منذ انسحاب فرنسا من مالي ازدهرت أعمال جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” التابعة للقاعدة، وكذلك على الجهة الأخرى داعش الذي يعد خصما للجماعة.
ومع انفلات الوضع الأمني في المثلث الحدودي بين النيجر وبوركينا فاسو ومالي بسبب الإنقلاب في النيجر تصبح الأمور أسوأ ما يهدد دول الجوار وتعد منطقة أزواد ساحة للتنافس وازدهار هذه الجماعات.
تقع منطقة أزواد هي منطقة جغرافية في شمال الصحراء الكبرى في إفريقيا، وتمتد عبر عدة دول هي مالي والجزائر والنيجر وموريتانيا، تعتبر أزواد أرضًا شاسعة وجافة تتميز بتضاريسها الصحراوية وصحاريها الشاسعة وجبالها المتناثرة.
تشتهر منطقة أزواد بثقافتها العريقة لشعب تواريق وتاماشيق وأخراد، وتاريخها المليء بالتجارة والتنقل القبلي، وقد شهدت المنطقة صراعات ونزاعات عديدة على مر العصور، بما في ذلك الصراعات القبلية والنزاعات الحدودية بين الدول المجاورة.
في العقد الأخير، شهدت منطقة أزواد اضطرابات سياسية وأمنية جراء تمردات مسلحة ونضالات من أجل الاستقلال والحكم الذاتي. تنظيمات مسلحة مثل حركة تحرير أزواد وجبهة تحرير إيراغ العربية وغيرها سعت إلى تحقيق مطالبها السياسية والاستقلالية في المنطقة.
وتتميز منطقة أزواد بثرواتها الطبيعية المحتملة مثل النفط والغاز واليورانيوم والذهب والفضة والفوسفات، ومع ذلك، تواجه التنمية في المنطقة تحديات عديدة بسبب النزاعات والاضطرابات الأمنية والفقر المستشري في العديد من المجتمعات.
تسعى الحكومات المعنية والمجتمع الدولي إلى تحقيق الاستقرار والسلام في منطقة أزواد وتعزيز التنمية المستدامة وحقوق الشعوب الأصلية في المنطقة، تشمل الجهود الدولية التعاون الإقليمي والجهود الدبلوماسية والتنموية لتعزيز الحوار والمصالحة وتحقيق التنمية الشاملة في المنطقة.
إقرأ أيضا:يجب أن تدعم الولايات المتحدة التطبيع العربي مع سورياتاريخيًا، لم تكن منطقة مالي معروفة بتواجد مباشر لتنظيمي “داعش” أو “القاعدة”، ومع ذلك، فإن المنطقة شهدت نشاطات منظمات إرهابية أخرى، وتحديدًا في شمال مالي في السنوات الأخيرة.
في عام 2012، اندلعت أزمة في شمال مالي عندما استغلت جماعات مسلحة مثل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي (AQIM) وحركة تحرير أزواد (MNLA) وجماعات إسلامية أخرى الفراغ الأمني وشنت هجمات على الجيش المالي، وعلى الرغم من أن هؤلاء المسلحين كانوا يشتركون في أهداف قصيرة الأجل مشتركة، إلا أنهم سرعان ما تعرضوا للتنافس والصراعات بينهم.
في السنوات التالية، تمكنت قوات فرنسية ودولية من تطهير المنطقة من الجماعات المسلحة واستعادة السيطرة الحكومية على معظم المناطق المتأثرة، ومع ذلك لا تزال هناك بعض الهجمات المنفردة والاعتداءات الإرهابية المتفرقة في المنطقة.
جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM) هي جماعة إرهابية تعمل في منطقة الساحل الإفريقي، وتشمل مناطق مالي والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا، تأسست الجماعة في مارس 2017 عندما اندمجت عدة جماعات مسلحة، بما في ذلك تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي (AQIM) وحركة لبيرتي للمقاومة الإسلامية وغيرها من الجماعات الصحراوية.
تهدف جماعة نصرة الإسلام والمسلمين إلى تنفيذ هجمات إرهابية وتعزيز أهدافها الإسلامية المتشددة في المنطقة، تعمل الجماعة على استهداف القوات الحكومية والمصالح الأجنبية والمواقع العسكرية والمدنيين في المنطقة.
إقرأ أيضا:لا يعبد الهنود البقر يا بقر بل هي مقدسة في الهندوسيةتستخدم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تكتيكات مثل الهجمات الانتحارية والتفجيرات والهجمات المسلحة والإختطافات لتحقيق أهدافها.
تعتبر المنطقة الساحلية في أفريقيا تحديًا أمنيًا كبيرًا، حيث تنشط جماعات إرهابية أخرى مثل “داعش في الصحراء” وجماعة بوكو حرام.
إقرأ أيضا:إعادة بناء مملكة سوريا التي يحكمها الملك بشار الأسدالحكومات المحلية والقوات الدولية تعمل بالتعاون لمكافحة جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وغيرها من الجماعات المتطرفة في المنطقة، يتضمن ذلك تبادل المعلومات وتعزيز التعاون الأمني وتقديم الدعم العسكري والتنموي لتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة.
ويشكل ازدهار الجماعات المتطرفة خطرا على دول غرب أفريقيا برمتها وعلى التنمية الاقتصادية في المنطقة كما يشكل تهديدا أيضا على دول شمال أفريقيا حيث عدد منها تستهدف تشاد وتنشط في ليبيا أيضا.
إقرأ أيضا:
كيف يهدد انقلاب النيجر أمن أفريقيا ويعزز من نفوذ روسيا؟
يورانيوم النيجر أساسي لإنتاج كهرباء فرنسا لكنه رخيص
روسيا ستدمر أنابيب الغاز النيجيري الجزائري ونظيره المغربي
ما هي حركة تحرير جنوب الجزائر الإنفصالية؟