيد أو وزير الخارجية أو رئيس الحكومة المغربي.

هذه الزيارة التي يقوم بها إلى بلد شقيق وحليف استراتيجي ومن مهندسي الإتفاقيات الإبراهيمية، شهدت توقيع الكثير من الإتفاقيات المهمة.

وتشمل الإتفاقيات الموقعة بين البلدين مساهمة الإمارات واستثمارها في عدد من مشاريع المغرب خصوصا في مدن الصحراء التي يسعى إلى تنميتها أكثر وربطها بمدن الشمال.

إقرأ أيضا:ارتفاع الإصابات لا يعني فشل لقاح كورونا

لكن المثير أكثر هو أن الإمارات وقعت اتفاقية شراكة استثمارية مرتبطة بمشروع “أنبوب الغاز المغرب ـ نيجيريا” الذي تسعى من خلاله المملكة إلى جلب الغاز من نيجيريا وتوفيره لكل دول غرب أفريقيا وتصديره أيضا إلى أوروبا عبر اسبانيا، الدولة التي أصبحت تدعم الحكم الذاتي المغربي للصحراء.

ومن شأن هذه الزيارة أن تزيد من توتر العلاقات الجزائرية الإماراتية، خصوصا وأنها تأتي في ظل الخلاف بين البلدين، وقد اختارت أبوظبي دعم المغرب بقوة في مشاريعه التنموية ومشروع الغاز الذي ينافس المشروع الجزائري.

رسائل الإمارات والمغرب إلى الجزائر

وتحمل الزيارة التاريخية التي شهدت توقيع العشرات من الإتفاقيات في مجال التنمية الإقتصادية رسائل عديدة إلى الجزائر وهي كالتالي:

أولا التأكيد على أن الإمارات خصوصا ومجلس التعاون الخليجي يقف إلى جانب المغرب في قضاياه العادلة وموقفه غير قابل للتغيير.

ثانيا الإمارات تدعم مشروع الغاز المغربي النيجيري وستشارك في تمويله وبالتالي فهي تفضله على الجزائري النيجيري وتؤمن به.

ثالثا رغم الأزمة الاقتصادية التي يمر بها المغرب نتيجة الأزمة العالمية فإن دول الخليج وعلى رأسها الإمارات والسعودية ملتزمة بدعم المملكة المغربية في إطار علاقة رابح-رابح.

رابعا الإستثمارات الإماراتية ستزداد في هذه الفترة لدعم المغرب الذي يتطلع إلى استضافة كأس العالم 2030 وتحقيق تنمية أفضل من خلال تطوير السكك الحديدية والبنية التحتية.

إقرأ أيضا:هل تنجح روسيا في احتلال أفريقيا بعد محاولتها الفاشلة 1889؟

خامسا تدعم الإمارات مقترح الحكم الذاتي المغربي الذي ترفضه الجزائر وتستثمر أيضا في الصحراء للرفع من مستوى معيشة الساكنة وتوفير فرض العمل لهم وبالتالي قتل أي محاولة جزائرية أو أجنبية لانتزاع الصحراء من المغرب.

توتر العلاقات الجزائرية الإماراتية مستمر

يستمر توتر العلاقات الجزائرية الإماراتية حتى الآن ويمكن أن يتصاعد بشكل متسارع على إثر الزيارة الملكية المغربي إلى أبوظبي.

لطالما اتهمت الصحافة الجزائرية المغرب والإمارات بالتآمر على الجزائر وتهديد مصالحه، ويمكن أن تنظر القيادة الجزائرية التي تبحث عن تصدير مشاكلها الداخلية، نحو الزيارة التاريخية للملك محمد السادس على أنها تأتي ضمن سلسلة من التحرشات المغربية الإماراتية بالجزائر.

إقرأ أيضا:روسيا ليست قوة عظمى بل جمهورية الموز

في الوقت الحالي وبسبب حرب غزة تراجع الحديث عن توسيع الإتفاقيات الإبراهيمية، لكن ما أن تنتهي الحرب ويتوصل الفلسطينيين والإسرائيليين إلى اطار محدد للسلام ستتوسع هذه الإتفاقيات لامحالة وهو ما يقلق القيادة الجزائرية التي تريد للأزمة الفلسطينية أن تستمر كي تبقى قضية للمتاجرة الشعبية والداخلية.

إقرأ أيضا:

صفقة الإمارات مع بنك بريكس لإضافة مصر بدلا من الجزائر

خلافات الجزائر مع دول الخليج ومصر والأردن والمغرب

خطورة انقلاب النيجر على المغرب والجزائر وموريتانيا

روسيا ستدمر أنابيب الغاز النيجيري الجزائري ونظيره المغربي

حرب المعسكرين: ايران والجزائر وروسيا ضد إسرائيل والمغرب وأمريكا

شراكة السنغال وموريتانيا والمغرب لتصدير الغاز إلى أوروبا

السابق
ما وراء خطة فيس بوك لتوظيف الصحفيين والمدونين
التالي
واندا نارا تمارس الجنس مع ماورو إيكاردي 12 مرة في اليوم!