شيريل ساندبرج تلوح بورقة الدفع
تستمر أزمة فيس بوك، ومعها تستمر التعليقات والتعقيبات من مسؤولي الشركة حول التطورات الخطيرة التي تتسارع والتي تهدد وجود هذه العلامة التجارية.
وتواجه الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم انتقادات من مختلف الأطراف بداية من الإعلام نحو المستخدمين إلى الرأي العام في أنحاء العالم، لكونها منصة تستغل بيانات المستخدمين وتوجههم إلى ما تريده وهي غير محايدة ومتورطة في تغيير أنظمة عالمية واسقاط الحكم في بلدان متعددة وعرقلة الإنتخابات بمختلف الدول.
ما من شك أن فيس بوك تعتمد على الإعلانات والدعاية المدفوعة لتحقيق العائدات والأرباح وهذا بالطبع حقها ولا يختلف اثنان على ذلك.
لكن الشركة الأمريكية صممت منتجها وخدماتها من أجل شفط البيانات وجمع كل المعلومات عن المستخدمين بما فيها التي تبدو غير مهمة من أجل عرض إعلانات دقيقة وإجراء الدراسات وبيعها للمعاهد والجهات السياسية والاجتماعية.
وفي هذا الإطار قالت رئيسة عمليات الشركة السيدة شيريل ساندبرج، أنه سيتوجب على المستخدمين دفع المال لتتوقف الشركة عن جمع بياناتهم واستغلالها لأغراض إعلانية.
وحول إمكانية التقليل من البيانات التي تجمعها الشركة عن المستخدمين أو ايقاف عمليات التتبع التي يقوم بها المستخدم، أكدت أن هذا ممكن لكن بطريقة واحدة وهي الدفع.
-
فيس بوك مدفوع دون انتهاك للخصوصية
هذا يعني أن الشركة قد تعمل مستقبلا على توفير النسخة المدفوعة من موقعها ليستخدمها هؤلاء الذين يفضلون نسخة من الموقع بدون إعلانات ولا تجمع البيانات الخاصة بالمستخدمين.
إقرأ أيضا:لهذه الأسباب ستعرض جوجل الكثير من الإعلانات لكتصريحات مديرة عمليات الشركة واضحة في هذا الإطار وتفتح الباب لاحتمال رؤية نسخة من الموقع تكون مدفوعة أو ربما الذهاب نحو أبعد من ذلك، وهي إزالة الإعلانات وفرض تكلفة مادية على كافة المستخدمين.
الاحتمال الأول يبدو منطقيا بالنسبة لي، حيث أن هناك الكثير من المواقع الإخبارية التي توفر نسخة مدفوعة خالية من الإعلانات وتتضمن محتوى إضافي، وهناك نسخة مجانية لعامة الناس تعرض الإعلانات وهي معادلة جيدة وعادلة اعتمدتها الصحف الإلكترونية المشهورة.
أما فيس بوك فإن القيمة المضافة التي سيقدمها في النسخة المدفوعة هي أنها لا تجمع البيانات ولا تعرض الإعلانات وتضمن للمستخدمين خصوصية أفضل.
-
فكرة قد تصبح واقعا
اعتدنا من شركة فيس بوك عادة على أن يطلق الأفكار أولا للنقاش ومتابعة ردود الأفعال ثم تظهر الفكرة على شكل ميزة تجريبية ومع التفاعل الجيد معها يتم اعتمادها.
فيس بوك المدفوع على ما يبدو هو حاليا مجرد فكرة أطلقتها شيريل ساندبرج لتنشرها وسائل الإعلام، ومن غير المستبعد أن تصبح مستقبلا ميزة رسمية.
هذه الميزة ستضمن للشركة حسب تصورهم ارضاء نسبة كبيرة من المستخدمين الذين لا يحبون سلوكيات فيس بوك في جمع البيانات عنهم، وهؤلاء الذين يريدون البقاء على المنصة ولا يريدون أن يكون الوصول إليهم من المؤسسات والشركات ممكنا.
إقرأ أيضا:ما هو روبوت الدردشة الذكي ChatGPT وهل اجاباته صحيحة؟
-
خطوة تكشف عن سوء سمعة فيس بوك
يراقب القائمون على فيس بوك حديث وسائل الإعلام عن شركتهم ويتابعون تغريدات المستخدمين وهم يعلمون أن سمعة شركتهم سيئة أو على الأقل هي على المحك.
التقارير التي كشفت عن سلوكيات الشركة في التجسس على المكالمات الهاتفية للمستخدمين واستخدام الميكروفون لتنصت على ما يجري بالقرب من الجهاز إلى جانب الطرق التي يصل بها الموقع إلى معلومات المستخدمين أضرت بصورته كثيرا.
إقرأ أيضا:الويب المظلم سيكشف أصل فيروس كورونا وفضيحة الصينمواقع الإنترنت التي تعرض الإعلانات للمستخدمين هي عادة لا تحصل على معلومات حساسة حول المستخدمين مثل الهوية، فهي تعرض الإعلانات حسب سياق المقالات والمحتوى الذي يتصفحه وموقعه الجغرافي.
الشركة وبالرغم من كل الإجراءات التي قامت بها للتقليل من البيانات التي تقوم بجمعها عن المستخدمين، إلا أن الرأي العام لا يثق بتلك الخطوات ويعتقد بأنها كذبة.
نهاية المقال:
مديرة العمليات تتحدث عن كون الدفع المادي مقابل استخدام فيس بوك خيار مطروح، وهذا مع استمرار الأزمة واعتراف مارك زوكربيرغ بأن شركته تراقب المحادثات الخاصة.
إقرا المزيد من المقالات حول أزمة فيس بوك لتفهم اكثر هذه القضية.