عاد تيار القرآنيون إلى المقدمة مع تراجع جاذبية السلفيين والمدارس الفقهية التقليدية المتهمة بتكريس الجمود الفكري الإسلامي والدعوة إلى العودة إلى الماضي عوض مواجهة الحاضر.
ومع عودة هذا التيار الإسلامي، تشعر المؤسسات الدينية التقليدية بالقلق ويشن عدد من الفقهاء ورجال الدين السلفيين هجوما على القرآنيين، فقد كفرهم الشيخ الكويتي عثمان الخميس (مقطع التكفير من هنا).
وتأتي هذه التطورات الدينية خصوصا بعد فشل الإسلام السياسي والجرائم التي ارتكبها داعش والنصرة والتيارات الإسلامية الأخرى باسم الدين وتطبيقا لفتاوى ابن تيمية والنصوص السنية المتشددة.
من هم القرآنيون؟
القرآنيون هم جماعة من المسلمين الذين يعتقدون أن القرآن الكريم هو المصدر الوحيد والأساسي للشريعة الإسلامية والمرجع النهائي لتحديد الأحكام والتوجيهات الدينية.
يؤمن القرآنيون بأن القرآن هو كلام الله المنزل على النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وهو يحتوي على الإرشاد الكامل والشامل للإنسان في جميع جوانب الحياة.
القرآنيون ينكرون أو يتجاهلون تقليد السنة النبوية، وهي المجموعة الثانية من المصادر التي يعتقد الغالبية العظمى من المسلمين أنها تكمل وتفسر القرآن، يعتقد القرآنيون أن القرآن يكفي لفهم الإسلام وتطبيقه، وأنه لا حاجة للتوجه إلى أي مصادر أخرى.
ويستدل هؤلاء بقول الله تعالى: ﴿ما فرّطنا في الكتاب من شيء﴾ من سورة الأنعام، وكذلك آية (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) من سورة الجاثية، ويؤكدون أن هذا هو المصدر الوحيد للتشريع بينما الأمور الأخرى لا شأن لنا بها.
إقرأ أيضا:هل ستتحول جائحة كورونا إلى وباء مستوطن في عام 2023؟هل القرآنيون جماعة واحدة؟
ومع ذلك، يجدر بالذكر أن القرآنيين ليسوا جماعة واحدة موحدة بل هناك تنوع وتباين في وجهات النظر والممارسات بينهم.
بعض القرآنيين يتبعون أساليب التفسير التاريخي واللغوي للقرآن، بينما يعتمد آخرون على الاستدلال المباشر من القرآن دون الاعتماد على أي مصادر أخرى.
وتختلف التفاسير حسب اجتهادات كل واحد منهم، ويؤكدون على أن هذه واحدة من مزايا القرآن، حيث انه كتاب متجدد ورغم ثبات آياته وسوره وعدم التغيير فيه، فإن قراءته بالعقل كل مرة ومحاولة فهمه يفضي بالقارئ إلى فهم جديد واستخلاص دروس وقيم أفضل.
تهدف وجهات نظر القرآنيين إلى التركيز على القرآن والتأكيد على توجيهاته وأحكامه بشكل مباشر، وذلك في سبيل تقريب الإسلام وتبسيطه وتجنب التعقيدات والاختلافات التي تنشأ عن التقليد السني.
ما هي الأدلة التي يستخدمها القرآنيون لدعم اعتقادهم بأن القرآن يكفي لفهم الإسلام؟
يعتمد القرآنيون على عدة أدلة لدعم اعتقادهم بأن القرآن يكفي لفهم الإسلام وتوجيه العبادة، وإليك بعض الأدلة التي يستخدمونها:
وحدانية القرآن: يرون أن القرآن الكريم هو الكلام المباشر لله وأنه لم يتعرض للتحريف أو التغيير على مر العصور، يرون أن الله وحده هو المعلم الحقيقي والمرشد للإنسان، وبالتالي يجب الاعتماد على كلامه المباشر وحده.
محتوى القرآن الشامل: يرون أن القرآن يحتوي على توجيهات وأحكام شاملة تشمل جميع جوانب الحياة الدينية والاجتماعية والأخلاقية والقضايا الشخصية، يعتقدون أن القرآن يحتوي على كل ما يحتاجه المسلم لتوجيه حياته وتطبيق الشرع.
