تحية تقدير واحترام للدكتور إسماعيل عبد الحميد طه
ذكرت في مقالات سابقة بأن الصفحات الشخصية والعامة قد تحولت على فيس بوك إلى مصادر رئيسية للأخبار المزيفة التي تنتشر بين الناس كالنار في الهشيم وهي التي تشعل حالة من الذعر وأحيانا حالة من الاحتقان والصراع الذي يزيد من سوء الأوضاع السياسية والإجتماعية ويشوه صورة الجهات المستهدفة من ورائه.
الأخبار المزيفة في مصر تحولت إلى صناعة عملاقة خلال السنوات الأخيرة واستخدمت كثيرا ضد النظام المصري وتاريخ وتقاليد هذا البلد واستخدمت أيضا ضد المعارضة ومختلف فئات الشعب المصري ليتحول فيس بوك إلى ساحة المواجهة بالأخبار المزيفة والمعلومات المغلوطة في إطار تشويه الآخر وتبرير العداء له.
لكن أيضا تستخدم الأخبار المزيفة في مصر بقطاعات أخرى غير السياسة منها المبالغة في تفاصيل الأحداث الاجتماعية والدينية والفنية ولعل ما قامت به إحدى المعلمات بمدرسة اللغات الجديدة في محافظة دمياط يدخل ضمن هذا الصنف من الأنباء الكاذبة.
- معلمة مصرية تستغل صفحتها الشخصية لنشر خبر مزيف مرعب
أقدمت احدى المعلمات بمدرسة اللغات الجديدة في محافظة دمياط من نشر خبر مزيف على صفحتها الشخصية في موقع فيس بوك.
وادعت في المنشور الذي شاركته مع متابعيها وأصدقائها أن أحد منازل منطقة الشيخ سديد قد تعرض للإنهيار ما خلف قتلى وجرحى بالعشرات.
إقرأ أيضا:منذ 10 سنوات استثمر بيل جيتس في شركة فيس بوك لتصبح كابوس مايكروسوفتالمنشور الذي يبدو أنه سريعا ما لقي اهتماما واعادة مشاركة له، دفع بعض سكان المحافظة المصرية إلى ابلاغ الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه، محافظ دمياط والذي أرسل فريق الوحدة المحلية للتحقق من الحادث، ليتأكد بأنه حادث مزيف وغير حقيقي.
المنشور المزيف ترك وراءه الكثير من الناس الذين يعتقدون أنه خبر صحيح والبعض أصيب بالقلق من كون سقوط ذلك المنزل بداية لسلسلة انهيارات في المنطقة لمنازل وعمارات أخرى.
-
احالة المعلمة إلى التحقيق وهذا هو اعترافها
لم يجد محافظ دمياط أي خيار آخر لديه سوى المطالبة بالتحقيق مع المعلمة ومعرفة من أين حصلت على الخبر وما هدفها من نشر منشور سبب الذعر لأهالي منطقته.
وقال أنه لا يتعمد في العادة معاقبة من يكتب شيئا خاطئا على صفحته الشخصية، لكن هذا الخبر الذي نجح في نشر الذعر يحتاج إلى مواجهة بالقانون كي لا يتكرر الأمر.
في التحقيق مع المعلمة أكدت أنها سمعت الخبر من صديق ابنها فقامت بالكتابة عنه ونشره دون أن تتحقق من صحته.
ويعد سلوك المعلمة من السلوكيات الأكثر انتشارا اليوم حيث يكتب الناس على صفحاتهم الشخصية والصفحات العامة التي يملكونها لتغطية الأخبار، أنباء مزيفة فقط لأنهم سمعوا بها دون التحقق من صحتها.
إقرأ أيضا:تبني فيس بوك للخصوصية هراء وغرامة 5 مليارات دولار غير كافية
-
مبادرة عظيمة من محافظ دمياط
تكشف خطوة محافظ دمياط عن حرصه الكبير على أمن منطقته واستعداده لمحاربة الأخبار المزيفة التي تحاول نشر الذعر بين الناس هناك.
خطوة الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه، يجب أن يتعلم منها المسؤولين الآخرين في مصر وخارجها بالعالم العربي أنه حان الوقت لمحاربة الأخبار المزيفة بعدم السكوت عنها وتركها تنتشر بين الناس.
إقرأ أيضا:أرباح المغربي إلياس المالكي والأردني ماهركو من كيك Kickوالأهم أن نرى قوانين تشريعية جديدة تنظم استخدام مواقع التواصل الإجتماعي وهي قادمة لا محالة ليس فقط عربيا لكن هذا هو الاتجاه في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وهي دول متضررة كثيرا من الأخبار المزيفة وخطاب الكراهية خلال الفترة الأخيرة.
نهاية المقال:
أريد ان استغل هذا المقال لأوجه تحية تقدير واحترام للدكتور إسماعيل عبد الحميد طه محافظ دمياط بمصر على تحركه ضد الخبر المزيف الذي نشر الذعر في منطقته واحالة المعلمة التي نشرته على صفحتها بفيس بوك إلى التحقيق، آمل أن ارى القوانين في مصر وبقية البلدان العربية تتجه إلى معالجة فوضى الأخبار المزيفة وخطاب الكراهية على الشبكات الإجتماعية، فهذا هو التوجه العالمي الجديد وبدأ من بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والصين والإمارات.