ألقى المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف باللوم على الغرب لإفشاله فشل القمة الروسية الأفريقية التي لم يحضرها سوى 17 من قادة أفريقيا وذلك تراجعا من 43 رئيسا شاركوا في نسخة 2019.
ويظهر غياب الكثير من قادة أفريقيا ومعظمهم، كيف أن دول القارة السمراء تشعر بالإستياء من الحرب الروسية في أوكرانيا، فهي المتضرر الكبير في هذه الحرب للأسف.
تعتبر أوكرانيا منتجًا رئيسيًا للحبوب والقمح، وتقدم صادراتها في هذا المجال إلى العديد من الدول في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك دول أفريقيا.
وفي العام 2020، بلغ حجم صادرات القمح من أوكرانيا إلى دول أفريقيا حوالي 2.2 مليون طن، وتمثلت الدول الرئيسية التي تم تصدير القمح إليها في القارة الأفريقية في ذلك العام في مصر والجزائر والسودان وليبيا وتونس وأنغولا وغينيا.
يعد القمح من المنتجات الأساسية في الغذاء، ويتم استخدامه في تحضير الخبز والمعجنات والمخبوزات والحبوب والعديد من المنتجات الأخرى.
وتعتبر صادرات أوكرانيا من القمح إلى دول أفريقيا مساهمة هامة في تلبية احتياجات هذه الدول في مجال الغذاء، وتعزيز التبادل التجاري بين أوكرانيا ودول القارة الأفريقية.
بالإضافة إلى القمح والحبوب، تقدم أوكرانيا صادراتها إلى دول أفريقيا في مجموعة متنوعة من المنتجات الأخرى، ومن بين هذه المنتجات السكر والأسمدة والدرة والزيوت النباتية.
إقرأ أيضا:لماذا لا تعترف الأمم المتحدة باستقلال الجزائر عن فرنسا؟تضررت الدول الأفريقية بقوة من الغزو الروسي لأوكرانيا وتعد مصر من أهم الدول التي عانت بسبب هذه الحرب التي جاءت بعد أزمة كورونا.
كان العالم يتطلع بعد الأزمة الصحية يتطلع إلى فترة جيدة وتعافي لكن موسكو شنت الحرب التي زادت الطين بلة وتسببت في ارتفاع التضخم وتكاليف الغذاء حول العالم وبالتالي تدهور الأمن الغذائي في القارة السمراء.
ورغم ذلك لم تلقي الدول الأفريقية باللوم على روسيا او تقطع علاقتها بها، واختارت الحياد، وذلك لأنها بحاجة إلى القمح الروسي وتريد ان تلعب دور الوسيط لإنهاء الحرب التي تهدد مصالحها وأمنها القومي.
كما أن هذه الدول ونتحدث عن معظمها استفادت من دعم الاتحاد السوفيتي لتحرر الدول الأفريقية واستقلالها كان جزءًا من السياسة الخارجية السوفيتية التي تهدف إلى نشر الثورة الشيوعية في جميع أنحاء العالم ودعم الحركات الوطنية للتحرر من الاستعمار الغربي.
وقدم الاتحاد السوفيتي الدعم للحركات الوطنية في الدول الأفريقية المستعمرة، وقدم المساعدات العسكرية والاقتصادية للحركات المسلحة في بعض الدول مثل أنغولا وموزمبيق وغينيا الاستوائية وأثيوبيا وأريتريا، كما قدم الدعم السياسي للحكومات الجديدة في الدول التي استقلت عن الاستعمار.
وكان لدى الاتحاد السوفيتي نفوذ قوي في بعض الدول الأفريقية، وقدم الدعم العسكري والاقتصادي لحكومات الدول مثل مصر والصومال وليبيا والجزائر وغيرها. وقد ساهم هذا الدعم في تعزيز العلاقات بين الاتحاد السوفيتي والدول الأفريقية، وشكل نوعًا من التوازن في العلاقات الدولية على المستوى العالمي.
إقرأ أيضا:إعادة بناء مملكة سوريا التي يحكمها الملك بشار الأسدومع ذلك، فإن الدعم السوفيتي للحركات الوطنية في الدول الأفريقية كان يتم في إطار الصراع العالمي بين الاتحاد السوفيتي والغرب، وليس بسبب إيمان الاتحاد السوفيتي بقضية التحرر الوطني للشعوب الأفريقية.
وبعد انهيار الإتحاد السوفيتي في عام 1991، تغيرت الديناميكيات في العلاقات الدولية وتراجع الدعم السوفيتي للدول الأفريقية.
واليوم في عهد فلاديمير بوتين وفي ظل صراعه مع الغرب تستخدم قيادته نفس خطاب الحرب الباردة من أجل استمالة الدول الأفريقية.
وفي النهاية فإن غياب أغلبية قادة دول أفريقيا هي رسالة واضحة لروسيا على أن القارة السمراء ليست راضية على السياسات الروسية التوسعية وهي مستاءة من استمرار الحرب التي زادت من معدلات الجوع والمجاعات في القارة السمراء، كما أن عدد من هذه الدول مستاءة أيضا من انتشار فاغنر في العديد من الدول الأفريقية ودورها في تهديد استقرار القارة.
إقرأ أيضا:كيف ستكون نهاية حماس ونتنياهو وقطر في حرب غزة؟إقرأ أيضا:
ما هي الوحدوية الروسية التي يؤمن بها فلاديمير بوتين؟
أطماع روسيا بوتين تعيدنا إلى الحركة الإستعمارية الروسية الكبرى
روسيا لا تزال دولة استعمارية وهذه حقائق عن الإحتلال الروسي
ارتفاع أسعار القمح 8.5%: روسيا تضرب الأمن الغذائي العالمي
عواقب انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية
حقائق حول ممر سوالكي بين بولندا وليتوانيا وتهديدات روسيا
من انقلاب فاغنر إلى انقلاب تركيا على روسيا بوتين المتهالكة
موقف روسيا بوتين والصين من غزو العراق 2003
هل روسيا ظالمة أم مظلومة؟ هذا رأي صديق بوتين