لا يزال فيس بوك متورطا في الأزمة التي يعاني منها منذ عام 2017، بعد أشهر قليلة من فوز دونالد ترامب بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
وأعتقد أنك تعرف القصة، وأكثر اطلاعا عليها من مقالات أزمة فيس بوك التي كتبتها والتي تقدر بعشرات التحليلات والمقالات.
المشكلة بالنسبة للشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم ليست بسيطة، فهي خليط بين انتهاكات الخصوصية وعرقلة الديمقراطية والترويج للأخبار المزيفة وخطاب الكراهية ومشاكل أخرى متراكمة.
وفوق كل هذا تعاني هذه المنصة من تغطية سلبية من وسائل الإعلام والتي زادت من الوعي لدى شريحة كبيرة من متابعي الأخبار التقنية.
أكدت مؤسسة Edison Research أن هناك تراجع ملحوظ على مستوى عدد المستخدمين لمنصة فيس بوك في الولايات المتحدة.
لاحظت الشركة أن هناك تراجعا بحوالي 15 مليون مستخدم مقارنة مع عام 2017، وهناك تفاصيل أخرى مقلقة بالنسبة للشركة الأمريكية.
-
خسارة 15 مليون مستخدم في السوق الرئيسية
تعد الولايات المتحدة الأمريكية، السوق الرئيسية بالنسبة لشركة فيس بوك وخسارة 15 مليون مستخدم تشكل ضربة قوية لها.
من الأكيد أن أغلب العائدات الإعلانية تأتي من المستخدمين الأمريكيين الذين تنفق الشركات والمعلنين مبالغ أكبر لاستهدافهم.
هذا رقم أكبر بكثير مما أكدته فيس بوك التي أعلنت سابقا تراجع المستخدمين بحوالي 1 شخص في الولايات المتحدة وكندا.
إقرأ أيضا:فيس بوك تدفع المال لصحيفة ديلي تلغراف لتلميع صورتها القبيحة-
فئة القاصرين والشباب الأكثر هجرة
الخبر السيء الآخر لشركة فيس بوك هو أن الفئة العمرية التي تتراوح ما بين 12 عاما و 34 عاما هي التي ترحل من الشبكة الإجتماعية.
هذه الفئة هي التي نسخت الشركة من أجلها ميزة القصص من سناب شات والمميزات الأخرى، ومن أجل الحفاظ عليها أضافت المزيد من الخدمات مثل خدمة Facebook Watch التي تستثمر فيها الملايين من الدولارات.
هؤلاء يهاجرون إلى منصات أخرى وهو ما يعد مقلقا بشكل عام للسيد مارك زوكربيرغ، وجعله مؤخرا يتحدث عن رؤية جديدة ترتكز على الخصوصية.
-
احصائية غير واقعية؟
تجدر الإشارة، كما أوضح The Verge، إلى أن هذا التقرير تقديري، لا يمثل حسابًا للأشخاص الذين يتقدمون في العمر بسبب بعض العوامل السكانية، وكذلك بالنسبة للأشخاص الذين يتحولون إلى منتج آخر مملوك للشركة مثل انستقرام على سبيل المثال.
إذا افترضنا أن هذا الرقم دقيق، فمن المحتمل أن يكون هذا بسبب الهجرة الكبيرة للمستخدمين في المبادرات المستمرة منذ العام الماضي.
لكن ما يجعل الشركة عموما لا تعترف بهذه التفاصيل أو لا تظهرها في تقاريرها بشكل بارز، هو استمرار نمو المستخدمين من الفئات العمرية الأكبر من 34 عاما والنمو المتسارع للخدمة في دول أخرى، بخلاف أوروبا التي تعاني فيها الشركة على مستوى النمو.
إقرأ أيضا:كيف يبيع تطبيق مسلم برو بياناتك للجيش الأمريكي؟ ولماذا؟-
الهجرة إلى انستقرام وخدمات أخرى
الشبكة الإجتماعية المملوكة لشركة فيس بوك تحظى بنمو متسارع خلال الأشهر الأخيرة وهذا وراءه سر بالفعل.
إقرأ أيضا:نظرة على العلاقة السرية لشركة جوجل و سناب شاتمن أسرار ذلك هو ان المزيد من المستخدمين يغلقون حساباتهم على فيس بوك أو يقللون من تواجدهم على المنصة لصالح هذه الشبكة الإجتماعية التي تركز على الصور ومقاطع الفيديو ولا تعاني كثيرا مقارنة بالمنصة الرئيسية.
هذا لا يعني أن انستقرام شبكة إجتماعية مثالية أو رائعة، فهي تتضمن الأخبار المزيفة وخطاب الكراهية والتحرش والتهديدات وبوابة للإستغلال الجنسي للأطفال وهلما جرا.
تعمل المنصة أيضا على جمع البيانات عن المستخدمين لصالح المنصة الإعلانية من فيس بوك، وهذه حقيقة لا يخالف عنها اثنان.
نهاية المقال:
مع استمرار الأزمة منذ 2017 ينزف فيس بوك ويخسر المزيد من المستخدمين والمعلنين، الأرقام التي كشفت عنها مؤسسة Edison Research تؤكد هذه الحقيقة.