إقرأ أيضا:أزمة الطاقة تضرب جهود مكافحة التغير المناخيالاستدلال المباشر من القرآن: يعتمد القرآنيون على البحث والتدبر في آيات القرآن واستخلاص الأحكام والتوجيهات الشرعية مباشرة منها، يرون أن الله قد أوضح الكثير من الأمور بوضوح في القرآن وأنه يمكن استنباط الأحكام الشرعية من خلال تحليل النصوص القرآنية.
القرآن كمعيار للتقييم: يعتبر القرآن المعيار الأساسي والمرجعية لتقييم الأحكام والتوجيهات الأخرى، يرون أن أي توجيه أو تقليد يجب أن يتم تحليله وتقييمه بناءً على ما ورد في القرآن، وأن القرآن هو المصدر النهائي لتحديد صحة أي اعتقاد أو عمل.
متى ظهر القرآنيين؟
القرآنيون هم جماعة دينية نشأت في العقود الأخيرة، وتتميز بمعتقدات فريدة تتعلق بالإسلام والقرآن، لا يمكن تحديد تاريخ دقيق لظهور القرآنيين، لكن يمكن تتبع بعض الأفكار والحركات التي أدت إلى تشكل هذه الجماعة.
تأثرت فكرة القرآنيين بالحركات الإصلاحية والجدلية التي ظهرت في القرون الأخيرة من تاريخ الإسلام، لقد تطورت أفكار القرآنيين بشكل أساسي في القرن العشرين، وخاصة في البلدان العربية والمسلمة.
يعتقد القرآنيون أن القرآن هو المصدر الوحيد والمرجعية النهائية للإسلام، وينكرون أو يشككون في صحة وسلامة التراث النبوي السني، بما في ذلك الحديث والسنة، يرون أن القرآن يكفي لفهم الإسلام وتوجيه العبادة.
مع ظهور وتطور وسائل الاتصال والتواصل، انتشرت الأفكار القرآنية بشكل أوسع وأصبحت أكثر وضوحًا، وقد تشكلت منظمات وجماعات قرآنية تعمل على نشر هذه الفكرة وتعزيزها.
إقرأ أيضا:مقدمة إلى سلسلة كتب محادثات مع اللهمع ذلك، يجب الإشارة إلى أن القرآنيين ليسوا الاتجاه الرئيسي أو الغالب في العالم الإسلامي، حيث يتبع الغالبية العظمى من المسلمين التقليد السني ويعتبرون السنة النبوية مصدرًا هامًا لفهم الإسلام.
من هو مؤسس القرآنيون؟
لا يوجد مؤسس محدد للقرآنيين كجماعة دينية محددة، القرآنيون هم جماعة دينية تتشارك في العقائد والمعتقدات المشتركة، ولكنهم ليسوا تحت قيادة مؤسس واحد.
تطورت فكرة القرآنيين بمرور الوقت وتأثرت بالأفكار الإصلاحية والجدلية في الإسلام، يعتقد القرآنيون أن القرآن هو المصدر الوحيد والمرجعية النهائية للإسلام، وينكرون أو يشككون في صحة وسلامة التراث النبوي السني بما في ذلك الحديث والسنة، ومع ظهور وتطور وسائل الاتصال والتواصل، انتشرت الأفكار القرآنية بشكل أوسع وأصبحت أكثر وضوحًا.
من المهم أن نلاحظ أن القرآنيين ليسوا الاتجاه الرئيسي أو الغالب في العالم الإسلامي، حيث يتبع الغالبية العظمى من المسلمين التقليد السني ويعتبرون السنة النبوية مصدرًا هامًا لفهم الإسلام.
هل يعتبر القرآنيون جزءًا من الإسلام الشيعي أو السني؟
القرآنيون ليسوا جزءًا من الإسلام الشيعي أو السني، القرآنيون هم جماعة مستقلة تمتلك معتقدات فريدة تتعلق بالإسلام والقرآن. يعتبرون القرآن مرجعيتهم الأساسية والمصدر الوحيد للإسلام، ويرفضون أو يشككون في صحة وسلامة التراث النبوي السني، بما في ذلك الحديث والسنة.
