كذبة فيس بوك التي تسبب خسائر مادية لمواقع ومدونات الأخبار
من الفضائح الجديدة التي تورطت فيها فيس بوك، نجد اقدامها على الترويج لمحتوى الفيديو على أن الإقبال عليه كبير وتاريخي.
الشركة الأمريكية نصحت المؤسسات العاملة في مجال صناعة الأخبار والمحتوى الإخباري الإلكتروني، على الإستثمار أكثر في الفيديو، وقالت أن المتابعين وقراء الأخبار يفضلون مشاهدة مقاطع الفيديو اكثر من قراءة المقالات.
صنعت الشركة الأمريكية كذبة كبيرة وعمدت على تغيير خوارزمية خلاصة الأخبار في موقعها لتتوافق بالطبع ما تدافع عنه، وفي هذا المقال سنسلط الضوء بالتفصيل على هذه القضية.
-
كذبة الفيديو أفضل من المحتوى المكتوب
منذ عام 2014 بدأت فيس بوك الحديث عن أن محتوى الفيديو عليه اقبال كبير، لتبدأ في إصدار الأبحاث والأرقام التي تدعي فيها بأن الأخبار على شكل فيديوهات أفضل من الأخبار على شكل مقالات مقروءة.
وقالت أنه مع تطور سرعة شبكة الإنترنت في الأسواق العالمية، هناك اقبال على استهلاك الفيديو أكثر من المقالات في شتى المجالات منها الأخبار.
أصبح الفيديو بالنسبة لها المحتوى المرغوب بأن ينشر على المنصة أكثر من أي محتوى آخر، لذا دفعت أصحاب المواقع الإخبارية إلى الإستثمار في الفيديو من خلال طرق متعددة وسياسات سنتطرق إليها في الفقرات التالية.
إقرأ أيضا:كيفية تحويل مدونات Tumblr إلى ووردبريس والغاية من ذلك-
الأرقام تقول أن المحتوى النصي لا يزال المفضل
حسب أكثر من استطلاع رأي وحسب العديد من الدراسات الأخرى وأبرزها ما جاء من رويترز، التي أكدت على أن المحتوى النصي لا يزال المفضل.
المفاجئ أن المستخدمين في الأسواق التي تتمتع بإتصالات إنترنت جيدة مثل الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الغربية، تجاوز فيها نسبة القراء 60 في المئة مقارنة مع 12 في المئة يفضلون فقط الفيديو بينما هناك 13 في المئة تجمع ما بين الفيديو والمحتوى المقروء.
تكبر النسبة لصالح المحتوى المقروء في فنلندا وبريطانيا واسبانيا لتتجاوز 70 في المئة وتصل إلى 88 في المئة أيضا.
وهذه الأرقام جديدة وتؤكد لنا أنه بعد 4 سنوات من بدء فيس بوك دعايته الكاذبة، لم ينجح في تغيير موازين القوى لصالح الفيديو، لكن السؤال لماذا تدافع المنصة عن الفيديو؟
-
تريد الشركة استضافة الأخبار على منصتها بالأساس
لدى كل مدونة وموقع اخباري صفحة رسمية على فيس بوك، واستطاعت المنصة كسب ثقة الناشرين والقراء على حد سواء.
وقد حاولت بشكل صريح أن تحتكر صناعة الأخبار وتغير الموازين لصالحها، ويعد مشروع المقالات الفورية وصعود الفيديو على المنصة الأساسين الكبيرين لهذه الإستراتيجية.
إقرأ أيضا:العثور على المعجب السري Secret Crush باستخدام فيس بوكميزة المقالات الفورية توفر للناشرين تقديم الأخبار والمقالات مباشرة على تطبيق فيس بوك للمتصفحين، والربح من الإعلانات التي تعرض بداخل مقالاتهم على التطبيق دون جلب أي زيارات مباشرة إلى مواقعهم.
أما الفيديو فقد نجحت الشركة في قتل مشاركة مقاطع الفيديو من المنصات الأخرى على منصتها وفي مقدمتها فيديوهات يوتيوب، وأقنعت الناشرين بضرورة رفع مقاطع الفيديو مباشرة إلى المنصة وعرضها لمشاهدتها على صفحاتها دون الحاجة للذهاب إلى يوتيوب أو أي منصة منافسة أخرى.
