علوم

الدين هو أساس الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وليس الحل

يعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي معقدا للغاية، فهو ليس مسألة استعمار واحتلال كما يزعم الناس، ولكنه صراع بين شعبين يشتركان في الجد الأكبر، النبي إبراهيم.

يعتبر إبراهيم (أو إبراهام) شخصية مهمة في الأديان السماوية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام، وهو أب هذه الديانات، ومنه بدأت قصة الأرض المقدسة.

النبي إبراهيم في أرض كنعان

وفقًا للكتب المقدسة، يُعتبر إبراهيم الأب الروحي لهذه الأديان الثلاث، يُعتقد أنه كان نبيًا ومؤسسًا لأمة التوحيد وأنه تلقى رسالة من الله تدعوه إلى الانتقال إلى أرض كنعان (التي تشمل فلسطين الحالية) وقد وعده الله بأنه سيكون له نسل كثير للغاية وذلك حسب نصوص الكتاب المقدس، وبالتالي، يُعتبر بمثابة أحد الأجداد المشتركين للشعب اليهودي والشعب الفلسطيني.

يشير الكتاب المقدس في اليهودية والمسيحية إلى أن إبراهيم وعائلته هاجروا من مدينة أور القديمة (في منطقة تقع بين العراق وسوريا الحالية) إلى أرض كنعان بناءً على وعد من الله.

وفقًا للتقليد اليهودي، وبحسب سفر التكوين في العهد القديم للكتاب المقدس، فإن الله وعد إبراهيم بأن يجعل نسله يشكل أممًا كثيرة، وأن يعطيهم الأرض التي هاجروا إليها، ويُعتقد أن هذه الأرض هي تلك التي تشمل فلسطين الحالية.

في الإسلام، يُعتقد أن إبراهيم هاجر إلى مكة (التي تقع في المملكة العربية السعودية الحالية) بناءً على أمر من الله وأنه شيد الكعبة هناك، وتعتبر مكة مكانًا مقدسًا للمسلمين، لكنه يؤمن الكثير منهم أنه هو الذي وضع أساس المسجد الأقصى.

إقرأ أيضا:كيف ستنتهي الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة؟

حق إسرائيل وفلسطين في أرض كنعان

بناء على الكتب المقدسة بما فيها القرآن، فإن هناك أساسا تاريخيا ودينيا يعود لآلاف السنين يربط الشعب اليهودي بأرض كنعان، ويُعتبرون الأرض الموعودة التي وعد الله بها لإبراهيم ونسله.

تاريخيا، يروج الصهاينة (حركة التحرير اليهودية) لفكرة عودة الشعب اليهودي إلى أرض إسرائيل القديمة وتأسيس دولة يهودية فيها.

من جانبهم، يروج الفلسطينيون لحقهم في السيادة على أرض فلسطين، التي يعيشون فيها منذ أجيال، يعتبرون أن إقامة إسرائيل في أرضهم تمثل احتلالًا ونزوحًا قسريًا للفلسطينيين، ويدعون إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، مع الاعتراف بالقدس كعاصمة للدولة الفلسطينية.

وبالعودة إلى التاريخ القديم، تشير الآثار الفرعونية إلى وجود الشعب اليهودي في المنطقة، كما ان الفلسطينيون شعب موجود منذ القدم في المنطقة.

التعصب الديني يعقد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

اليوم لا يعترف الكثير من المتدينين والمحافظين في العالم الإسلامي بوجود دولة إسرائيل، ويحلمون بإبادة اليهود وتحقق بعد النبوءات الموجودة في التراث الإسلامي بالقضاء عليهم في آخر الزمان.

في المقابل يرى المتطرفون اليهود أن الأرض المتنازع عليها هي للشعب اليهودي فقط، ويريدون القضاء على علمانية إسرائيل وابادة عرب 48 وتهجير الفلسطينيون.

اليوم تمثل الحركات الإسلامية مثل حماس في غزة التيار المتطرف الإسلامي في هذا الصراع، فيما نجد أحزاب اليمين المتطرف الإسرائيلي متشددة أيضا ضد حقوق فلسطين التاريخية.

إقرأ أيضا:هل تشعل حادثة السعيدية الحرب الجزائرية المغربية؟

بسبب مركزية التيار المتشدد على وجه التحديد في المجتمع والسياسة على كلا الجانبين، لا يمكن أن يكون هناك سلام دون الإذعان الجزئي على الأقل من جانب المجتمعات الدينية.

في استطلاع إسرائيلي-فلسطيني مشترك أُجري عام 2020، عارض 70% من اليهود الأرثوذكس الفكرة العامة لحل الدولتين فيما أيدها ثلثا اليهود العلمانيين.

إقرأ أيضا:لا روسيا المهزومة ولا الصين المريضة ستنفع ايران ضد اسرائيل

في هذا الاستطلاع المشترك لعام 2020، أيد 39% من الفلسطينيين المتدينين حل الدولتين مقارنة بـ 53% من غير المتدينين.

تكشف هاته النتائج أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي معقد، وأن الدين يلعب دورا سلبيا في المشكلة وليس حلا أو جزءا منه، وكي يتغير من الدور السلبي إلى الإيجابي يجب مراجعة النصوص في الديانات الثلاث وهو ما يرفضه الأصوليون من الشعبين ومعهما الأمتين الإسلامية واليهودية.

إقرأ أيضا:

لماذا لا تقطع السعودية ودول الخليج النفط والغاز لأجل غزة؟

لماذا عبارة فلسطين من النهر إلى البحر خطيرة؟

مصالح قطر في خطر بسبب حماس ودعم الإرهاب

مواقف الملحدين العرب من إسرائيل وحرب غزة في فلسطين

خطر الشعبوية اليسارية والإسلام السياسي في حرب غزة

8 أسباب مجنونة وراء رغبة هتلر في إبادة اليهود وقتلهم

السابق
واقع خدمات الدردشة مثل شات تعب قلبي و شات قلوب جوال في السعودية
التالي
عدد سكان الصين 2024