الإسلام الشيعي والسني هما المذهبان الرئيسيان في الإسلام، يشترك الشيعة والسنة في الاعتقاد بأن القرآن هو الكتاب المقدس والمصدر الأساسي للتوجيه الإسلامي، ولكنهم يختلفون في الآراء والمعتقدات الأخرى، مثل الخلافة والإمامة والتراث النبوي.
من المهم أن نفهم أن القرآنيين لا يمثلون المذهب الرئيسي في الإسلام ولا ينتمون إلى الشيعة أو السنة، إنهم يشكلون جماعة دينية مستقلة تركز على التركيز على القرآن بشكل خاص.
هل يعتقد القرآنيون أن الحديث والسنة غير صحيحين؟
القرآنيون يعتقدون بشكل عام أن الحديث والسنة غير صحيحين بالنسبة للتشريع الإسلامي وفهم الدين، ويعتبرون القرآن الوحيد المرجعية الصحيحة والنهائية للإسلام، ويشككون في صحة وأصالة الحديث والسنة التي يعتبرها المسلمون السنة النبوية.
كما أن القرآنيون يستندون إلى المنهج القرآني المباشر في فهم الإسلام وتطبيقه، ويرفضون الاعتماد على الحديث والسنة لاعتبارات مختلفة، مثل الشك في سلامتها التاريخية والنقد النصي والمنهجي، يرون أن القرآن في حد ذاته يحتوي على كافة التوجيهات اللازمة للمسلمين ولا يحتاجون إلى الحديث والسنة كمصدر إضافي.
كيف يفهم القرآنيون الصلاة؟
القرآنيون يعتبرون القرآن هو المصدر الرئيسي لتوجيهات العبادة، بما في ذلك الصلاة. وفقًا لمعتقدهم، القرآن يحتوي على الأوامر المباشرة لأداء الصلاة وشروطها وآدابها.
ومع ذلك، يختلف القرآنيون في النهج العملي لأداء الصلاة، بعض القرآنيين يؤمنون بأن الصلاة يجب أن تكون علنية ومجتمعية، ويقومون بأدائها في المساجد مع المسلمين الآخرين.
بينما يعتقد آخرون من القرآنيين أن الصلاة يمكن أن تكون فردية وغير مجتمعية، ويقومون بأدائها بشكل فردي في أماكن خاصة.
بشكل عام، القرآنيون يولون اهتمامًا كبيرًا لتفهم معاني الصلاة وتطبيقها وفقًا للقرآن، قد يستندون إلى الآيات القرآنية المتعلقة بالصلاة ويدرسونها بعناية لفهم الأصول والتفاصيل الخاصة بالصلاة.
وبينما الأغلبية العظمى من المسلمين يعتقدون بوجود خمس صلوات يومية (الفجر، الظهر، العصر، المغرب، العشاء)، القرآنيون يعتقدون في بعض الأحيان بأن القرآن لا يحدد عدد الصلوات بشكل محدد.
بعض القرآنيين يرى أن القرآن يشير إلى صلاة واحدة فقط، ويعتبرون أن الصلاة الواحدة التي تذكر في القرآن هي الصلاة المركزية والأساسية، وفقًا لهذا الفهم، يعتبرون أن أداء صلاة واحدة يوميًا كافٍ ولا يلتزمون بأداء الصلوات الخمس.
لكن آخرين يعتقدون ان هناك صلاة الفجر والعصر والمغرب وآخرين يعتقدون أنها عددها أربعة، فيما الفجر 4 ركعات عند بعضهم.
إقرأ أيضا:
ثورة الإلحاد وخروج المسلمين من الإسلام أفواجا
حظر الأفلام والأعمال الأدبية والفنية وقاعدة كل ممنوع مرغوب
مؤامرة ماتريكس التي أنتجت فلسفة الريد بيل المتطرفة
الحجاب فرض في الإسلام لكن ليس على المسلمات
ممارسة ومشاهدة كرة القدم حرام في الإسلام للنساء والرجال
ما هي الصحوة الإسلامية الحركة التي تحتضر حاليا؟
هل العلمانية ضد الدين ولماذا يربطها البعض مع الإلحاد؟