ولأنه يمكن عرض الإعلانات على مقاطع الفيديو في المنصة، ترغب الشركة في الإستفادة من تلك الإمكانية التي يحقق منها يوتيوب الملايين من الدولارات.
إعلانات الفيديو مكلفة وهي مربحة بصورة أكبر للمنصة المستضيفة في هذه الحالة، ما يعني أن انتشار مقاطع الفيديو وعرض الإعلانات بداخلها يعني عائدات أكبر لشركة فيس بوك.
لهذا عمدت الشركة على إطلاق خوارزمية جديدة لخلاصة الأخبار تعزز من أهمية الفيديو المستضاف على فيس بوك وعرضه أولا قبل المحتويات الأخرى.
هذا بالطبع زاد من المشاهدات التي تحققها مقاطع الفيديو كما أن المنشورات تتمتع بوصول أكبر مقارنة بالروابط والصور، ودفع للأسف الكثير من الناشرين للإستثمار في إنشاء المحتوى المرئي لصفحاتهم، ليصطدموا بحقيقة مرة وخسائر كبيرة.
-
السقوط في فخ الخسائر الكبيرة
في أستراليا وأمريكا الشمالية وأجزاء من اوروبا قرر العديد من الناشرين ايقاف نشر مقاطع الفيديو على صفحاتهم بفيس بوك أو التقليل منها أو اعادة نشر مقاطع الفيديو المصمم خصيصا ليوتيوب ومواقعهم الإلكترونية.
إقرأ أيضا:مستقبل صراع فيس بوك و يوتيوب على المحتوى المرئيكما اتهم الكثير من الناشرين فيس بوك بأنه تلاعب بالبيانات، وكذب عليهم بخصوص الفيديو الذي يعد إلى حد الآن غير مربح بنشره على فيس بوك، بل يحتاج كي ينتشر إلى الترويج المدفوع له.
هذا يعني أنه إلى جانب تكاليف إنشاء مقاطع الفيديو ينفق الناشرين المزيد من المال في الترويج المدفوع له، دون ان يحصلوا على أي أرباح مباشرة من فيس بوك.
بعض شركات الإعلام قامت بخفض أعداد المدونين والكتاب لديها، لصالح توظيف منشئي محتوى الفيديو وفي النهاية صدموا بأن التكاليف التي تنفق على توظيف منشئي الفيديو لا يتم استرجاعها على الأقل.
-
المعادلة الأفضل لتجنب الخسائر
ما دام فيس بوك لا يشارك الأرباح مع الناشرين في العديد من الدول اليوم، فمن الأفضل أن لا تستثمر في هذه المحتويات على الشبكة الأكبر في العالم.
يجب التركيز بالأساس على المحتوى النصي والمقالات الإخبارية والإستثمار في هذا الإتجاه، لأن الإحصائيات تقول أن أغلب المتتبعين يحبون قراءة المقالات والحصول على تغطية مفصلة منها.
أما بالنسبة للفيديو فمن الجيد أيضا أن تعمل على إرفاقه إلى المقالات وهو يساعد القراء في الحصول على توضيحات أكبر، ويمكن أن يكون الفيديو متوفرا على الموقع وخاصا به بشكل حصري، أو يتم تضمينه من يوتيوب أو أي منصة أخرى.
وحسب خبرتنا في تزويد المواقع الإخبارية بالمحتوى المكتوب، لا تزال النصوص هي المفضلة في جلب الزيارات وقيادة الأرباح من الإعلانات لمواقع المحتوى، ويمكنك زيارة متجر أمناي للإستفادة من الخدمات الني نقدمها.
نهاية المقال:
كذبة فيس بوك كلفت مواقع الاخبار ومؤسسات إخبارية أموالا كثيرة، وحاليا هناك اعادة مراجعة للسياسات والتوقف عن السير وفق توصية الشركة الأمريكية التي تواجه انتقادات ومعارك قضائية على خلفية هذه المسألة.