اعلان شركة فيس بوك أنها حذفت 265 من الحسابات والصفحات والمجموعات والأحداث على فيس بوك و انستقرام والتي تقف وراءها اسرائيل لا يجب أن يمر مرور الكرام.
فقد تبين أن هذه الحسابات والصفحات استخدمت للتأثير على الرأي العام في تونس ونيجيريا والسنغال وتوغو وأنغولا والنيجر وكذلك على أميركا اللاتينية وجنوب شرق آسيا.
-
التأثير على الرأي العام والتدخل بالإنتخابات
منذ أن بدأت أزمة فيس بوك، أشرت مرارا وتكرارا إلى أن فيس بوك يستخدم للأسف في التلاعب بالرأي العام وتوجيه الناس كالقطيع لما تريد الجهات التي تستخدمه.
تواجه الشركة الأمريكية نفس التهمة في عقر دارها، حيث متهمة بأنها سهلت من انتشار الأخبار المزيفة وخطاب الكراهية الذي ساعد دونالد ترامب في الوصول إلى سدة الحكم.
لم تخلص التحقيقات إلى أن ترامب تعاون مع روسيا ليصل إلى الحكم، لكنها خلصت إلى أن الشبكات الإجتماعية وفي مقدمتها فيس بوك كانت أدوات أساسية في الترويج للدعاية الروسية.
تونس ونيجيريا والسنغال وتوغو وأنغولا والنيجر وكذلك على أميركا اللاتينية وجنوب شرق آسيا هي دول أخرى وشعوب استهلكت محتويات سياسية “مسمومة” دون أن تشعر الشعوب في هذه الدول بأنه تم التلاعب بها.
-
ضربة للديمقراطية في تونس
تونس التي أصبحت تعيش الديمقراطية، عليها أن تعي أن الإنتخابات فيها مستهدفة الآن من جهات خارجية ويمكن التلاعب بها من خلال التأثير على الناخبين التونسيين.
إقرأ أيضا:ليبرا أصبحت ديم Diem لكن لا ثقة في فيس بوككيف؟ من خلال إنشاء صفحات وحسابات على فيس بوك وتوظيف الخطاب التونسي والتعليق عن القضايا السياسية والمجتمعية والترويج للمنشورات من خلال الإعلانات واستخدام شبكة من الحسابات المزيفة في التفاعل معها واعادة نشرها.
من جهة أخرى يستخدم الذباب الإلكتروني ليشعر المستخدم التونسي على أن الأغلبية تؤيد رأي معين او تحارب مرشح محدد وهي ضده.
-
مجموعات اسرائيلية وراء هذا التلاعب
تعد مجموعة أرخميدس واحدة من المجموعات الإسرائيلية البارزة التي عملت على التلاعب بالرأي العام في هذه الدول والمناطق.
لقد أنفقت أكثر من 800 ألف دولار على إعلانات وحسابات في منصة فيس بوك واستخدمت انستقرام لهذا الغرض واستفادت من انتشار واتساب في هذه الأسواق لتنشر من خلالها الرسائل التي تنتشر بسرعة بين المستخدمين والتي تروج لآرائها.
مجموعة أرخميدس لديها 65 حسابا و161 حسابا و12 حدثا على فيس بوك وأربعة حسابات على انستقرام، ويتابع نحو 2.8 مليون هذه الحسابات والصفحات.
استخدمت هذه المجموعات عدد من المجموعات أيضا في بث السموم الإسرائيلية، وقد اشترك فيها الآلاف من المستخدمين.
-
يمكن فعل ذلك ضد أي بلد ومن أي جهة
تبذل فيس بوك جهودا من أجل تنظيف منصتها من بث خطاب الكراهية والأخبار المزيفة واستخدامها في التلاعب بالرأي العام.
إقرأ أيضا:مصر تبدأ أولى خطوات محاربة الأخبار المزيفة على فيس بوكوتأتي هذه الخطوات كنتائج للأزمة التي تعاني منها الشركة منذ عدة سنوات حاليا، ولأنه من الشائع الآن أن تستخدم أي دولة هذه المنصة للإضرار بالرأي العام في بلد منافس أو خصم.
توظف عدد من الدول في العالم مجموعات وشركات ومتخصصين في صناعة المحتوى على الشبكات الإجتماعية وتدفع لكل موظف مبالغ مالية جيدة مقابل إنشاء المنشورات والتغريدات والتفاعل والنشر خلال ساعات دوام محددة.
إقرأ أيضا:تأثير فيروس كورونا على المراهنات الإلكترونيةويعد الذباب الإلكتروني والحسابات المزيفة أسلحة فتاكة في الحرب الإلكترونية بين الدول اليوم، ومن الصعب رصد من يقف وراءها.
يمكن لأي بلد في المنطقة أن يكون مستهدفا اليوم بواسطة الرسائل والمنشورات المسمومة والتي تروج للفتنة وتزيد من الإنقسام وتوجه المجتمع الواحد إلى التفكك.
حقيقة للأسف لا يصدقها هؤلاء الذين ينظرون إلى هذه التقارير والتحذيرات على أنها تخدم السلطات والحكومات وتساعد في قمع المعارضة.
نهاية المقال:
لطالما أشرت إلى أن هذه المنصة وخدماتها هي ساحات للتلاعب بالرأي العام، وها هي الشركة تكشف المؤامرة الإسرائيلية في تونس ونيجيريا والسنغال وتوغو وأنغولا والنيجر وما خفي أعظم.