أدى زلزال أفغانستان بقوة 6.3 درجة أمس السبت، إلى مقتل 2400 شخصا على الأقل واصابة آلاف الأشخاص وسقوط المئات من المنازل، وهي كارثة قد حلت بغرب بلد إسلامي.
وهذه ليست المرة التي يتعرض فيه البلد الأسيوي للزلازل، فهو بلد مشهور بأعنف الزلازل كما هو الحال لكل من الجيران مثل ايران وباكستان والهند والصين.
واحدة من أعنف الزلازل التي ضربت أفغانستان كانت زلزال هندوكوش في عام 2015، وقع هذا الزلزال في 26 أكتوبر 2015 وكانت قوته 7.5 درجة على مقياس ريختر.
تم تحديد مركز الزلزال في منطقة جبال هندوكوش في إقليم بادخشان في شمال أفغانستان، على بُعد حوالي 45 كيلومترا جنوب غرب بلدة جرم.
الزلزال الهندوكوش تسبب في خسائر فادحة، حيث تقدر الحصيلة الرسمية للضحايا بأكثر من 400 قتيل وأكثر من 2500 جريح، كما تسبب الزلزال في تدمير واسع النطاق للمنازل والبنية التحتية في المناطق المتأثرة، وتشرد العديد من السكان.
ومنذ انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان استولت طالبان الإسلامية على الحكم في البلاد، وتم فرض الحجاب والنقاب وتم منع الإختلاط وأغلقت الملاهي والأماكن الترفيهية.
ببساطة طبقت طالبان الشريعة الإسلامية السطحية، التي يدعو دائما السلفيين والمحافظين إلى تطبيقها والتي تركز كثيرا على التضييق على النساء ومنع الإختلاط، وترى في تلك الإجراءات طاعة الله وشرطا لنصرته وحفظه.
إقرأ أيضا:قصة اتفاق التطبيع بين ايران والسعودية ومكاسب الصينلكن البلد الأسيوي يعاني فعلا من أزمة اقتصادية خانقة ومجاعة وعلى شفا الحرب مع ايران حول المياه، إضافة إلى هذه الزلازل الكارثية.
وبينما يعجز المنطق الديني عن تفسير هذه الظواهر التي تحدث في الأرض وحتى العديد من الكواكب وهي جزء من حياتها وامرا طبيعيا، فإن منطق العلم يبدو مقنعا للعقلاء.
تقع أفغانستان في منطقة زلزالية نشطة وهي في تقاطع عدة لوحات تكتونية، بما في ذلك اللوحة الهندية واللوحة الأوراسية واللوحة العربية، تلك التصادمات بين الصفائح التكتونية تجعل أفغانستان عرضة للنشاط الزلزالي.
تاريخيًا، شهدت أفغانستان العديد من الزلازل القوية، يُعد زلزال هندوكوش في عام 2015، الذي ذكرته سابقًا، أحد الأمثلة على النشاط الزلزالي القوي في البلاد، وتشير السجلات الجيولوجية إلى وقوع زلازل أخرى في السنوات السابقة والعقود السابقة.
وبناءً على الموقع الجغرافي لأفغانستان، فإنها تتشارك الحدود مع العديد من الدول الزلزالية الأخرى، مثل باكستان وإيران وتاجيكستان، وبالتالي، فإن النشاط الزلزالي في هذه المناطق قد يؤثر أيضًا على أفغانستان.
وبينما يفسر العلم بوضوح أسباب الزلازل في هذه المنطقة نجد عامة المسلمين الذين يربطون الزلازل بالمنكرات والمعاصي والذنوب وهم في حيرة هذه المرة، خصوصا وأن أفغانستان تحث حكم طالبان اختارت التشدد ضد الإختلاط والعري والتحرر الجنسي وما إلى ذلك من الأمور التي تغضب المحافظون عادة.
إقرأ أيضا:بحث شامل عن تأثير العاصفة الشمسية على الإنسانلهذا السبب سيذهب الكثير منهم بكل تأكيد إلى تصديق نظريات المؤامرة التي تشير إلى أن الزلازل مفتعلة رغم أنه على مر التاريخ تعد هذه من الظواهر الطبيعية القديمة وتحدث في مختلف أنحاء العالم وهي شديدة في المناطق التي تلتقي فيها الصفائح وفيها حركة تكتونية عالية.
قبل أسابيع تعرض المغرب لزلزال قوي وقبله تركيا ودول أخرى في المنطقة وقيل أنه غضب إليهي وعقاب وهذا من الراديكاليين الإسلاميين، فيما ذهب آخرين للقول أنها زلازل مفتعلة بأسلحة نوعية يستخدمها الناتو أو حتى الماسونية وجهات أخرى لنشر الفوضى في العالم لأغراض خبيثة.
إقرأ أيضا:حجب أشعة الشمس لمعالجة التغير المناخيومن الواضح أن الفريقين على خطأ، وقد حان الوقت لتوعية الناس بأن الزلازل ظاهرة طبيعية وكل ما يملكها البشر لتقليل تأثيرها هي البناء على أسس قوية واستخدام أحدث التقنيات في مجال الهندسة والمعمار كما تفعل دول مثل اليابان على سبيل المثال لا الحصر.
إقرأ أيضا:
المنازل المقاومة للزلازل هي الحل وليس الدعاء لله
زلزال المغرب: البشر أهم من الأطلال والتراث المادي
هل زلزال المغرب واعصار ليبيا مؤامرة ضد شمال أفريقيا؟
سر ضوء أزرق في سماء الإسكندرية بالتوازي مع زلزال تركيا ومصر
هل زلزال تركيا مفتعل وما هي أضواء الزلازل؟