علوم

تفاصيل مفاوضات التطبيع بين السعودية وإسرائيل المسربة

من المرتقب أن يعلن عن اتفاقية التطبيع بين السعودية وإسرائيل في المستقبل المنظور، ليستمر قطار الإتفاقيات الإبراهيمية الذي بدأ منذ أغسطس 2020.

في الأيام الأخيرة، ألمح مسؤولون في القدس وواشنطن إلى إحراز تقدم في تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، يوم الأحد، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن أحزاب المعارضة في البلاد منفتحة لدعم اتفاق سلام سعودي إذا اعترض شركاء الائتلاف اليميني لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على المطالب السعودية بتقديم تنازلات للفلسطينيين.

لكن مصادر خليجية مقربة من صناع القرار السعوديين ومصادر مقربة من نتنياهو أبدت آراء متضاربة بشأن ارتباط القضية الفلسطينية.

وبحسب المصادر الخليجية، فإن السعوديين يشترطون التطبيع بإحراز تقدم على الجبهة الفلسطينية، لكن المصادر الإسرائيلية تقول إن الرياض لم تضع مثل هذه الشروط.

وقال مصدر خليجي مقرب من القرار السعودي: “التقدم في القضية الفلسطينية شرط ضروري لأن المملكة العربية السعودية ستجلب العالم العربي والإسلامي بأسره إلى طاولة المفاوضات، بينما يجب على إسرائيل أن تطلب منهم جميعًا ما يمكن أن تقدمه إلى طاولة واحدة”.

وأوضح مصدر خليجي ثان مقرب من صناع القرار السعوديين أن السياسة السعودية الجديدة بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هي سياسة سلام وعدم نزاعات وعدم تدخل في الأمور الأخرى وفي إطارها المملكة، عازمة على إغلاق القضية الفلسطينية الإسرائيلية كذلك، وبالتأكيد إذا كانت تنوي إنهاء دور إيران في لبنان”.

إقرأ أيضا:هل تستطيع ايران اغلاق مضيق جبل طارق؟

ووفقًا له، فإن المملكة العربية السعودية مصممة على “طرد ايران لكنها لن تكون قادرة على المضي قدمًا طالما أن إسرائيل تسيطر على الفلسطينيين”.

وأضاف: “السلام والتسامح هما الطريق الصحيح لإنهاء جميع النزاعات في المنطقة، لكن ذلك لن يكون ممكناً إلا في ظل ظروف معقولة وواضحة”.

وشدد هذا المسؤول على أن “الشروط التي تضعها السعودية لاتفاق إقامة علاقات مع إسرائيل تشمل التقدم في القضية الفلسطينية ولا داعي للاستغراب من ذلك، حيث أظهرت المملكة جدية نواياها بقبولها جزيرتا تيران وصنافير، بعد الامتناع عن ذلك لسنوات، حتى لا تضع نفسها في طليعة الاتصالات مع إسرائيل لقد تم اتخاذ خطوة مهمة”.

وكان يشير إلى نقل مصر لجزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر إلى المملكة العربية السعودية في عام 2022، ويتطلب إنهاء النقل موافقة إسرائيلية لأن الجزر كانت منزوعة السلاح وفقًا لاتفاقيات كامب ديفيد عام 1979، تقع الجزر في المياه الإقليمية السعودية ولكن تم تأجيرها لمصر عندما احتلتها إسرائيل خلال حرب الأيام الستة عام 1967.

أراد السعوديون عودة الجزر كجزء من خطة طموحة لبناء مدينة مستقبلية تسمى نيوم، أعيدت الجزر في يوليو 2022 وبعد شهر واحد فتحت المملكة مجالها الجوي أمام الطائرات التجارية الإسرائيلية”.

من ناحية أخرى تقول مصادر مقربة من نتنياهو إن السعوديين لم يضعوا أي شروط وأن التعليقات على عكس ذلك هي مواقف.

إقرأ أيضا:بردية تولي: هل شاهد الفراعنة الكائنات الفضائية؟

علاوة على ذلك، فإن السعوديين مهتمون أكثر بالضمانات الأمنية الأمريكية ضد إيران، والأسلحة المتطورة، والمساعدة الأمريكية في بناء برنامج نووي مدني.

تعارض إسرائيل حاليًا وصول السعودية إلى أسلحة أمريكية متطورة، ومع ذلك، بدأت الإمارات العربية المتحدة في تلقي أسلحة أمريكية وإسرائيلية متطورة بعد توقيع اتفاقيات ابراهيم في عام 2020.

وتقول المصادر الإسرائيلية إن السعوديين لن يدعوا القضية الفلسطينية تمنعهم من تحقيق هذه الأهداف، سيكون للربط تأثير عميق على المشهد السياسي الإسرائيلي.

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم الأحد أن التطبيع سيتطلب وعدًا صريحًا من نتنياهو بعدم ضم مناطق يهودا والسامرة، من بين إجراءات أخرى لن يقبلها شركاؤه في التحالف.

لطالما تعهدت أحزاب المعارضة بعدم الجلوس في حكومة وحدة مع نتنياهو طالما أنه يحاكم بتهمة الفساد، لكن قادة المعارضة يائير لابيد وبيني غانتس مستعدون لدعم اتفاق سلام من خارج الائتلاف إذا شعروا أن الاتفاق هو لمصلحة اسرائيل.

ذكرت صحيفة التايمز أيضًا أن واشنطن تريد من السعوديين تمويل حزمة مساعدات كبيرة للمؤسسات الفلسطينية، وإنهاء الحرب في اليمن وتقليص علاقة المملكة المتنامية مع الصين.

لكن التصور السائد بين السعوديين هو أن شركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني يعارضون التطبيع، فيما أكد عزيز الغشيان، باحث سعودي متخصص في الشؤون الإسرائيلية في مشروع SEPAD (مشروع الطائفية والوكلاء وإزالة الطائفية)، وهو مركز أبحاث بريطاني، قال: “أعتقد أن الوضع الداخلي في إسرائيل لا يفضي إلى التطبيع مع السعودية” وأضاف أن هذا هو الرأي السائد داخل المملكة.

إقرأ أيضا:مشروع علماني لتحقيق السلام بين فلسطين وإسرائيل

كما قال الغشيان إن الرئيس جو بايدن يدفع بالتطبيع في حملته الانتخابية، أو “تسييس التطبيع”، على حد تعبيره، وقال “ما أفهمه للرأي الأمريكي هو أن احتمال التطبيع بعيد، لكن بعد أسابيع، يريد الرئيس الأمريكي معالجة هذه التكهنات الخاصة بحملته الانتخابية”.

إقرأ أيضا:

التطبيع السعودي الإيراني الإسرائيلي يعزز رؤية 2030 الاقتصادية

قصة اتفاق التطبيع بين ايران والسعودية ومكاسب الصين

التطبيع بين السعودية وايران جزء من مشروع الديانة الإبراهيمية

دوافع التطبيع بين سوريا الأسد وتركيا أردوغان

الطريق إلى انهاء حصار غزة والتطبيع بين حماس وإسرائيل

هكذا سيكون التطبيع بين السعودية وإسرائيل مختلفا

السابق
نجاح فيس بوك في تشويه صورة مصر وإغراقها في وحل الهزيمة النفسية
التالي
من هو السعودي المسحور في المغرب