المزيد من الأشخاص ينسحبون من فيس بوك.
ما من شك بأن أزمة الأخبار المزيفة وخطاب الكراهية والفوضى التي تسببت فيها لشركة فيس بوك سيكون لها تداعيات ونتائج على الجانب المادي والشعبي لهذه المؤسسة.
هذه الحقيقة أدركتها ادارة مارك زوكربيرغ متأخرة، لهذا خرج علينا الشاب المشهور بمنشور في بداية هذا العام أكد فيه على أنها سنة إصلاح موقعه وخدماته، معترفا أخيرا بأنه هو وزملائه يتحملون المسؤولية في استخدام الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم لضرب الاستقرار الاجتماعي بدول كثيرة وعرقلة الديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية.
النتائج المالية الخاصة بالربع الأخير من عام 2017 أظهرت لنا أن الوقت الذي يقضيه المستخدم عادة على هذه المنصة تراجعت بنسبة مخيفة، ومؤخرا أعلنت الشركة على أن الإنفاق سيتزايد بصورة كبيرة في العام الحالي.
علامتين تؤكدان بأن هذه الشركة لا تعيش أفضل أوقاتها بل إن أوضاعها قابلة لتسوء هذه السنة أكثر من أي وقت مضى.
لا يزال بإمكان فيس بوك تجاوز هذه المشاكل، لكن هي الطريقة التي تبدأ بها الأزمات المدمرة للشركات، حيث التدريج سلاح فعال في اسقاط المؤسسات.
-
تراجع استخدام فيس بوك رغم ارتفاع المستخدمين
أكدت الشركة انخفاض الفترة التي يقضيها المستخدمين بحوالي 50 مليون ساعة وهذا في الربع الرابع من العام الماضي.
إقرأ أيضا:لعبة spin a dreidel أو بلبل الحانوكا اليهوديومن المعلوم أن فيس بوك ومنافساتها من تطبيقات التواصل الإجتماعي عادة ما تركز على ابقاء المستخدمين لفترات أطول على خدماتها.
ويتضح رغبتها في ذلك من خلال التصميم الخاص بشبكات الإجتماعية والذي يعرض الكثير من المنشورات، إضافة إلى قيامها بإضافة المزيد من الخدمات الأخرى والاستثمار في انتاج أفلام ومسلسلات خاصة بها سيتم عرضها في قسم الفيديو للمستخدمين.
ولم يعد فيس بوك ماسنجر وسيلة للتواصل بين المستخدمين بل أيضا أصبح يدعم القيام بصفقات تجارية من خلال المحادثات وارسال الأموال والتواصل مع الشركات وهي الخدمات التي تحاول بها الشركة احتكار كل شيء.
تراجع الاستخدام وإن حاولت الشركة التقليل من أهميته هو ضربة لرأس مال هذه الشركة التي لا تسعى فقط إلى زيادة المستخدمين بل إلى جعل الناس يدمنون استخدامها ولا يتمكنون من البحث عن بدائل ومنافسين.
-
ارتفاع الإنفاق بشكل جنوني
يبدو أن الإصلاحات التي ستقدم عليها الشركة الأمريكية خلال العام الجاري ستكلف الشركة مليارات الدولارات وهو ما أكدته الشركة.
وليس فقط الاصلاحات هي التي سيرتفع الانفاق لأجلها بل أيضا الاستثمارات في الفيديو وتحسين الخدمات والمنافسة بقوة مع جوجل وشركات أخرى.
وقالت الشركة انه من المتوقع أن ترتفع النفقات بنسبة تتراوح ما بين 45 في المئة إلى 60 في المئة بالعام الجاري.
إقرأ أيضا:فيس بوك: الإنترنت المجاني في العراق ومصر والسعودية وأفريقياخلال العام الماضي وصل الإنفاق إلى 6.7 مليار دولار أمريكي ومن المنتظر أن يقفز إلى 14 مليار دولار أمريكي أو ربما 15 مليار دولار.
ويبين الرسم البياني أعلاه كيف ازداد الإنفاق بشكل تدريجي ما بين 2012 و 2016 قبل أن يقفز بالضعف ما بين 2017 و 2018.
وأكدت الشركة أن الأموال التي ستنفقها سيذهب جزء مهم منها على توظيف المزيد من المراقبين للمحتوى على شبكاتها الإجتماعية وأيضا تكبير فريق مراجعة الإعلانات ومعالجة التبليغات.
كما أنها تعتزم الاستثمار أكثر في الفيديو من خلال صناعة محتوى خاص سيتم بثه على خدمتها للفيديو وتعرضه للمستخدمين.
إضافة لما سبق فإن جزء من الإنفاق سيذهب إلى تحديث الحواسيب والأجهزة والخوادم وأيضا تطوير البنية التحتية للشركة.
-
الارتفاع في الإنفاق مبالغة؟
ينظر خبراء إدارة الشركات لارتفاع الإنفاق بشكل جنوني ولتتفوق الشركة على عمالة النفط وبعض الشركات التصنيعية على هذا المستوى إلا أنه مبالغة.
إقرأ أيضا:انهيار مشاهدات وأرباح قنوات الألعاب والأطفال على يوتيوبفمن المعلوم أن فيس بوك لا تنقب على النفط أو تصنع أجهزة كي تصل فاتورة النفقات إلى هذا المستوى، وحتى إن استثمرت في الفيديو بصورة كبيرة لن تصل الفاتورة إلى 15 مليار دولار أمريكي.
هذا جعل بعض المحللين يتحدثون على أن الشركة تعمل على أجهزة استهلاكية ومنتجات حقيقية وربما خدمات جديدة أو صفقات استحواذ مهمة.
ويفترض أن تعود هذه النفقات بعائدات على الشركة الأمريكية التي تبذل جهدها في الرفع من العائدات والأرباح وارضاء المستثمرين والبقاء في الصدارة بمجالها.
نهاية المقال:
تراجع الفترة التي يقضيها المستخدمين على فيس بوك وتزايد النفقات بأكثر من الضعف يغرقان هذه الشركة في الأزمة التي تتنامى بالتدريج نتيجة فوضى الأخبار المزيفة وخطاب الكراهية، فهل ستتمكن من تجاوز هذه المرحلة المؤلمة أم أنها بداية الإنهيار؟