هذه ليست مزحة … هذا خطير للغاية
لا تزال أزمة فيس بوك وفضائحه في الواجهة وضمن المواضيع المهمة لوسائل الإعلام الدولية وحتى المحلية التي باتت معترفة بأن هذه الشبكة الإجتماعية تعيش أيام عصيبة ويمكن لانفلات الوضع أن يؤدي إلى انهيار هذه المؤسسة.
في الواقع الأمور خرجت عن سيطرة الشركة منذ فترة طويلة، بالضبط منذ أن أخبر معلم زوكربيرغ الشاب وطاقمه عن رصده مشكلة الأخبار المزيفة وكان رد فيس بوك واضحا حينها، وهو أنها ليست مسؤولة عن المحتوى الذي ينشر على منصتها!
والآن الشركة لا تواجه هذه المشكلة فقط، بل أيضا خطاب الكراهية واستغلال بيانات المستخدمين لأغراض سياسية وليس فقط لعرض إعلانات ملائمة.
فضيحة Cambridge Analytica لا تزال موضوع الساعة، وقد فتحت الهيئة الفيدرالية المنظمة للاتصالات بالولايات المتحدة تحقيقا لا يزال قيد التنفيذ حاليا.
والأيام القادمة ينتظر أن تكون حاسمة لهذا الموضوع حيث ننتظر حكم هذه الهيئة والتي غالبا ما ستلجأ إلى العقاب المادي كما هو متوقع.
-
هل انتهك فيس بوك مرسوم 2011؟
تعد شركة فيس بوك واحدة من الشركات التي وقعت عام 2011 على مرسوم يقتضي بأن تدفع الشركة التي انتهكت معلومات المستخدمين واستخدمتها لأغراض مسيئة غرامة قدرها 40000 دولار، نعم 40 ألف دولار أمريكي.
إقرأ أيضا:تعددت أسبابه لكن حظر تيك توك هدف متناميحاليا يتم التحقيق في انتهاك الشركة لهذا المرسوم، وفي حالة تأكد ذلك فإن الشركة سيكون عليها أن تدفع هذا المبلغ مقابل كل مستخدم متضرر.
-
غرامة قاسية في حالة وجهت إليه التهمة رسميا
لمن لا يعرف فإن عدد المستخدمين المتضررين من قضية Cambridge Analytica وصل إلى 50 مليون مستخدم، حصلت شركة الاستشارات السياسية على بياناتهم بعد أن اشترتها ببضع ملايين من الدولارات من باحث برمج تطبيقات خاصة لفيس بوك يجمع بها المعلومات بعد أن يحصل على صلاحية الوصول إلى الحساب الشخصي والرسائل ومختلف البيانات الخاصة بالمستخدمين.
ذنب فيس بوك أنه يسمح للمطورين بجمع أكبر عدد ممكن من البيانات كما أن رسالة اعطاء التصريح غير واضحة خلال 2014 للكثير من المستخدمين.
التهمة الأخرى التي تواجه الشركة هي التجسس على المكالمات الهاتفية للمستخدمين حيث تقوم بتعقبها وتسجيل المعلومات الخاصة بها كما أشرنا سابق، ونفس الأمر أيضا للرسائل النصية sms على هواتف المستخدمين.
تكلفة الغرامة يمكن لأي شخص التوصل إليها وهي 2 تريليون دولار أي 2000 مليار دولار أمريكي وهي سيولة لا تملكها الشركة الأمريكية.
وفي حالة افترضنا ان هناك تسهيلات في الحكم فإن احتمال ان يتم فرض غرامة قاسية على فيس بوك بمليارات الدولارات لا يزال واردا بقوة.
إقرأ أيضا:ما هي شبكة البوتات Botnet وما علاقتها بهجمات DDoS؟
-
ماذا سيحدث في هذه الحالة الخطيرة؟
الواضح أن المستثمرين في الشركة سيعملون على التخلص من أسهمهم في أسرع وقت ممكن، وهذا من شأنه أن يضعف القيمة السوقية للشركة التي خسرت في الأزمة الأخيرة في أسبوع واحد أكثر من 100 مليار دولار.
الخطير في هذا أن انهيار المؤسسة في البورصة ممكن الفترة القادمة وقد بدأ مؤسس فيس بوك منذ فترة ببيع الملايين من الأسهم التي يملكها في الشركة للتقليل من ملكيته الخاصة حسب برنامج متفق عليه مع مجلس الإدارة.
إقرأ أيضا:ربح المال من شراء وبيع خصوصية وبيانات المستخدمينمن جهة أخرى 2 تريليون دولار مبلغ كبير للغاية وستكون عملية دفعه صعبة، ربما سيكون هناك تساهل لدفعه على أقساط ما سيؤثر لفترة ليست بالقصيرة على ربحية الشركة وهو ما يعطي سببا آخر للمستثمرين بالهروب من الاستثمار فيها.
احتمال إعلان الإفلاس ممكن أيضا وهذا خطير للغاية ويضع نهاية سريعة لشركة تتمتع بوضع جيد ماليا وفي المنافسة إلى الآن.
نهاية المقال:
إذا تأكد أن الشركة انتهكت مرسوم 2011 فستجد فيس بوك نفسها في ورطة كبيرة وخياراتها مأساوية للغاية، هذا هو السلاح النووي الذي يمكن للأزمة أن تستخدمه عما قريب لإنهاء هذه القصة، الشيء المؤكد أن القادم سيء لهذه المؤسسة.