علوم

ثورة الإلحاد وخروج المسلمين من الإسلام أفواجا

في كتب الفقه الإسلامي نجد أن الرسول تنبأ بخروج المسلمين من الإسلام قائلا: «ليخرجن منه أفواجا كما دخلوه أفواجا»، وكاد أن يتحقق ذلك بعد وفاته مباشرة ولولا السيف الذي أعاد المرتدين العرب خاضعين لتوفي الإسلام في جزيرة العرب.

المرة الثانية التي يشهد فيها المسلمون مشهدا مشابها، هو ما يحدث حاليا، حيث صدمة إرهاب الإسلام السياسي والنصوص الدينية المتشددة وما نسب إلى الرسول من سبي وعنف قد أصاب ايمان الشباب في مقتل.

في الربيع العربي كانت تيارات الإسلام السياسي حاضرة بقوة ومعظمها تبنى العنف ضد الدولة، وقد شجع عدد من شيوخ التيار السلفي واسع الإنتشار الشباب على الجهاد في سوريا.

في وقت لاحق مع ظهور داعش التي تعد نبتة سلفية حسب الشيخ عادل بن سالم الكلباني، وانتشار اجرامها، حاول شيوخ السلفية التبرؤ منها خصوصا مع وصول عبد الفتاح السيسي إلى الحكم في مصر وآل سلمان في السعودية والحرب الدولية على داعش.

لكن بالنسبة للكثير من الشباب والمراقبين كانت هذه تجربة أتبث فيها السلفيون أنهم يطبقون منهجا إسلاميا يقدس القتل والسبي وارغام الآخرين على الإيمان بالله ومن هنا بدأت موجة الإلحاد.

قبل الثورات العربية كان لدى السلفيون قبولا وتأثيرا إيجابيا في نفوس الشباب، لكن مع مشاركتهم في السياسة وخروج بعضهم عن قاعدة وجوب طاعة ولي الأمر، وهجرة الكثير من السلفيين إلى سوريا للجهاد أصبح هذا التيار مشبوها وارتد عنه كثيرون سواء نحو العلمانية والعقلانية أو الإلحاد والكفر الواضح.

إقرأ أيضا:هل يضرب إعصار فالنسيا المغرب والجزائر؟

اليوم ما يحدث هو أن الناس يخرجون من الإسلام أفواجا، البعض منهم بسبب الكوارث الموجودة في التراث الإسلامي وتشابه أفعال داعش مع ما نسب إلى الرسول، مثلا في حصار بنو قريظة وقتلهم وسبي النساء والأطفال الصغار دون المراهقين الذين تعرضوا للقتل مثل الرجال.

وآخرين تركوا هذا الدين بسبب الأحاديث النبوية التي تتضمن مغالطات علمية أو حتى منطقية مثل فوائد بول البعير، وتوصية النبي بشربه للشفاء من الأمراض والسقم، وما إلى ذلك من الأحاديث حول الحبة السوداء والمبالغة في فوائدها.

الملاحدة العرب اليوم أغلبهم هم مسلمين في السابق، أبناء عائلات مسلمة بل ونسبة كبيرة منها محافظة أيضا، لهذا من الطبيعي أنهم ينتقدون الدين الإسلامي فهو الذي يعرفونه.

المرتدين عن المسيحية واليهودية موجودون أيضا لكن عددهم قليلة لقلة أتباع الديانتين بين العرب، وهذا ينفي تماما المغالطات التي يروج لها المتدينين من أن الملاحدة يكرهون الدين الإسلامي وحده ويحاربونه لأنه الأقوى.

يشهد العالم العربي أيضا تحولات اجتماعية وثقافية سريعة، مع تغير القيم والمعتقدات السائدة، كما أن تقدم التكنولوجيا والوصول إلى المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي قد أدى إلى تبني آراء جديدة وتحرر فكري في بعض الأحيان.

ثورة الإلحاد هي ناتجة عن رغبة الشباب في حرية التعبير والفكر في المجتمعات العربية، وقد يسعون إلى التحرر من هذه القيود وتبني وجهات نظر تعتبرها أكثر حرية وانفتاحًا، هناك غضب دفين بين الشباب من التخلف في الدول العربية والإسلامية والقمع السياسي والديني، والقمع في النهاية يولد الإنفجار ويؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.

إقرأ أيضا:ما هو جهاز ووكي توكي أيكوم وهل يمكن تفجيره عن بعد؟

كما الجمود الفكري وانحصار الخطاب الديني في الأدبيات السائدة ومناقشة لباس المرأة وبعض القضايا التي لا تؤثر على المجتمعات أدى إلى ثورة الشباب ضد المؤسسة الدينية.

كما تلعب التحولات السياسية والاجتماعية دورًا في زيادة الإلحاد، ومع انتشار الإنترنت وتعرف الشباب على الأمم المتقدمة وايجابيات العلمانية وحرية التعبير والتعبد الذي تكفله الدول الديمقراطية أشعل ذلك حالة غضب شملت الدين الإسلامي لدى الشباب.

ينبغي الإشارة أيضا إلى أن رجال الدين التابعين للسلطة على مر التاريخ الإسلامي لا يحركون ساكنا ضد القمع الذي تمارسه السلطة وهو ما أثر سلبا في نظرة الناس إلى الفقهاء والعلماء، بل وأصبح من الواضح أن الدين في خدمة السياسة، لهذا السبب هناك دعوات صريحة للفصل بين السلطة السياسية والدين.

إقرأ أيضا:ما هي دروس الرعاية الصحية الكبيرة من وباء كورونا؟

تجد اليوم المؤسسة الدينية التقليدية نفسها في محنة عظيمة وأمام تحدي وجودي، لهذا السبب يتجه الخطاب الديني مؤخرا لمواجهة الإلحاد ومحاولة معالجة هذه الظاهرة.

من المؤكد أن الخطاب الديني التقليدي لم يعد مقنعا، والقوانين القمعية التي تستند إلى الشريعة الإسلامية تزيد الطين بلة، ومطالبة الحكومات بقمع أهل الإلحاد والتضييق عليهم لن يصنع سوى مجتمعات تظهر الإيمان وتبطن الكفر.

إقرأ أيضا:

حظر الأفلام والأعمال الأدبية والفنية وقاعدة كل ممنوع مرغوب

مؤامرة ماتريكس التي أنتجت فلسفة الريد بيل المتطرفة

الحجاب فرض في الإسلام لكن ليس على المسلمات

ممارسة ومشاهدة كرة القدم حرام في الإسلام للنساء والرجال

ما هي الصحوة الإسلامية الحركة التي تحتضر حاليا؟

هل العلمانية ضد الدين ولماذا يربطها البعض مع الإلحاد؟

السابق
كيف تعمل ترجمة جوجل ولماذا اعتبرت المغاربة أبناء العاهرات؟
التالي
شروط المساعدة المقطوعة .. طريقة التسجيل في المساعدة المقطوعة